أخبار عربية – واشنطن
شن زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل، الأربعاء، هجوماً حاداً على تركيا ووجه اتهامات مباشرة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال ماكونيل، في بيان مشترك مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب إليوت إنجل، إن تصرفات تركيا تشكل خطراً على حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، ويجب مواجهتها للحفاظ على استقرار الحلف، مضيفاً أنه “يجب العمل مع حلفائنا لدفع تركيا لتغيير مسارها”.
ودعا ماكونيل الرئيس التركي إلى وقف التصرفات الاستفزازية، مشيراً إلى أن حيازة تركيا لمنظومة “إس-400” الصاروخية الروسية تقوض العمل الدفاعي المشترك للناتو.
وتطرق زعيم الحزب الجمهوري إلى التحركات التركية في سوريا ووصفها بأنها تهدد جهود مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي، كما اتهم أردوغان بمفاقمة الصراعات بإرساله المرتزقة في سوريا وليبيا وغيرها من مناطق النزاع.
وتابع: “أردوغان استضاف علناً أشخاصاً مدرجين على قائمة الإرهاب وحكومته قوضت المؤسسات الديمقراطية في تركيا”، لافتاً إلى أن تعزيز الرئيس التركي قبضته على السلطة قوض استقلالية القضاء في تركيا.
وشدد زعيم الجمهوريين على أن تركيا تنقب عن الغاز بمناطق متنازع عليها شرق المتوسط، وهو ما يتنافى مع القانون الدولي.
وأعرب الرئيس التركي، الأربعاء، عن رفضه مجدداً للعقوبات الأميركية، معلناً تسريع بلاده خطواتها في الصناعات الدفاعية.
وقال أردوغان إنه “من غير المقبول فرض عقوبات على تركيا بموجب قانون مكافحة أعداء أميركا”، معتبراً أنها “اعتداء على سيادة تركيا”.
ووصف الرئيس التركي، خلال كلمة له في حفل افتتاح القسم الثاني من الطريق السريع الذي يربط أنقرة بولاية نيده، العقوبات الأميركية بـ”الموقف العدائي” ضد تركيا.
ويرى أردوغان أن الهدف الأساسي للعقوبات الأميركية هو قطع الطريق أمام القفزات التي بدأتها تركيا في الصناعات الدفاعية وجعلها معتمدة على الخارج، مؤكداً أن العقوبات على أنقرة “ستجعلنا نسرع خطواتنا في الصناعات الدفاعية”.
وتابع قائلاً: “بقرار العقوبات الأميركية هذا سنسرع خطواتنا نحو بناء صناعة دفاعية تصل إلى مستوى الريادة العالمية في كل مجال”، بحسب قوله.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت، الاثنين، فرض عقوبات على رئاسة هيئة الصناعات الدفاعية التركية، لانخراطها في تعاملات مع مؤسسة عسكرية روسية للحصول على منظومة صواريخ “إس-400” الروسية.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في بيان، إن العقوبات تشمل حظر رخص التصدير الأميركية لهيئة الصناعات الدفاعية التركية وتجميد أرصدة وفرض قيود على تأشيرة رئيس المؤسسة إسماعيل دمير ومسؤولين آخرين.
وأضاف البيان أن “الولايات المتحدة أوضحت لتركيا في مناسبات عدة أن شرائها منظومة إس-400 يخاطر بأمن التكنولوجيا وأفراد المؤسسة العسكرية الأميركية ويقدم دعماً مجزياً لقطاع الدفاع الروسي وتدخلاً روسياً في القوات التركية المسلحة والصناعات الدفاعية”.
وتابع: “ورغم ذلك قررت تركيا المضي قدماً في امتلاك وتجريب منظومة إس-400 في ظل توفر بديل عبر الناتو يراعي المتطلبات الدفاعية”.
وذكر البيان أن قرار تركيا امتلاك المنظومة الروسية أدى إلى تعليق مشاركة تركيا في الشراكة الخاصة بتطوير مقاتلة “إف-35”.
واعتبر بيان الخارجية أن قرار فرض العقوبات “يرسل رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة لن تتسامح مع المتعاملين مع قطاعي الدفاع والاستخبارات الروسيين”.