أخبار عربية – واشنطن
بدأ محامو الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الجمعة، تقديم دفوعهم لتبرئته من اتهامات بالتحريض على أعمال الشغب الدامية التي شهدها مبنى الكابيتول الشهر الماضي، وقالوا إن مساءلته “انتقام سياسي” من قبل الديمقراطيين.
ويتوقع أن يستغرق فريق الدفاع ما بين 3 إلى 4 ساعات للدفع بأن ترمب لم يكن مسؤولاً عن التحريض على أعمال الشغب التي وقعت، في السادس من يناير الماضي، والتي دفعت مشرعين في الكونغرس للتدافع بحثاً عن ملاذ حفاظاً على أنفسهم، وأسفرت عن مقتل 5 أشخاص بينهم ضابط شرطة.
وقال فريق الدفاع عن ترمب إن خطابه يعد محمياً بضمان الحق في حرية التعبير التي يكفلها الدستور الأميركي، وإن فريق الادعاء لم يربط بشكل مباشر بين ترمب وبين الأعمال التي قام بها مثيرو الشغب.
وقال مايكل فان دير فين، المحامي في فريق الدفاع عن ترمب في مرافعته الافتتاحية، إن “موضوع المساءلة أمام مجلس الشيوخ هي إجراء غير عادل وغير دستوري بشكل صارخ وعمل من أعمال الانتقام السياسي”.
وأكمل فريق الادعاء من الديمقراطيين عرض قضيتهم، الخميس، قائلاً إن ترمب كان على علم بما سيحدث عندما حض المؤيدين في السادس من يناير على التوجه إلى مقر الكونغرس و”القتال بضراوة”، عندما كان أعضاء الكونغرس في جلسة للتصديق على فوز الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الثالث من نوفمبر، وأضاف أنه تجب محاسبة الرئيس الجمهوري السابق.
ويزعم ترمب أن فوز بايدن في نوفمبر كان نتيجة فساد على نطاق واسع.
وقال فان دير فين إن مجمل تصريحات ترمب لمؤيديه تمثلت في أن العملية الديمقراطية ستسير وفقاً لنص القانون، وينبغي أن تسير كذلك. وأضاف: “هذه ليست كلمات شخص يحرض على تمرد عنيف”.
ووجه مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديمقراطيون الاتهام إلى ترمب، في 13 يناير، بالتحريض على التمرد، إلا أنه من غير المرجح أن يتمكن الديمقراطيون من حشد التأييد الكافي لإدانة ترمب ومنعه من تولي منصب عام مرة أخرى.
وتستلزم إدانة ترمب موافقة ثلثي أعضاء المجلس، وهو ما يعني ضمان تأييد 17 عضواً جمهورياً على الأقل رغم استمرار شعبيته بين الناخبين الجمهوريين.
وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض، الجمعة: “أنا منزعج مما يقوم به أصدقائي من الجمهوريين”.
وإذا ما تمت تبرئة ترمب، فإنه من الممكن لمجلس الشيوخ أن يقرر توجيه توبيخ له أو حتى أن يصوت لمنعه من تولي أي منصب عام مرة أخرى. وعند سؤاله، الخميس، عما إذا كان الخيار الثاني متاحاً، قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إن مثل هذا القرار ينبغي أن ينتظر حتى تنتهي المحاكمة.
وترمب هو أول رئيس أميركي تُجرى مساءلته مرتين، وأول من يواجه محاكمة بعد تركه منصب الرئيس. وكانت أول محاكمة لمساءلته، والتي استندت إلى سعيه للضغط على أوكرانيا للتحقيق مع بايدن، قد انتهت بتبرئته قبل عام في مجلس الشيوخ الذي كان يسيطر عليه الجمهوريون آنذاك.