أخبار عربية – بيروت
أحرق متظاهرون إطارات لإغلاق الطرق الرئيسية في مختلف أرجاء لبنان لليوم السابع على التوالي، الاثنين، تلبية للدعوات إلى قطع الطرقات تحت عنوان “اثنين الغضب” نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد منذ أكثر من عام والجمود السياسي المستمر منذ سبعة أشهر.
وقالت باسكال نهرا، وهي متظاهرة في جل الديب: “قلنا عدة مرات وسنرجع نعيد إنه سيكون هناك تصعيد لأن الدولة ما عم تحس على دمها (لا تفعل شيئاً)… مشهد 17 تشرين يجب أن يتكرر ونحن سنبقى بالشارع واليوم ستكون مفتوحة”.
وكانت الاحتجاجات في بداية الأزمة المالية في لبنان عام 2019 قد دفعت بمئات الآلاف للخروج للشوارع لإسقاط الحكومة.
والاثنين، أٌغلقت ثلاثة طرق رئيسية تؤدي إلى العاصمة بيروت جنوباً من الزوق وجل الديب والدورة. وفي بيروت نفسها أغلق المحتجون طريقاً رئيسياً أمام مصرف لبنان المركزي.
وفي صور جنوبي البلاد، حاول رجل إحراق نفسه بعدما سكب البنزين على جسمه لكن الدفاع المدني أوقفه في الوقت المناسب، وفقاً لما نشرته “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية.
وفقد عشرات الآلاف وظائفهم بسبب الأزمة التي أدت أيضاً لتجميد الحسابات المصرفية وبدأ كثيرون يعانون من الجوع.
واستقالت الحكومة بعد انفجار دمر مناطق بأكملها في بيروت في أغسطس الماضي.
لكن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري يختلف مع رئيس الجمهورية ميشال عون على تقاسم الحصص، ولم يتمكن من تشكيل حكومة جديدة تنفذ الإصلاحات المطلوبة لصرف مساعدات دولية بمليارات الدولارات.
ومنذ تراجع قيمة الليرة اللبنانية إلى مستوى قياسي جديد الثلاثاء الماضي، يغلق المحتجون الطرق الرئيسية يومياً.
وهدد رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، السبت، بالامتناع عن تأدية مهام منصبه للضغط على السياسيين لتشكيل حكومة جديدة.
وقال دياب في كلمة: “إذا كان الاعتكاف يساعد في تشكيل الحكومة فأنا جاهز إليه رغم أنه يخالف قناعاتي”، مشيراً إلى أن ذلك قد يعطل الدولة برمتها ويضر اللبنانيين بشدة.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية، الاثنين، إن دياب اجتمع مع الرئيس عون وعدد من وزراء حكومة تصريف الأعمال وحاكم مصرف لبنان والمسؤولين الماليين والأمنيين.
وانتقد البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الساسة في عظته، أمس الأحد، قائلاً: “تصالحوا أيها المسؤولون مع السياسة، ومع الشعب الذي بددتم ماله وآماله ورميتموه في حالة الفقر والجوع والبطالة. وهي حالة لا دين لها ولا طائفة ولا حزب ولا منطقة، ولم يعد له سوى الشارع. فنزل يطالب بحقوقه”.
وأضاف الراعي: “كيف لا يثور هذا الشعب وقد أخذ سعر صرف الدولار الواحد يتجاوز 10000 ليرة لبنانية بين ليلةٍ وضحاها؟ كيف لا يثور هذا الشعب وقد هبط الحد الأدنى للأجور إلى 70 دولاراً”.
وتابع قائلاً: “هناك من يتساءل لماذا ينفجر الشعب؟ من وراءه؟ فخير أن ينفجر الشعب ويبقى الوطن من أن ينفجر الوطن ولا يبقى الشعب لكننا باقون، والشعب أقوى من المعتدين على الوطن، مهما عظمت وسائلهم”.
ودعا الراعي إلى عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لمساعدة لبنان.