أخبار عربية – واشنطن
بعد 30 عاماً من إدارة شركة “أمازون” عملاق التجارة الإلكترونية، قرر مؤسسها ومديرها التنفيذي جيف بيزوس التنحي جانباً، مفسحاً الطريق أمام وجه جديد.
وقالت الشركة في بيان، الثلاثاء، إن بيزوس، الذي يعد أغنى رجل في العالم، سيترك منصبه التنفيذي في وقت لاحق من هذا العام، وتحديداً في الصيف.
لكن بيزوس لن يبتعد عن الشركة كثيراً، إذ سيظل محتفظاً بمنصب رئيس مجلس الإدارة، وسيركز على تطوير مبادرات الشركة ومهام أخرى.
وعلى الفور، اتجهت الأنظار نحو الرجل الذي سيخلف بيزوس، الذي ارتبطت “أمازون” بصورته لعقود.
وقالت الشركة إن المدير التنفيذي الجديد هو آندي جاسي، الذي يدير حالياً قسم الحوسبة السحابية، القسم الأهم في الشركة الذي يبدو أنه سيشكل مستقبلها.
وكتب بيزوس في رسالة وجهها إلى الموظفين إن لديه “ثقة كاملة” في جاسي، مؤكداً أنه شخص معروف للغاية داخل الشركة، وسيكون قائداً بارزاً فيها.
وجاسي من الرعيل الأول في “أمازون”، إذ انضم إليها عام 1997 بعد تخرجه في كلية الأعمال بجامعة “هارفارد” المرموقة.
ويقول عن تلك الفترة: “كان آخر امتحان لي في كلية الأعمال في الجمعة الأخيرة من مايو 1997، وبدأت العمل في أمازون في يوم الاثنين الذي يليه”.
وأضاف:” لم أكن أعرف ماذا سيكون عملي، ولا المسمى الوظيفي لي”.
ويذكر الموقع الإلكتروني لـ”أمازون” أن جاسي هو الذي أوجد خدمات الإنترنت في الشركة، وهي تحديداً الحوسبة السحابية التي تطور البنية التحتية التي تستخدمها شركات ومدارس وحكومات.
وخلال سنوات، تطورت خدمة الحوسبة في شركة “أمازون” لتصبح منصة سحابية يستعملها الملايين، متفوقة على شركات أخرى مثل “أوراكل” و”مايكروسوفت”.
وتمتلك الشركة الآن ما يقرب من نصف سوق البنية التحتية الخاصة بالحوسبة السحابية، وتملك حصة تبلغ 30 بالمئة من سوق الحوسبة السحابية.
ويرى مراقبون أن اختيار جاسي ينسجم مع تطلعات الشركة إلى استمرار ريادتها في مجال الحوسبة السحابية المتفوقة فيها.
يذكر أن الشركة حققت أرباحاً تقدر بنحو 13.5 مليار دولار في 2020 من الحوسبة السحابية فقط، وهذا يشكل 63 بالمئة من إجمالي أرباح الشركة.
وحققت “أمازون” في مجال الحوسبة السحابية، ارتفاعاً في العائدات بنسبة 28 بالمئة الربع الرابع من عام 2020.
وكانت القيمة السوقية لشركة “أمازون” قد تجاوزت في يناير 2020 تريليون دولار، وفي يناير 2021 صارت القيمة السوقية أكبر 1.6 تريليون دولار، مما يعكس توسع أعمال ونجاحها في تحقيق الأرباح.
وتعد الشركة في صدارة سوق الحوسبة السحابية عالمياً، رغم أنها تواجه منافسة قوية من “مايكروسوفت” و”غوغل”.
وكانت “أمازون” انطلقت في تسعينيات القرن الماضي من متجر صغير لبيع الكتب، واتسعت شيئاً فشيئاً إلى أن أصبحت عملاق التجارة الإلكترونية الذي يبيع في كل مكان بالعالم.