أخبار عربية – يانغون
استولى جيش ميانمار على السلطة، الاثنين، بعد إطاحة حكومة أونغ سان سو كي التي اعتقلت، إلى جانب قادة آخرين، من حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية، في مداهمات خلال الساعات الأولى من الصباح، في ما يبدو أنه أول انقلاب عسكري للعام 2021.
وأعلن الجيش، في بيان بثته محطة تلفزيونية تابعة له، إنه نفذ اعتقالات رداً على “تزوير الانتخابات” وسلم السلطة لقائد الجيش مين أونغ هلاينغ، وفرض حالة الطوارئ لمدة عام.
ولم يرد متحدث باسم الجيش على اتصالات هاتفية للتعقيب، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”.
وتعطلت خطوط الهواتف مع العاصمة نايبيداو ومدينة يانغون الرئيسية، وانقطع بث التلفزيون الرسمي قبل ساعات من موعد انعقاد البرلمان لأول مرة منذ الانتخابات التي حقق فيها حزب الرابطة الوطنية بقيادة سو كي فوزاً ساحقاً في نوفمبر.
ويُنظر للانتخابات باعتبارها استفتاء على حكومة سو كي الديمقراطية الناشئة.
الرئيس والزعيمة “قيد الاعتقال”
وقال ميو نيونت المتحدث باسم الحزب لـ”رويترز” عبر الهاتف إن سو كي ورئيس ميانمار وين مينت وقادة آخرين “اعتقلوا” في الساعات الأولى من الصباح.
وأضاف المتحدث: “أود أن أبلغ شعبنا ألا يرد على هذا بتهور وأود منهم (المواطنين) أن يتصرفوا وفقاً للقانون”، مضيفاً أنه يتوقع أن يتم اعتقاله هو أيضاً، بحسب ما نقلت “رويترز”.
وقال شاهد إن الجيش نشر جنوداً خارج مقر مجلس مدينة يانغون الرئيسية.
وجاءت الاعتقالات بعد أيام من توتر متزايد بين الحكومة والجيش، أثار مخاوف من حدوث انقلاب.
طوابير لشراء الأغذية وسحب الأموال
وتسبب الانقلاب بحالة من الهلع دفعت سكان ميانمار للتوجه إلى مراكز التموين والبنوك، بحثاً عن توفير قوتهم للفترة المقبلة، حتى تتضح الصورة أكثر في البلاد.
ومن بين المشاهدات التي نقلتها وكالة الأنباء المحلية ومستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي، الطوابير الطويلة أمام أجهزة الصراف الآلي.
وقال مستخدم لموقع “تويتر” اسمه “وا لون”، بعد نشر صورة على حسابه إن كثيراً من الناس يصطفون في طوابير طويلة أمام أجهزة الصراف الآلي في يانغون.
وأضاف قائلاً: “الذعر إثر الانقلاب العسكري في ميانمار”، مشيراً إلى أن الصورة نشرتها وكالة أنباء “خيت ثيت ميديا” المحلية.
واشنطن تعلق
إلى ذلك، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن أطلع على اعتقال سو كي.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في بيان: “الولايات المتحدة تعارض أي محاولة لتغيير نتيجة الانتخابات الأخيرة أو إعاقة الانتقال الديمقراطي في ميانمار، وستتخذ إجراء ضد المسؤولين إذا لم يتم التراجع عن هذه الخطوات”.
ووصلت سو كي (75 عاماً) إلى السلطة عقب فوز ساحق في انتخابات عام 2015 بعد خضوعها للإقامة الجبرية لعقود.
لكن مكانتها العالمية تضررت بعد فرار مئات الآلاف من الروهينغا من عمليات عسكرية بإقليم راخين في غرب البلاد عام 2017.
ورغم ذلك لا تزال سو كي، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، تحظى بشعبية كبيرة داخل البلاد، بحسب ما نقلت “رويترز”.
الأمم المتحدة تندد
من جهة أخرى، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “بشدة” في بيان، مساء الأحد، باعتقال الجيش الزعيمة أونغ سان سو كي وزعماء سياسيين آخرين، فيما يُتوقع أن يجتمع مجلس الأمن الدولي خلال الأيام المقبلة.
وقال غوتيريش إنه مع “الإعلان عن نقل كل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية إلى الجيش”، فإن “هذه التطورات تشكل ضربة قوية للإصلاحات الديمقراطية في ميانمار”، وفق تعبيره.