أخبار عربية – أبوظبي
في مشهد نادر لن يتكرر قبل العام 2080، يترقب علماء الفلك، مساء اليوم الاثنين، ظاهرة فلكية فريدة تتمثل بتقارب أكبر كوكبين في المجموعة الشمسية، وهما المشتري وزحل، خلال ظاهرة تسمى “الاقتران العظيم”.
وسيتقارب المشتري وزحل مساء الاثنين فوق الأفق بعد غروب الشمس بفترة وجيزة عند الساعة 22:37 بتوقيت أبوظبي أو 21:37 بتوقيت مكة، 20:37 بتوقيت القاهرة، 18:22 بتوقيت غرينيتش، إلى مسافة تعد الأقرب منذ ما يقرب من 400 عام.
وسيظهر الكوكبان الغازيان العملاقان في حقل الرؤية عينه لأدوات المراقبة، ما يعطي انطباعاً بأنهما قريبان لدرجة الاندماج فيما تفصل مئات ملايين الكيلومترات بينهما في الواقع.
وللتمتع بهذا المشهد، يتعين الاستعانة بأداة مراقبة صغيرة وإيجاد سماء منقشعة تماماً وتصويب النظر في اتجاه جنوب الغرب، في نطاق من الأرض يضم مناطق في أوروبا الغربية (إيرلندا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال)، إضافة إلى أنحاء واسعة من إفريقيا.
أما إذا تفضل مشاهدة الحدث عبر الإنترنت، فهذا ممكن أيضاً بعد نشر مركز الفلك الدولي، الذي يتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقراً له، بثاً مباشراً عبر صفحته على “فيسبوك”، توثق الظاهرة التي لن تتكرر قبل 60 عاماً.
وبدأ التقارب الظاهر بين الكوكبين منذ أشهر، وهو سيصل إلى أقرب مسافة يوم الانقلاب الشتوي ما سيعطي انطباعاً بأن الكوكبين هما جرم سماوي واحد.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن فلوران ديلفي من مرصد باريس “بي أس أل” قوله إن “الاقتران العظيم” هو “الوقت الذي يضعه الكوكبان لبلوغ مواقع نسبية مشابهة بالنسبة للأرض”.
وأضاف ديلفي: “باستخدام أداة مراقبة صغيرة قد تكون ببساطة مجرد منظار، سنتمكن من رؤية الحزامين الاستوائيين للمشتري وأقماره الرئيسية، مع حلقات زحل في إطار واحد”.
ويدور المشتري، أكبر كواكب المجموعة الشمسية، حول الشمس في 12 عاماً، فيما تستغرق دورة زحل 29 عاماً.
وفي كل عشرين عاماً تقريباً، يظهر الكوكبان كأنهما يتقاربان لدى مراقبة السماء من الأرض.
وبحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية، يعود آخر اقتران عظيم إلى العام 2000، لكن الفارق بين الكوكبين لم يكن ضئيلاً بالدرجة التي سيشهدها العالم الاثنين، منذ عام 1623، كما أن العالم لن يشهد حدثاً مشابهاً بهذه الدرجة من التقارب بين الكوكبين قبل 15 مارس 2080.