أخبار عربية – واشنطن
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تقريراً مطولاً عن الاقتصاد المتدهور في تركيا، إلى درجة أن كثيراً من الأتراك يكافحون للحصول الخبز، فيما عصفت الأزمة بشعبية الرئيس رجب طيب أردوغان بشكل غير مسبوق.
وتقول الصحيفة إن أردوغان يلعب دوراً عدائياً في السياسة الخارجية كان ظاهراً بشدة في 2020، فيما كان الداخل التركي يتلقى الصفعات الاقتصادية واحدة تلو الأخرى.
أوغوز أكباس، صاحب متجر تبغ في إسطنبول خرج في تظاهرة الشهر الماضي، احتجاجاً على القيود التي يصفها بغير العادلة على التجار بسبب الوباء.
وقال أوغوز إن العديد من أصدقائه لم يعودوا يعملون، والبعض على وشك الانتحار.
وقبل أزمة كورونا، كان الأتراك يعانون من انهيار سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار والتضخم المتزايد، وجاءت الجائحة لكي تزيد الطين بلة، حيث تفاقم الركود.
وبعد أكثر من 9 أشهر على الوباء في تركيا، ومع الموجة الثانية من كورونا، يبدو أن قسماً كبيراً من السكان غارق في الديون وباتوا يواجهون الجوع.
وتقول مؤسسة استطلاعات الرأي المعروفة “متروبول” إن 25 بالمئة من المشاركين في استطلاع أجرته، مؤخراً، إنهم غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية.
ويعلق أوغوز إنه يرى هذا الأمر يومياً لدى زبائنه، ويضيف: “الناس على وشك الانفجار”.
وبالنسبة إلى أردوغان الذي لفت أنظار العالم إليه خلال 2020، بسبب سياسته العدوانية الخارجية وتدخلاته العسكرية، فالأمور وصلت إلى ذروتها.
واعترفت حكومته بأنها أخفت العدد الحقيقي لمصابي فيروس كورونا المستجد، باتباع سياسة عدم تسجيل الحالات التي لا تظهر عليها أعراض، وبعدما غيرت تلك السياسة وصلت الإصابات إلى مستويات قياسية.
وتعرضت الليرة إلى ضربات قوية هذا العام، لتفقد أكثر من 30 بالمئة من قيمتها أمام الدولار، ونضبت تقريباً احتياطات النقد الأجنبي بشد، وتواجه أنقرة الآن أزمة كبيرة في ميزان المدفوعات.
وتأتي هذه الأزمة المتفاقمة في وقت يستعد أردوغان لخسارة حليفه في البيت الأبيض، دونالد ترمب، الذي سيترك منصبه في الـ20 من يناير المقبل.
وتواجه تركيا حالياً عقوبات من جانب الولايات المتحدة بسبب اقتنائها نظام الدفاع الصاروخي الروسي “إس-400″، كما تواجه عقوبات أوروبية بسبب أعمالها الاستفزازية في شرقي المتوسط ضد قبرص واليونان الدولتين العضويين في التكتل.
ولعب ترمب دوراً كبيراً في تأجيل العقوبات على أنقرة، خاصة أن الأخيرة استلمت الدفعة الأولى من النظام الصاروخي في صيف 2019.
وتـأخر أردوغان كثيراً في تهنئة الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، على فوزه في انتخابات نوفمبر الماضي، ويقول محللون إن بايدن سينتهج سياسة أكثر صرامة مع الرئيس التركي، خاصة في ملف انتهاكات حقوق الإنسان.