أخبار عربية – تونس
اشتبك مئات الشبان مع الشرطة في عدة مدن تونسية، مساء الاثنين، ورشقوها بالحجارة والقنابل الحارقة في العاصمة فيما استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه في محاولة لتفريق المحتجين.
والاشتباكات العنيفة مستمرة منذ 3 أيام وسط تجاذبات سياسية وأزمة اقتصادية غير مسبوقة في تونس.
واشتبك نحو 300 شاب مع الشرطة في حي التضامن بالعاصمة، بينما تحدث مقيمون في القصرين وقفصة وسوسة والمنستير عن أعمال عنف بشوارع تلك المدن.
ودارت مواجهات محدودة أيضاً في نابل وباجة إضافة إلى مناطق أخرى من العاصمة مثل الكرم والعمران والملاسين.
وتأتي أحداث الشغب والاحتجاجات في أعقاب الذكرى العاشرة للثورة، التي جلبت الديمقراطية، لكنها لم تجلب سوى القليل من المكاسب المادية لمعظم التونسيين وسط تزايد الغضب من البطالة المزمنة وتردي الخدمات العامة.
وارتفعت معدلات البطالة من نحو 12 بالمئة في 2010 إلى حوالي 18 بالمئة حالياً.
ومع عدم وجود خطة واضحة للاحتجاجات أو قيادة سياسية أو دعم من الأحزاب الرئيسية، ليس من الواضح ما إذا كانت ستكتسب زخماً أم ستخمد كما حدث في العديد من جولات الاحتجاجات السابقة منذ عام 2011.
ولم يردد المتظاهرون، الاثنين، أي شعارات خلال اشتباكاتهم مع أفراد الشرطة الذين كانوا يرتدون السترات الواقية من الرصاص ويحملون الهراوات، ونفذت قوات الأمن دوريات في المنطقة في عربات تشبه العربات العسكرية.
ودعت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن إلى ضبط النفس، واستشهدت بلقطات مصورة تظهر أفراداً من الشرطة يضربون ويجرون أشخاصاً بعد احتجازهم.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية خالد الحيوني إن الشرطة اعتقلت 632 بعد ما وصفته بأعمال شغب في أنحاء البلاد شملت أعمال نهب وهجمات على الممتلكات، وقالت الوزارة إن معظم المعتقلين تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عاماً.
وفي شارع الحبيب بورقيبة الذي تصطف على جانبيه الأشجار ومكاتب حكومية ومبان تعود لحقبة الاستعمار بوسط العاصمة تونس، حيث اندلعت أكبر الاحتجاجات في 2011، طالب المتظاهرون بإطلاق سراح المعتقلين في أحداث الأيام الماضية.
وهتف المحتجون: “لا خوف لا رعب! الشارع ملك الشعب!”.
وفي بلدية المنيهلة التي يقع فيها بيت الرئيس قيس سعيد، خاطب الرئيس عشرات تجمعوا أمام مقر حكومي قائلاً: “أؤكد مجدداً على حق الشعب التونسي في الشغل والحرية وفي الكرامة الوطنية. في المقابل هناك من يسعى بكل الطرق إلى توظيفهم والمتاجرة بفقرهم وبؤسهم وهو لا يتحرك إلا في الظلام وهدفه ليس تحقيق مطالب الشعب بقدر سعيه لبث الفوضى”.