بولا يعقوبيان: “كلن يعني كلن” ذاهبون إلى مزابل التاريخ.. وهذا ما نحتاجه في “دفى” هذا العام

أخبار عربية – بيروت

عُرفت الإعلامية بولا يعقوبيان لسنوات بقربها من الناس، حيث حملت هموم اللبنانيين لسنوات متنقلة من وسيلة إعلامية لأخرى، حتى وصلت إلى البرلمان بعد فوزها في الانتخابات عام 2018، في سابقة بعثت الأمل في التغيير لدى العديد من معارضي الطبقة السياسية المكونة من أحزاب طائفية متناحرة حكمت البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990.

وبرز اسم النائبة المعارضة بقوة مع اندلاع الاحتجاجات الشعبية في 17 أكتوبر 2019 ضد الطبقة الحاكمة المتهمة بالفساد، لكنها استقالت من المجلس النيابي في أعقاب الانفجار المدمر الذي ضرب مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس الماضي.

وقالت يعقوبيان في مقابلة مع موقع “أخبار عربية” أجراها رئيس التحرير أسعد الأسعد، إن المحاسبة غائبة في جميع الملفات بما في ذلك انفجار المرفأ بسبب عدم “ترسيم الحدود” بين المؤساسات لأن “المافيا” الحاكمة تسيطر على مختلف أركان الدولة، مذكّرة بالجرائم التي حصلت في السابق دون أي عقاب.

وأضافت: “لهذا السبب قلت لهم في البرلمان أنكم لا تؤتمنون على إدارة دكانة.. (كلن يعني كلن) ذاهبون إلى مزابل التاريخ”.

التدقيق الجنائي

ووصفت النائبة المستقيلة جلسة البرلمان الأسبوع الماضي حول التدقيق الجنائي بأنها “مسرحية”، معتبرة أنه من المستحيل أن نرى تدقيق جنائي في ظل حكم الطبقة السياسية الحالية، قائلة: “الجناة معروفون، لكن يبدو أن كلهم مع التدقيق، ومع الشفافية ودولة المؤسسات والإنجاز والإعمار والبيئة.. أنظروا إلى النتيجة”.

وكان مجلس النواب اللبناني أقر قبل أيام، بإجماع آراء التكتلات النيابية على اختلافها، مقترحاً بإخضاع حسابات مصرف لبنان المركزي، وكذلك الوزارات والهيئات والإدارات العمومية والمؤسسات المالية والصناديق التابعة للدولة، للتدقيق الجنائي، دونما التذرع بأحكام السرية المصرفية التي ينص عليها القانون.

لكن موافقة المجلس النيابي جاءت في صورة “قرار” أشبه بالتوصية، وليس في صورة تشريع مُلزم أو تعديل لقانون النقد والتسليف في ما يتضمنه من أحكام السرية المصرفية التي كانت سبباً في عدم تقديم المستندات والمعلومات لشركة “ألفاريز أند مارسال” المتعلقة بالحسابات لدى مصرف لبنان المركزي ومن ثم انسحاب الشركة لعدم قدرتها على إنجاز مهمتها.

التغيير بالديمقراطية

وحول التغيير، جددت يعقوبيان ثقتها بأنه لن يحصل انتقال للسلطة في لبنان إلا بالوسائل الديمقراطية عن طريق الانتخابات وصناديق الاقتراع، لافتة إلى أن التغيير بدأ فعلاً من الجامعات في الانتخابات الطلابية التي تصدرها هذا العام الطلاب المستقلين، وكذلك انتخابات نقابة المحامين.

ورأت أن الفرق بين الانتخابات السابقة وبين تلك المرتقبة بعد انتهاء ولاية مجلس النواب الحالية، هو أن الناس باتت أكثر وعياً وإدراكاً بأن الأحزاب لن تغير أداءها السيء، لاسيما بعد تراجع الأوضاع المعيشية جراء الأزمات الاقتصادية المتتالية.

العقوبات الأميركية

وعن العقوبات الأميركية على وزير الخارجية السابق جبران باسيل، قالت إن أي ضربة لـ”جمعية الأشرار” (في إشارة إلى الطبقة الحاكمة) أو أي محاولة لكشف فسادها مرحب بها أياً كانت الجهة التي تقدم على ذلك، لكنها أشارت إلى أن الولايات المتحدة لديها مصالحها وفرضت العقوبات من خلفية سياسية.

وتابعت قائلة: “أي عقاب لهؤلاء من جهة خارجية، خارج النظام القضائي اللبناني، لا تستهويني. عندما أرى (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود) أولمرت في السجن، وأرى من سرقوا ونهبوا أموال الناس في بلادي يجلسون في قصورهم، فهذا يعني أن لبنان لم يعد جمهورية موز فحسب، بل ملاذاً آمناً للسارقين والمافيات”.

مفاوضات ترسيم الحدود

وحول تأجيل مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، قالت يعقوبيان: “يبدو أن المفاوضات كانت مرتبطة بملف العقوبات، وكذلك بالانتخابات الأميركية وعمليات التطبيع التي حصلت بين عدد من الدول العربية وإسرائيل. لم يذهبوا لترسيم الحدود لصالح لبنان. لو كان لدينا مصلحة في ترسيم الحدود وهو كذلك لمذا إذاً لم يحدث الأمر قبل 10 سنوات عندما بدأت إسرائيل أعمال الحفر والتنقيب في البحر؟”.

وأبدت السياسية المعارضة أسفها لكون إسرائيل وقبرص تعملان على استخراج النفط من البحر بينما يمتلئ بحرنا بالنفايات. واعتبرت أن ملف المفاوضات “نام” من جديد “إلى حين إعادة فتحه من قبل أحد اللاعبين الإقليميين للتفاوض مع (الرئيس الأميركي المنتخب جو) بايدن أو الأوروبيين أو غيرهم. نحن للأسف دولة بلا سيادة، وأصبحنا (عضل بجسم آخر)”.

الخوف من الاغتيال

ورداً على سؤال حول مخاوفها من تعرضها لأي محاولات أمنية، قالت: “حتى الساعة لا يشعرون أني أشكل تهديد لوضعيتهم الطائفية والمذهبية.. لكن تأكد أنه في اليوم الذي يشعرون فيه أن أي شخص يهدد وجودهم، لن يترددوا أبداً في تصفيته. للأسف الإنسان رخيص في بلدنا والعدالة ضائعة”.

التدخل التركي

وفي ما يتعلق بالتدخل التركي الذي بدأت تظهر ملامحه مؤخراً في لبنان، اعتبرت أن “الساحة اللبنانية مفتوحة لكل التدخلات الأجنبية، واليوم يضاف إليها تدخل تركيا. اليوم (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان يعيش دور الخليفة، ويريد التوسع يميناً ويساراً، ولبنان للأسف أرض خصبة لكل التدخلات الخارجية. أصبح بلدنا ساحة للصراعات ولتمرير الرسائل، بينما هم (الدول التي تتدخل) يحافظون على الأمن والاستقرار والسياحة في بلادهم”.

وأوضحت: “أتمنى أن نكون واعين وأن يرفض اللبنانيين أي تدخل خارجي لأنه لن يصب في صالحهم أبداً. تعبنا من دفع ثمن صراعات الآخرين، الدول لديها مصالحها وتريد أن تبسط نفوذها لمنافسة قوى أخرى. هذا يحدث في العديد من الساحات، وللأسف أرضي وبلدي إحدى هذه الساحات. علينا أن نقول لكل غريب: (خيي، ما بدّي ياك تساعدني ضد خيي!)”.

ناغورني كاراباخ

وحول الاتفاق بين أرمينيا وأذربيجان في ناغورني كاراباخ، قالت يعقوبيان وهي من أصول أرمنية: “الاتفاق بلا شك موجع جداً، لكن نيكول باشينيان (رئيس الوزراء الأرميني) كان أمامه خيارين: إما أن يواصل القتال بلحم حي رغم أن موازين القوى ليست لصالحه، أو أن يحمي شبابه ويوقع الاتفاق. العالم تخلى عن القضية الأرمنية. هناك من كان منشغلاً بأزمة كورونا وهناك من فضل تسجيل المواقف على تسجيل المبادئ كما فعلت روسيا. التكافؤ كان مفقود وتركيا وإسرائيل شاركتا في الحرب إلى جانب أذربيجان”.

وأكدت أنها “مع الحفاظ على كل شاب وعلى كل أم تريد رؤية أولادها إلى جانبها. كل قيادي يأخذ شعبه للهلاك فقط للقول إنه لم يتنازل عن شيء، أرى أنه (وحش)”.

حملة دفى

أما بخصوص حملة “دفى” التي أطلقتها يعقوبيان عام 2013 وتهدف لجمع المساعدات الإنسانية للفقراء والمحتاجين وتعد واحدة من أكبر وأنجح حملات التبرع في لبنان والشرق الأوسط، قالت النائبة السابقة إن التركيز هذا العام سيكون بشكل أساسي على المواد الغذائية في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة وغلاء الأسعار، مشددة: “الأكل ثم الأكل ثم الأكل”.

وستقام الحملة هذه السنة في “الفورم دو بيروت” في 20 ديسمبر الحالي، أي قبل عيد الميلاد بأيام معدودة، والهدف مساعدة العائلات الأكثر فقراً، وبالأخص تلك المتضررة من انفجار مرفأ العاصمة اللبنانية.

وجالت كاميرا “أخبار عربية” برفقة متطوعين في الحملة الإنسانية، للتعرف على أبرز ما تقدمه “دفى” للبنانيين في هذه الأيام العصيبة.

وقالت إحدى المتطوعات أن الحملة قامت بمساعدة عدد كبير من العائلات المتضررة من فاجعة المرفأ، لاسيما في المناطق المنكوبة بالعاصمة بيروت.

أدوية يتم توزيعها مجاناً في حملة دفى
منظفات تقوم حملة دفى بتوزيعها
مستودع الأغذية التي يتم توزيعها في حملة دفى
كل حقيبة تتضمن 12 منتج غذائي
مطبخ حملة دفى
يتم أيضاً تدريس أطفال المتطوعين في مقر الحملة
ملابس توزعها دفى على المحتاجين
لحافات يتم توزيعها للعائلات المحتاجة