الحريري “يتضامن” مع دياب ويهاجم القاضي صوان

أخبار عربية – بيروت

كالعادة، يحاول رموز الطبقة السياسية المتهمة بالفساد في لبنان اللعب على الوتر الطائفي كلما سمحت الفرصة، وهذا ما فعله رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري اليوم.

فرغم أن زعيم “تيار المستقبل” حمل حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب مسؤولية كارثة مرفأ بيروت في اليوم التالي لوقوع الانفجار، هرع الحريري إلى السراي الحكومي الجمعة بهدف “التضامن” مع دياب بعد الإدعاء عليه بملف انفجار المرفأ.

وقال الحريري إن “زيارته جاءت للتعبير عن رفضه المطلق للخرق الدستوري الواضح والفاضح الذي ارتكبه القاضي بالإدعاء على رئيس الحكومة”، بحسب تعبيره.

وأضاف أن “الدستور واضح، ورؤساء الحكومات يمثلون فقط أمام محكمة خاصة يشكلها المجلس النيابي”، مؤكداً أن “رئاسة الحكومة ليست للإبتزاز”، في محاولة لشد العصب السني كون رئاسة الوزراء مخصصة للشخصيات السنية.

وشدد على أنه “من حق أهالي الضحايا معرفة من أدخل الباخرة التي انفجرت شحنتها في المرفأ في 4 أغسطس، ومن غطى عليها، أما التعدي على الدستور والإدعاء على رئاسة الحكومة فهذا أمر مرفوض”.

ويقول الحريري إنه “لم يكن يعلم” بوجود كميات ضخمة من مادة نترات الأمونيوم شديدة الخطورة في مرفأ بيروت قبل انفجار الرابع من أغسطس، على الرغم من ترأسه عدة حكومات خلال احتجاز السفينة التي كانت تحمل تلك المواد منذ العام 2013.

وتعاقب على رئاسة الحكومة اللبنانية منذ العام 2013، أي العام الذي دخلت فيه شحنة نترات الأمونيوم، كل من نجيب ميقاتي وتمام سلام وسعد الحريري، إلا أن الانفجار وقع في فترة حكومة حسان دياب الذي تبين أنه علم بوجود المواد قبل نحو أسبوعين فقط من انفجارها.

وكان المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت فادي صوان ادعى، أمس الخميس، على دياب وثلاثة وزراء سابقين بتهمة “الإهمال والتقصير والتسبب بوفاة” وجرح مئات الأشخاص.

وأوضح مصدر قضائي لوكالة “فرانس برس” أن الوزراء المعنيين هم وزير المالية السابق علي حسن خليل ووزيري الأشغال الأسبقين غازي زعيتر ويوسف فنيانوس، مشيراً إلى أنه ستجري جلسات الاستجواب معهم كمدعى عليهم الأسبوع المقبل.

وقال المصدر إن قرار صوان جاء “بعد التثبت من تلقيهم عدة مراسلات خطية تحذرهم من المماطلة في إبقاء نترات الأمونيوم في حرم مرفأ بيروت، وعدم قيامهم بالإجراءات الواجب اتخاذها لتلافي الانفجار المدمر وأضراره الهائلة”.

وأدى انفجار مرفأ بيروت إلى مقتل قرابة 200 شخص وجرح وتشريد الآلاف من سكان العاصمة اللبنانية، وقالت الحكومة حينها إن الانفجار نتج عن كمية كبيرة من مادة نيترات الأمونيوم التي تم تخزينها بظروف سيئة على مدى سنوات.