أخبار عربية – الرياض
اعتبر الأمير السعودي البارز، عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز، أن لدى بلاده بدائل عديدة لشراء السلاح عوضاً عن الولايات المتحدة التي اتخذت مؤخراً قرارات تقيد التعاون مع المملكة.
وقال الأمير عبد الرحمن، حفيد الملك المؤسس للسعودية عبد العزيز آل سعود، في حديث لقناة “السعودية” الرسمية، إن كلاً من السعودية والولايات المتحدة تحتاجان إلى بعضهما بعضاً، مضيفاً: “لا شك في أن أميركا بلد قوي ودولة عظمى”.
وأضاف الأمير الذي لا يتولى أي مناصب رسمية، لكنه يحظى بمتابعة من قبل ملايين الأشخاص في المملكة خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “لكن في نهاية الأمر أنا أرى أن الكثير من الأشياء التي تحتاج إليها السعودية من أميركا لها بدائل في العالم، بما في ذلك إذا نتكلم عن السلاح أو المسائل الاقتصادية”.
وأكد أن “أميركا بلا شك هي الأفضل.. كشريك ومن حيث تاريخ التعامل العسكري”، لكنه شدد على أن “هناك بدائل”، موضحاً: “حتى في التاريخ القريب، أحياناً تطلب طائرات من أميركا مثلاً، والكونغرس لا يوافق على ذلك، هذا حصل في تواريخ سابقة، فيمكن أن تذهب إلى بريطانيا أو فرنسا أو أي دولة أخرى تنتج السلاح”.
وأضاف الأمير عبد الرحمن أن للمملكة دور محوري في المنطقة باعتبارها “ثقلاً إسلامياً وسياسياً واقتصادياً”، مشيراً إلى أن لبلاده كذلك “دور مؤثر كبلد معتدل يساعد في مكافحة الإرهاب ويتعاون في مكافحة الإرهاب”، وشدد في هذا السياق على أن “أميركا لا تستطيع أن تستبدل السعودية بأحد”.
واعتبر الأمير السعودي، المعروف كذلك كشاعر ورئيس سابق لنادي الهلال لكرة القدم، أن القرارات الأخيرة التي اتخذها الرئيس الأميركي جو بايدن، لتقييد التعاون العسكري مع المملكة، يعود سببها إلى وعوده الانتخابية.
وسبق أن أعلن بايدن وقف دعم عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن مع تجميد مبيعات أسلحة للمملكة، كما وجه بشطب ميليشيا الحوثي المتحالفة مع إيران من قائمة الإرهاب، وهي الخطوة التي انتقدها الأمير عبد الرحمن، ملمحاً إلى أنها أعطت رسالة فهمها الحوثيين على أنها ضوء أخضر لمهاجمة المملكة.
وصعدت ميليشيا الحوثي في الآونة الأخيرة هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة عبر الحدود على مدن سعودية معظمها في جنوب المملكة.
وحول قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي عام 2018، أكد بن مساعد أنها “جريمة وخاشقجي هو الصحافي الوحيد الذي قتل في تاريخ المملكة كلها وليس هذا من باب الفخر”.
وأوضح أن “المقصد أن ولي العهد طلع واتخذ المسؤولية الأخلاقية كاملة، وقال أنا كقائد بعد الملك سلمان، سنحرص على عدم حدوث ذلك مرة أخرى وحوكم المسوؤلون عن الجريمة بمحاكمة ارتضاها وأشاد بها أولياء الدم وهم أبناؤه فليس هناك مجال لفعل أكثر من ذلك”.
وأعرب الأمير عبد الرحمن عن سعادته لأن التقرير الذي أصدرته واشنطن “ظهر وليس هناك أدلة أو تقرير قطعي، وبالتالي موضوع خاشقجي أقفل، والذي يريد أن يسترزق منه أقول لهم ابحثوا عن غيره فهذا الموضوع أقفل، والسعودية تصرفت بمسوؤلية تجاهه وانتهى”.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي بايدن قد نشرت مؤخراً التقرير الاستخباراتي حول مقتل خاشقجي، وجاء فيه دون تقديم أدلة دامغة بأن اغتياله جرى بموافقة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقُتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية في أكتوبر 2018.