أخبار عربية – باريس/واشنطن
قالت الولايات المتحدة، الخميس، إنها مستعدة لمحادثات مع إيران بشأن عودة البلدين للالتزام بالاتفاق النووي الموقع عام 2015 والذي يستهدف منع طهران من تطوير سلاح نووي.
وردت إيران بفتور على الفكرة الأميركية، التي طرحها وزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال اجتماع عبر الفيديو مع نظرائه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا الذين تجمعوا في باريس.
وكرر بلينكن الموقف الأميركي بأن إدارة الرئيس جو بايدن ستعود إلى الاتفاق المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، إذا عادت إيران إلى الامتثال التام للالتزامات الواردة فيه.
وقال بيان مشترك للدول الأربع: “أكد الوزير بلينكن مجدداً… أنه إذا عادت إيران للوفاء التام بالتزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة فإن الولايات المتحدة ستقوم بالمثل وهي مستعدة للدخول في مناقشات مع إيران تحقق هذا الهدف”.
وأبلغ مسؤول أميركي وكالة “رويترز” أن واشنطن ستقبل أي دعوة من الاتحاد الأوروبي لإجراء محادثات بين إيران والقوى العالمية الست التي تفاوضت على الاتفاق، وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة.
وقال المسؤول لـ”رويترز”، مشترطاً عدم الكشف عن اسمه، بعدما قال مسؤول كبير في الاتحاد إنه مستعد للدعوة إلى عقد اجتماع بين أطراف الاتفاق: “نحن مستعدون للمشاركة إذا عُقد مثل هذا الاجتماع”.
ورحبت بريطانيا وفرنسا وألمانيا باعتزام بايدن العودة إلى الدبلوماسية مع إيران. لكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف رد بأن على واشنطن اتخاذ الخطوة الأولى.
وبدأت إيران في انتهاك بنود الاتفاق عام 2019 بعدما انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وأعاد فرض العقوبات الاقتصادية.
وسرعت إيران وتيرة الانتهاكات في الأشهر القليلة الماضية، وتختلف مع إدارة بايدن بشأن من يتعين عليه أن يتحرك أولاً لإنقاذ الاتفاق.
وقال ظريف في تغريدة على “تويتر”: “بدلاً من السفسطة وإلقاء العبء على إيران، يجب أن تفي مجموعة الدول الأوروبية الثلاث والاتحاد الأوروبي بالتزاماتها الخاصة وأن يطالبوا بإنهاء إرث ترمب المتمثل في الإرهاب الاقتصادي ضد إيران”.
وتابع قائلاً: “إجراءاتنا رد على انتهاكات الولايات المتحدة والثلاثي الأوروبي. تخلص من السبب إذا كنت تخشى النتيجة”.
وكان ظريف قد أشار في السابق إلى الانفتاح على المحادثات مع واشنطن والأطراف الأخرى حول إحياء الاتفاق.
ولمح المسؤول الأميركي أيضاً إلى إمكانية إيجاد سبيل لتجاوز الخلاف حول من ينبغي أن يبدأ أولاً بالعودة إلى الاتفاق: الولايات المتحدة بتخفيف العقوبات الاقتصادية، أم إيران بالالتزام بالقيود على البرنامج النووي. وقال إن التحدي الأكبر ربما يتمثل في تحديد ما الذي يعنيه الامتثال.
تخصيب اليورانيوم
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن التحول في موقف واشنطن يمثل فرصة لإيران، لكن الطريق مليء بالعقبات.
وأضاف عقب المحادثات في باريس: “قال الأميركيون إنهم مستعدون لمحادثات مع إيران في اجتماع مع أطراف الاتفاق الأصليين… هذه فرصة”.
وحددت طهران لبايدن موعداً نهائياً في الأسبوع المقبل كي يبدأ في التراجع عن العقوبات التي فرضها ترمب، وإلا ستتخذ أكبر خطواتها حتى الآن لانتهاك الاتفاق النووي بحظر عمليات التفتيش المفاجئة التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب بروتوكول إضافي.
وحثت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، المعروفة باسم مجموعة الثلاث، والولايات المتحدة طهران على عدم اتخاذ أي خطوات إضافية “فيما يتصل بتعليق البروتوكول الإضافي وأي تقييد لأنشطة التحقق التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران”.
وقال الوزراء إنهم مصممون على عدم امتلاك إيران أسلحة نووية و”عبروا عن قلقهم المشترك بشأن تحركات إيران في الآونة الأخيرة لإنتاج اليورانيوم المخصب لنسبة تصل إلى 20 في المئة ومعدن اليورانيوم”.
وقال المصدر الفرنسي: “ما زلنا في موقف محفوف بالمخاطر”، مضيفاً أنه إذا تجاهلت إيران تلك التحذيرات فسيكون هناك على الأرجح “رد فعل صارم للغاية”.
وقدم المسؤولون الأميركيون بعض المبادرات التصالحية تجاه إيران مثل تخفيف قيود حركة الدبلوماسيين في بعثتها بالأمم المتحدة، والتي كانت إدارة ترمب قد فرضتها في 2019 حيث قصرت وجودهم على منطقة صغيرة بمدينة نيويورك.
وقال المسؤول الأميركي إن إدارة بايدن لم تتواصل مع إيران بخلاف إبلاغ بعثتها في الأمم المتحدة بتخفيف قيود التنقل.
كما أبلغ ريتشارد ميلز القائم بعمل السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي، في رسالة اطلعت عليها “رويترز” بأن الولايات المتحدة سحبت تأكيد إدارة ترمب بإعادة فرض كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران في سبتمبر.