أخبار عربية – بيروت
إذا كنت من المهتمين بعالم الموضة والأزياء و”الترند”، فلا بد أنك من متابعي مصمم الأزياء اللبناني عبود جمال، أو على الأقل سمعت باسمه، فهو أحد مصممي الأزياء من الجيل الشباب الذي عرف بذوقه الرفيع في اختيار ألوان تصاميمه وتميز باستعمال أنواع أقمشة مختلفة.
وفي حوار مع مراسل موقع “أخبار عربية” كريستيان نصر، تحدث عبود جمال عن مسيرته، تجاربه، وبدايته في تصميم الأزياء و عالم الموضة، وذكر مشاريعه المستقبلية.
وفي ما يلي النص الكامل للمقابلة:
عبود جمال اسم معروف بعالم الموضة بلبنان وبالعالم العربي، كيف كانت بدايته في هذا المجال؟
بالنسبة لبدايتي، أعتقد أنها خلقت معي لأنه لدي حب وشغف بتصميم الأزياء منذ صغري، كرسم الأزياء وتصميمها. فكانت كهواية لدي. لكني طورت هذه الهواية ودرستها كاختصاص جامعي في جامعة “Esmod international fashion university group”، وعندما تخرجت سنة 2015 كان لدي الفرصة في الاشتراك في “Beirut young fashion designers competion” كنا حوالي 25 متنافساً تقريباً وقد ربحت وحصلت على المرتبة الأولى في هذه المسابقة.
وبعد فوزي في هذه المنافسة كان لدي الفرصة في إفتتاح “La fete international de la mode” في تونس، وقد كنت اللبناني الوحيد. بعدها في سنة 2016، أصدرت أول مجموعة من التصاميم الخاصة بي أثناء أسبوع الموضة في بيروت (Beirut Fashion Week) في الفوروم دو بيروت. وفي أواخر 2016، افتتحت معملي وورشة العمل (atelier) الخاصة بي.
عالم الموضة عالم صعب ولديه الكثير من النتائج السلبية، هل أهلك كانوا من الداعمين الأساسيين لك؟ وهل هم فخورون اليوم بما حققته؟
طبعاً أهلي كانوا من الداعمين منذ اليوم الأول، رغم اختلافي عن باقي أفراد عائلتي فالأكثرية خريجي حقوق ومحاماة وكنت “عكس التيار” في عائلتي، ورغم هذا الاختلاف حصلت على الدعم من الجميع وخاصةً أمي، فكانت من لفت نظري بالأزياء حيث كنت أراقبها منذ صغري وهي تهتم بمظهرها الخارجي، وكانت تتابع آخر صيحات الموضة.
كيف بدأت فكرة “Prêt à couture”؟
لست صاحب فكرة Pret -a-couture بل هي فكرة موجودة وتعني تصاميم الأزياء الحديثة أو الموضة الحديثة، أي تصاميم صممت لجميع المناسبات كبيرة كانت أم عادية. فإذا عدنا عدة سنوات إلى الوراء سنرى العديد من مصممي الأزياء والـBrands قد بدأوا باعتماد مفهوم Pret -a-couture وأنا واحد منهم، فأول مجموعة تصاميم خاصة بي أثناء أيامي في الجامعة كانت Pret-a-couture فحبي لتصميم الأزياء كان الدفع الأساسي لاختياري Pret-a-couture، فقد وجدت نفسي في قطاع Pret-a-couture الذي يدمج الأزياء الكلاسيكية مع لمسة حديثة ومعاصرة، وأنا أعتمد هذا المفهوم في جميع أزيائي.
هل فكرت جدياً بمغادرة لبنان والاستقرار في الخارج، خاصة في أعقاب انفجار مرفأ بيروت الذي تضرر على إثره محلك بشكل كبير؟
طبعاً فكرة الانتقال إلى بلد غير لبنان موجودة لدى كل مواطن لبناني، ولكن كل شخص عند معاودته التفكير في أعماقه أن كل شخص بيننا يعود إلى جذوره، وكما كل إنسان متعلق بهذا البلد. نعم فكرت في الانتقال ولكن لم يكن لدي الجرأة بترك لبنان. أبحث دائماً عن حل آخر فأنا متعلق بهذا البلد وفي النهاية سنعود جميعنا إلى لبنان. وفي ظل كل المشاكل والأزمات التي نمر بها في هذه السنة، تصرفت بإيجابية وأطلقت مجموعة تصميمي الجديدة لأن الإيمان بهذا البلد دائماً موجود، وبرأيي أن لبنان هو الأساس وربما إذا تطور عملي إلى الخارج سيظل لبنان هو الأساس.
ستعرض مجموعتك في باريس ودبي وأماكن أخرى، هل لك أن تطلعنا أكثر عن التفاصيل؟
صحيح، لقد أطلقت أجدد مجموعة بتصاميمي في فرنسا في “Paris Fashion Week” وكانت أول مشاركة لي في أسبوع الموضة الفرنسي من خلال الفرصة التي أتيحت لي بالإشتراك بـ”Arabs in Paris” والمسؤول عن هذا العمل كان “Arab Fashion Council”، وجودي هناك كان حلم لي وأظن حلم كل مصمم أزياء وأتمنى أن لا تكون المرة الأولى والأخريرة وأتمنى إعادة هذه التجربة، ونحن نعمل على وجود مجموعتي في كل موسم من “Paris Fashion Week”.
وبعدها عرضت مجموعتي في دبي من خلال إشتراكي بـ”Arab Fashion Week” وأود أن اشكر “Arab Fashion Council” بمنحي هذه الفرصة، فأيضاً كانت المرة الأولى لي في دبي حيث عرضت مجموعتي من خلال بث مباشر حي. أنا جداً مسرور لهذه الفرصة فكانت ردود الفعل أكثر من إيجابية، وأتمنى بحجم ردود الفعل الإيجابية أن يعم السلام على عالم وتنتهي كل الأزمات عالمياً.
من الفنان أو الفنانة الذي تأمل بأن يرتدوا تصاميمك؟
كما ذكرت سابقاً أكثرية تصاميمي “pret-a-couture” أي تجمع ما بين الكلاسيكية والعصري. أي أن تصاميمي تتجه نحو المرأة المعاصرة، في الوقت عينه نحو المرأة الأنيقة والقوية.
أنا كعبود جمال لدي شغف أن أرى الفنانة نادين لبكي بتصميم خاص بي، فهي صاحبة كاريزما عالية جداً ليس على الصعيد الشكلي فقط بل هي إمرأة قوية ومستقلة، وعلى الصعيد المهني هي شخص دائم التطور فكل مرة تفاجئ الجمهور بأعمال حرفية وفائقة الروعة، ودائماً تجعلنا فخورين ليس فقط على الصعيد البناني بل على صعيد العالم العربي، فشخص كنادين لبكي يمكننا أن نعتبرها مصدر وحي، أو حتى أن نعتبرها تمثل أو أن تكون الوجه لـ”Aboud Jammal Fashion House”.
أما على صعيد العالم فإذا تكلمنا على صعيد المظهر الخارجي، الإمرأة الناعمة بنفس الوقت قوية، فلدي شغف أن أرى تشارليز ثيرون (Charlize Theron). أنا أرى أنها تجسد الإمرأة في تصاميم عبود جمال.
ما النصيحة التي تقدمها لكل شاب و صبية لديهم حلم الدخول إلى عالم الأزياء والتصاميم المليء بالمصاعب؟
طبعاً اختصاص تصميم الأزياء ليس سهلاً مثلما يعتقد أكثرية الناس الذي يظنون أنها مهنة سهلة، بل هو مماثل لأي اختصاص آخر له صعوبات، وسلبيات وإيجابيات، فالدرب ليس بسهل وخاصةً بعد كثرة مصممي الأزياء تأتي المنافسات أثناء العمل، ويصبح الوصول للمراتب الأولى صعب.
نصيحتي لكل شاب وصبية أن يخرجوا كل إبداعاتهم وطموحاتهم وأن يتحلوا بالصبر وأن يكون لديهم إيمان وثقة بأنفسهم لخلق كل شيء جميل ومعاصر, وأن يثقوا بأحلامهم وأن يعطوا كل ما لديهم حتى النهاية.
ما مشاريعك للمستقبل؟
بالنسبة لمشاريع المستقبل فقد وضعنا خطة وهي أن نتابع ونعاود مشاركتنا بـ”Paris Fashion Week” انشالله، أما خطوتنا الثانية فكما تعلم أن تصاميمي “Pret-a-couture”، فنحن نحاول إنشاء مجموعة وخط جديد يكون مائلاً لـ”Ready to wear luxe”، فبسب جائحة كورونا أصبحت طلبات الناس تميل أكثر إلى الملابس اليومية وأصبحت من مشاريعنا إنشاء خط يعود للملابس اليومية.
وأخيراً إطلاق “Ready to wear bridal” سينال إعجاب العرسان، وأتمنى أن تنتهي جائحة كورونا مع بداية موسم الأعراس، ما زلنا نعمل على التصاميم ستتضمن تصاميم خاصة بالعرسان.