أخبار عربية – بيروت
أعلن رجل الأعمال اللبناني الدكتور مسعد بولس، المقرب من الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب، أن الأخير سيعود إلى البيت الأبيض رئيساً عام 2024.
وكشف بولس في حديث لموقع “أخبار عربية” أجراه معه رئيس التحرير أسعد الأسعد، أن الرئيس الجمهوري يعتزم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة بعد 4 سنوات، ولكن في أسوأ الأحوال وفي حال حصول أي طارئ، سيكون نجله الأكبر دونالد ترمب جونيور مرشحاً بديلاً عنه، كونه يحل في المرتبة الثانية من الناحية الشعبية لدى أنصار الحزب الجمهوري.
واستبعد إمكانية عزل ترمب قبل إنهاء ولايته في 20 يناير، كون ذلك يتطلب الحصول على أصوات ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، وهو أمر غير ممكن في ظل دفاع غالبية الجمهوريين عن الرئيس، بالإضافة إلى عدم انعقاد أي جلسة للمجلس قبل الـ20 من الشهر الجاري وحينها ستكون قد انتهت فترة رئاسة ترمب فعلياً.
ورأى أن كل عضو جمهوري في مجلس النواب يصوت لصالح عزل ترمب، يكون فعلياً قد أنهى حياته السياسية، كونه سيدفع ثمن ذلك في أي انتخابات مقبلة.
وكان مجلس النواب الذي تسيطر عليه غالبية ديمقراطية قد أطلق محاكمة برلمانية ثانية لترمب بعدما رفض نائبه مايك بنس استخدام التعديل الـ25 للدستور الذي يجيز له تنحية الرئيس.
“شرطة المجلس” متساهلة!
ودان بولس بشدة اقتحام مجموعة من المشاغبين لمبنى الكابيتول وسط العاصمة واشنطن خلال تظاهرة لأنصار ترمب في السادس من يناير، مطالباً باتخاذ أقصى العقوبات بحق كل من شارك بأعمال العنف، ومؤكداً أن التساهل الأمني من قبل شرطة الكابيتول وشرطة واشنطن غير مبرر.
وشبه المحامي اللبناني شرطة الكابيتول بشرطة مجلس النواب في لبنان، حيث أكد أن الشرطة في محيط مقر الكونغرس تأتمر من قبل رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، كما هو الحال في لبنان مع نبيه بري.
وقال: “هناك علامات استفهام عديدة حول التقصير الأمني في ذلك اليوم. من المعروف أن هناك مئات أو آلاف عناصر الشرطة المولجون حماية الكونغرس، لكننا رأينا فقط العشرات منهم، رغم أن التظاهرة كانت حاشدة جداً وشارك فيها أشخاص من مختلف أنحاء الولايات المتحدة. أين كان باقي العناصر؟”.
ترمب ومواقع التواصل الاجتماعي
وحول حجب الرئيس الأميركي عن مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما “تويتر”، اعتبر بولس أن هناك مؤامرة لقمع الحريات من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى التي اصطفت صفاً واحداً إلى جانب اليسار المتطرف والاشتراكيين ضد النصف الآخر من الشعب الأميركي.
وتابع قائلاً: “هذا أمر مدهش كونه يحصل هنا في الولايات المتحدة وليس في إحدى دول العالم الثالث، لكن بعد كل التجاوزات والتزوير الذي شهدناه خلال الانتخابات، لا شيء يفاجئنا”.
وأوضح أن تلك الشركات تستغل المادة 230 من قانون أخلاقيات النشر الذي يحمي الوضع القانوني لوسائل التواصل الاجتماعي، وهو القانون الذي يطالب الرئيس ترمب بإلغائها منذ العام 2016، لكن مساعيه لم تنجح بسبب معارضة بعض أعضاء الكونغرس الجمهوريين.
“ترمب بوك”؟!
وأكد بولس أن “البحث عن بدائل يتم منذ فترة، وقد نرى قريباً منصة خاصة تحمل اسم ترمب، لكن الأمر يحتاج لبعض الوقت وسيتم الإعلان عنه قريباً”.
كما توقع أن نشهد “هجرة جماعية” من المنصات التقليدية التي حجبت حسابات ترمب، إلى منصته الخاصة أو بدائل أخرى.
وكان عدد كبير من أنصار ترمب توجهوا فعلاً إلى منصة “بارلر” للتواصل الاجتماعي، قبل أن تتخلى عنها شركة “أمازون” المالكة للتطبيق.
“نيوز ماكس” في إفريقياً قريباً
الهجرة ليست محصورة فقط في منصات التواصل الاجتماعي، بل أيضاً في وسائل الإعلام، حيث كشف بولس أن شبكة “نيوز ماكس” المقربة من ترمب ستبدأ قريباً في البث خارج الولايات المتحدة، وتحديداً في إفريقيا.
وينتقد ترمب باستمرار الشبكات الإخبارية الكبرى في بلاده، خاصة شبكة “سي إن إن” التي يطلق عليها “الأخبار الكاذبة”.
وحتى “فوكس نيوز” لم تسلم من انتقادات الرئيس المنتهية ولايته، بعد اتهامات للقناة بالترويج لفوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية 2020.
كوارث تنتظر أميركا في عصر بايدن
واعتبر بولس إن انهياراً اقتصادياً ينتظر الولايات المتحدة تحت إدارة جو بايدن الذي سيعيد فرض الضرائب على الأميركيين ويعيد واشنطن إلى اتفاقية المناخ.
وأكمل حديثه بالقول: “في العديد من الولايات مثل نيويورك ونيو جيرسي، بدأنا نرى العديد من رجال الأعمال والشركات تهاجر نحو تكساس وفلوريدا وولايات أخرى يسيطر عليها الجمهوريون حيث الضرائب منخفضة جداً أو معدومة”.
السلام بين السعودية وإسرائيل “أُنجز”
وفي ما يخص الشرق الأوسط، كشف بولس أن السلام بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل تم إنجازه فعلاً خلال إدارة ترمب، معتبراً أن بايدن قد يحاول سرقة الانجاز أو أخذ “credit” عنه عبر الترويج بأنه أحد إنجازات إدارته.
وقال المحامي ورجل الأعمال اللبناني: “السعودية وإسرائيل لا تحتاجان إلى بايدن الآن، لأن السلام قد تم إنجازه فعلاً تحت إدارة الرئيس ترمب، لكن تأخر الإعلان عنه لأسباب شكلية”.
وأضاف أن المصالحة الخليجية، التي تمت أيضاً برعاية أميركية، هي الخطوة الأولى وكانت مطلوبة قبل الإعلان عن التطبيع بين الرياض وتل أبيب.
بايدن ليس أوباما.. وليس “بيضون”!
وأشار إلى أن سياسة جو بايدن من ملفات الشرق الأوسط، وبالأخص في سياسته حيال إيران، لن تشبه سياسة الرئيس السابق براك أوباما، الذي أبرم الاتفاق النووي مع طهران حين كان بايدن نائباً له، قبل أن ينسحب منه دونالد ترمب عام 2018.
وأوضح أن بايدن سيكون من أقرب الرؤساء الأميركيين من إسرائيل، كونه يفتخر علناً بأنه “صهيوني”. وقال بولس ساخراً: “بايدن ليس من محور المقاومة أو من آل بيضون كما يقال في بعض القرى اللبنانية”.
وأبدى بولس أسفه من طريقة تفكير بعض اللبنانيين الذين يهتمون بالشكل وليس المضمون، حيث رأى أن ترمب كان رجل السلام على مدى سنوات رئاسته الأربعة، فهو الرئيس الأميركي الوحيد الذي سحب قواته من الصراعات عوضاً عن إرسالها للمشاركة في الحروب، كما أبرم 4 اتفاقيات سلام بين العرب وإسرائيل، وساهم في صنعاة السلام بين أرمينيا وأذربيجان من جهة وصربيا وكوسوفو من جهة أخرى، ووقع اتفاق تاريخي مع كوريا الشمالية التي كانت تشكل تهديداً لبلاده، وأنجز نقلة نوعية في المؤسسة العسكرية ليصبح الجيش الحالي أقوى الجيوش الأميركية بتاريخ الولايات المتحدة.
العودة إلى لبنان
ولدى سؤاله عما إذا كان يفكر بالعودة إلى لبنان قريباً كمرشح محتمل للانتخابات، أجاب بولس بأن لبنان وطنه الذي يحبه ويفخر به، والحصول على مقعد نيابي ليس هدفاً له، لكن قد يكون وسيلة لخدمة البلاد في المستقبل.
ووصف أزمة الطلاب اللبنانيين في الخارج بالإجرام، قائلاً: “لم يكتفوا باحتجاز أموال المودعين في المصارف، لكنهم أيضاً يمنعون الطلاب من متابعة دراستهم. هذا إجرام بحق الشعب اللبناني”.
وأكد أن قانون “الكابيتال كونترول” كان ممكن أن ينظم كل تلك المسائل لو تم تطبيقه في بداية الأزمة، مؤكداً أن “الكابيتال كونترول” تم التسويق له بصورة خاطئة في لبنان، وهو قانون موجود في العديد من دول العالم أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.
وختم حديثه عن لبنان قائلاً: “مؤسف جداً ما يحصل في بلدنا. رغم كل التدخل والرعاية الفرنسية لم نرى أي تقدم فيما يخص الحكومة الجديدة، وهم (الطبقة السياسية) يختلفون على مقعد من هنا أو هناك. لكن قوة لبنان في شعبه والطاقات الموجودة لديه – سواء داخل لبنان أو في الاغتراب – وهو ليس بلد مفلس. الأزمة يمكن حلها في فترة تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات، إذا تمت إدارتها بشكل سليم”.
مايكل وتيفاني.. خبر سعيد!
وفي ختام المقابلة، ولدى سؤاله عما إذا كنا سنسمع أخبار طيبة عن نجله مايكل الذي تربطه علاقة عاطفية بابنة الرئيس الأميركي تيفاني ترمب، قال بولس إن هناك شيء ما سيتم الإعلان عنه خلال أيام، فترقبوا!