أخبار عربية – بيروت
ماريا غانم
لا يحتاج النجاح إلى الكثير من العلم، لكنه يحتاج إلى الكثير من الحكمة. كريستين غسان بو سرحال، اسمٌ معروف في مجال التسويق العالمي.
هي شابة في الـ22 من عمرها، تخصصت في لبنان، وحصلت على فرصة ذهبية جراء تقديمها أفضل المشاريع ضمن اختصاصها. وعلى الرغم من أن تحصيلها العلمي لم يكن بأفضل حال، أكملت علمها في الصين، الأمر الذي سمح لها بأن تملك درجة البكالوريوس المزدوجة (double bachelor degree).
وتعد كريستين اليوم من أصغر سيدات الأعمال في العالم، تملك وتدير شركاتها الخاصة المعروفة “بتينغ تينغ غروب” في الصين وتركيا، وتطمح لفتح الشركة الثالثة في الجزائر في المستقبل القريب. يعد فريق عملها الأول في الصين الأقرب إلى قلبها!
لم تجد كريستين طريق النجاح بل ابتكرته “خطوة خطوة”.
فرغم وضعها المادي الجيد، لم تستسلم لصفة “ابنة والدها المدللة” وبذلت أقاصي جهدها كي تثبت نفسها من خلال ما تحب.
عند بلوغها الثالثة عشر من عمرها بدءت العمل، متلقية رفض والديها نظراً لصغر سنها ولعدم حاجتها لذلك.
طموحها الأساسي لم يكن العمل في مجال التسويق، بل كانت تطمح أن تصبح معلمة للأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة، الأمر الذي لم يفلح كونها شخص عصبي جداً.
أما اليوم، فلا تزال تود مساعدة هذه الفئة وتسليط الضوء عليهم من خلال منبرها بطريقة صحيحة، بتأسيس جمعية تعنى بالاهتمام المعنوي والجسدي بهم ولا تبغى الربح.
تعد كريستين من أكثر الفتيات المتصالحات مع أنفسهن. تقطن بين الصين، تركيا ولبنان، محاطة بعائلة أينما ذهبت!
منبع الحب، الحنان، الطمأنينة والسعادة حضن أمها. أمها امرأة مدهشة تنعكس من عيونها وحديثها فهي دوماً ما تذكرها وتعتبرها كنزٌ مستحيل أن يفنى.
ومن العبارات المهمة في حياتها كانت “بأن الشهادة سلاحها المنقذ أينما وجد” ودوماً ما كانت أمها ترددها. أمها سندها، صديقتها، مثلها الأعلى في الأمومة، وأمنيتها أن تزورها يوماً في أحد مكاتبها!
تتخذ كريستين مثلاً أعلى في كل شيء، وفي العمل نجد أن المهندس خالد محمد خالد صاحب مشروع “يلا يا عربي”، قد نال هذا اللقب.
وبسؤالها عن افتتاح شركة في لبنان، أشارت في حديث لموقع “أخبار عربية” أن هذه الفكرة غير واردة حالياً، فهي لا تود أن تعمل في بلد يعدها رقماً ولطبقة سياسية مماثلة تحمل وصمة العار أينما ذهبت، بل تفضل أن تفتتح شركاتها في بلاد تحترمها وتحترم مبدأ الإنسانية الذي يعد من أبسط حقوق الإنسان.
قاعدة جوهرية وضعها والداها في المنزل، أنه لا انتماء لأي حزب كان.
“لا أؤمن بموضوع الهوية”، لا تعتز بالدولة اللبنانية ولكنها تفتخر بثقافتنا وتاريخنا اللبناني.
“الاعتراف بنقاط الضعف قوة”.. أقرت بأنها من الأشخاص المتهورين، مشيرة إلى أنها تتعالج مع طبيب مختص. وقالت:”مش عيب إنه نتعالج!”.
وتعد الإنسانية من صفات كريستين البارزة، التي تظهر من خلال عملها مع شركة “Park International” التي تهتم بزراعة الأعضاء للأطفال.
تعترف أن “وراء كل امرأة عظيمة، رجل!”، فالعالم العربي ذكوري وليس شهواني.
تنصح بأن نتذرع دائماً بدرجة وعي مرتفعة كون عالمنا مخيف ويحتوي على ناس يحترفون “فن النصب”، وهو ما تعرضت له في وطنها لبنان عندما كانت تبلغ 18 عاماً، وتم سرقة مبلغ كبير من المال منها من قبل شركائها.
وتؤكد كريستين أن المال ليس من أولوياتها في الحياة إنما الأهم هو تحقيق ما تحبه.
وفي ختام المقابلة، أشارت إلى أنه “لا مزيد من الحجج! جميعنا على مقدرة ونستطيع الوصول، لا شيء أسهل من الاستسلام، لكن لا شيء أجمل من النجاح!”.
وأكدت أن “تعلم اللغات أمر ضروري وكفى سخافة على مواقع التواصل الاجتماعي”.