أوليفر كيك: الدريفتنغ تساهم بإنقاذ حياتك من الموت.. و”Prodrifterz” في أميركا قريباً

أخبار عربية – بيروت

كريستابيل نجم

شغَفٌ قدْ يطولُ سياقُه، فيتمدّد إلى إبداعٍ وشهرةٍ لامتناهية وفورَ تحقيقِ الهدفِ المرادِ تتسلّقُ النجاحاتُ أرباعَ عهدِها ويتقمّسُ التعريفُ شخصيةً لامعةً بانَتْ هي الأفضل على مرّ السنوات.

أوليفر كيك، شابٌ لبنانيٌّ يناهز ُالـ33 من العمر، دعمَ مبدأَ النجاحِ والإصرارِ معًا فحوّلهُما إلى إبداعٍ حتميّ وإنجازٍ مبَطّنٍ فحصلَ على لقب “بطولة الشرق الأوسط للدريفت” لسنة 2018، كما أُطلقَ عليه لقب “The king of drift”، نتيجةَ الإنجازات المتداولة الّتي قام بها.

أنشأَ أوليفر أكاديمية “Prodrifterz”منذ ثلاث سنواتٍ وهي الأولى في لبنان والّتي تقومُ بتأهيلِ الطّلابِ الدخولَ إلى مبارياتٍ عالميةٍ لسباقِ السّيارات بعدَ تعليمِهم كافةَ التقنياتِ المطلوبة.

بانَ الكيك على شاشات التلفزةِ في برامجَ متنوعة، منها برنامج “Driven” على محطةِ الـ”إم بي سي أَكشِن” مع بطلِ الرّالي القدير عبدو فغالي. لاقى جوائزَ عدةً دعمًا وتكريمًا من محبّيه ومتابعينه، بخاصة بعدما حصدَ المركزَ الثالث في بطولة الدريفت اللبنانيّة سنة 2020.

وفي مقابلةٍ حصريةٍ إستثنائية مع هذا البطل الشغوف، دخلنا سلّمَ نجاحاتِه السابقة وأعمالِه القادمة بتراتبيةٍ ومصداقيةٍ مقرونة.

أوليفر كيك حصدَ أكثرَ من 12 ألف متابعٍ على حسابِ الإنستغرام (oliverkik@) وكان رائدًا وقائدًا لمحبّيه ومشجّعينه على الدوام. ما كان السبب وراءَ هذه القدوةِ اللامعة؟

كنت دائمًا على يقينٍ بأنّ السرعةَ الزائدةَ على الطرقاتِ الغير مخصّصةٍ لممارسةِ الدريفتنغ تُعرِّضُني والآخرينَ لخطرٍ شديدٍ له تداعياتٍ جمّة، كما قد استغربَ البعضُ رؤيتي على الطرقات أجولُ بسياراتٍ عاديةٍ غيرَ مجّهزة للسباقِ وبتروٍ. لذا كانت رسالتي إيجابيةً وأكثرَ من شاملةٍ وواضحةٍ آنذاك، على أنَّ الأماكنَ المغلقةَ المخصّصةَ لتعلّمِ هذه الهواية وممارستِها جرّاءَ المباريات المتتالية فقط، هي الأكثرَ صحةً ومنفعةً لمحبّيها.

تُعنى الهوايةُ بشغفٍ واهتمامٍ حقيقيّ حولَ نشاطٍ معين، أمّا المهنةَ فتقتصرُ على الحياة العمليّة والتخصّصَ الجامعيّ السابق. كيف قمتَ بتحويلِ هواية الدريفتنغ إلى مهنةٍ فعلية؟

سنة 2009، قامَ أحدُ أصدقائي المقرّبين بإشراكي عمدًا في مسابقة الراد بول في جونيه، حرصًا على أنَّ الجميعَ كان على يقينٍ بمدى حبّي وشغفي اللامتناهي للسيارات والدريفتنغ منذُ الصغر. حصَدْتُ عندها المرتبةَ الثالثةَ بسيارة الـ”Nissan 350z”، الّتي لم تكن حتّى مجهّزةً للسباق ورغمَ وجود عددٍ كبيرٍ من المتسابقين الهائلين عندها. هذه التجربة كانت الدّافعَ الأوّلَ لي لاستبدالِ الهواية لا فقط بالخبرةِ لا بل بمهنةٍ دائمة، فطوّرتُ نفسي شيئًا فشيئًا بدعمٍ من البطلِ المعروفِ عبدو فغالي.

يحلمُ الآباءُ والأمهاتُ بتخصّصٍ رفيعِ المستوى لأبنائهم ويرَوْنَ حُسنَ القدرةِ على تحديدِ مستقبلهم. أمّا الأبناء فيتّجهون نحوَ تحقيقِ أحلامِهم بما يناسبُ ميولَهم وقدراتهم. أَواجهتَ رادعًا من قِبلِ والدَيْك في البدءِ لاستنباطِ مهنة الدريفتنغ على الدّوام على حسابِ تخصّصك الجامعي؟

والدي هو أستاذٌ جامعيٌّ في الهندسة المعمارية وهو قُدوَتي الأولى والدّائمة، إذْ أنّه قد مارسَ سابقًا هذه الهوايةَ فعلّمَني كافةَ التقنياتِ المتوجبِ عليّ تعلّمها ككيفيةِ السيطرةِ المسبقةِ على السيارة وغيرها. ولكن وحين تضاربَ حبّي وشغَفي لممارسَتها وتكريسِ وقتي الدّائمِ لها مع تخصّصي في مجالِ الهندسة الدّاخلية، عارضَ والدايَّ الأمرَ ممّا دفعَني لإنهاءِ تخصّصي أوَّلًا وبعدَها استكمالها كمهنة.

جائحة الكورونا خلّفت ندوبًا إقتصادية دائمة، بيدَ أنَّ لبنانَ ترافقَ بأزمةٍ إقتصاديّةٍ قاهرةٍ في السّنوات السابقة. فما هو السلاحُ الفوريُّ الّذي ثبّتَ بقاءَ الأكاديمية حتّى الآنَ والمثابرةَ على استكمالِ العملِ رغمَ كافةِ المعوقات الّتي واجهتموها؟

قمتُ بإنشاءِ “Prodrifterz” سنة 2018 وهي الأكاديميّة الأولى في لبنان المعنيّة بتعلّم تقنيات سباقِ السياراتِ وحوافذها حيثُ نعملُ كفريقٍ موحَّدٍ للثباتِ وتحقيقِ النجاحِ المرجوّ. كذلك فلَم يكُن هَدفي الأساسيّ الربحَ الماديّ بقدرِ الفرحِ الّذي كانَ يجترحُ ذاتي وأنا على يقينٍ بأنّني أقومُ بما أحبّه فعليًّا. حصدنا عددًا هائلًا من المتردّدين للأكاديميّة وكنا قدْ بدأنا التحضيرَ لافتتاحِ أكاديميةٍ أخرى في قَطَر ولكِن “ثورة 17 تشرين” وسوءَ الوضعِ الإقتصاديّ أثّرا سلبًا علينا. لذا فنحنُ نعملُ الآنَ لإعطاءِ دروسَ أونلاين لكافةِ محبّي هذه الرياضة.

ما هي ميزةُ الدريفتنغ أو التفحيط الّذي يعتبره البعضُ مجرّدَ هوايةٍ خطرةٍ تسبّب ُسحبًا من الدّخان الناجمِ عن احتكاكِ إطاراتِ السيارات بالإسفلت؟ أيّةُ رسالةٍ توجّهُها إلى هؤلاء؟

عندما لا تكون ملمًا بهوايةٍ ما، لا تراها مهمةً أو جديرةً بالذكرِ ولكن على كلّ شخصٍ أن يمتلكَ نوعًا من التطلّع على إيجابياتِ هذه الهوايةِ المعينةِ فيمتلكُ حقَّ انتقادِها بشكلٍ منطقي. فنحنُ نعملُ بتقنيةٍ مع السرعة الزائدة في أكثرِ الأماكنِ الآمنة.
بيدَ أنَّ الدريفتنغ هو فنٌ يُعنى بكيفيةِ السيطرةِ الكاملة على السيارة في حالِ فقدانِها أثناءَ القيادةِ على الطرقات العامة فتساهمُ بإنقاذِ حياتِك وحياةِ الآخرين من الموت. كما وأنّنا أثناءَ ممارسَتها نقومُ برسمِ أشكالٍ مختلفةٍ من الرسومات بالدواليب.

يُعرِّف البطلُ على أنّه كائنٌ استثنائيٌّ حقّقَ نجاحاتٍ متتالية من خلال رياضةٍ معينةٍ أثبتَت بصمةَ وجودِه في المجتمع، فكيفَ له أن يستخدمَ ميزاته تلكَ خيرًا للآخرين؟

دائمًا ما أتمنّى لكافةِ التلامذةِ في الأكاديمية أن يصبحوا أبطالًا مثلي في يومٍ من الأيامِ فيرفعونَ إسمَ لبنان عاليًا. ولكِنَّ للبطلِ أهميةٌ ومهمةٌ خاصةً بتوجيهِ محبّيه ومتابعينه برسالةٍ إيجابية معينة لتكون مصدرَ إلهام، وعيٍ وتحضرٍ لهم.

ما هي المشاريعُ القادمة الّتي تنوي القيامَ بها على المدى القريب والبعيد؟

الأهمُّ هو المحافظةُ على الأكاديمية والتوسعُ لا فقط في إحدى الدولِ العربية إنّما في لاس فيغاس أو أريزونا لاحقًا. فأميركا هي بلدي الثاني والمستقبل الآتي لي.

لو بانَ إسم “أوليفر كيك” في واجهَتك لمرّات عدة وكنت بذاتك أحدَ متابعيه، ما الصفاتِ الّتي تُغنيه بها سلبيةً كانت أم إيجابية؟

أرى هذا الشخصَ مغرورًا ومتعاليًا بعضَ الشيءِ ولكنّه يملكُ طموحًا شاغرًا وموهبةً فُلاذيةً تؤهلُّه النجاحَ الدائمَ في المستقبلِ وإقامةِ العديدِ من الأعمالِ الناجحةِ على الصعيدِ العملي. وأضافَ أوليفر مشددًا على أنّه شخصٌ يحبُّ مساعدةَ الآخرين، كما أنَّ البعضَ يراهُ بهذه الصّفات أيضًا.

هل يبقى لبنان مهددًا بانهيارٍ سياسيٍّ اقتصاديٍّ وصراعاتٍ داخليّة مزمنة؟

بالطبع، فوجودُ الطائفيةِ لا يزال طاغيًا على لبنان كذلك عددًا هائلًا من المواطنين الّذين يؤهلون زعماءَهم على النهبِ والسيطرةِ الكاملةِ عليهم والبلد، لهذا لن يعودَ لبنانَ كالسابق أبدًا وهؤلاء الجُهّال يكمّلون السيرَ على هذا النحو.

لو قصدتَ الصحراءَ يومًا بهدفِ تمضيةِ بعضِ الوقت وحيدًا بعيدًا عن حياتك الروتينية ومعارفك، ماهي الأغراض الثلاث الّتي تقوم باصطحابها معك دون التخلي عنها؟

من البديهيّ أنّني لن أستغنيَ عن هاتفي الخليوي لأنّه يزودني ويرشدني بمصداقيةِ المواقع، كما أنّني سأرفقُ نفسي بشاحنةٍ صغيرةٍ مؤهلةً للمبيت وأراقبُ السماءَ ليلًا داخلها من خلال التلسكوب.

وبرسالةٍ مضنية، ختمَ أوليفر الكلامَ متوجهًا إلى كافةِ اللبنانيين دون استثناء: “لقد أصبتُ بفيروس كورونا سابقًا فنقلتُ العدوى إلى والدايَّ رغمَ الإحتياطاتِ الّلازمة الّتي كنت أتّخذُها. تدهورت صحةُ والدتي شيئًا فشيئًا، فشعرتُ بذنبٍ لا يوصف ولكنّنا جميعًا زاوَلنا المعافاة لاحقًا. فأرجو من الجميعِ البقاءَ في المنزلِ والتقيُّد بجميعِ الوسائل الوقائية حرصًا على سلامتهم وسلامةِ من حولهم، لأنَّ هذا الفيروس خطيرٌ بيدَ أنَّه في معظمِ الأحيانِ قد يكون قاتلًا ولا يجبُ الإستهانة به”.

كلّ الشكرِ والتقديرِ إلى البطلِ اللبناني “أوليفر كيك” صاحبَ الطلّة الكارزماتية الّذي ساهمَ بتوعيةِ ودعمِ محبيّه وكافةِ الأجيالِ اللبنانية، حرصًا منه على سلامتهم ومثابرتهم بما عزِموا على تحقيقِه شاءَت أم أبَت الأقدار.