أخبار عربية – واشنطن
تستعد إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترمب، لتصنيف المتمردين الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران كمنظمة إرهابية أجنبية قبل مغادرة منصبه في يناير القادم، وفقاً لما نقلته مجلة “فورين بوليسي” عن مصادر دبلوماسية.
ونقلت المجلة الأميركية عن أحد المصادر الدبلوماسية أن إدارة ترمب كانت تفكر في اتخاذ تلك الخطوة منذ فترة، لكن وزير الخارجية مايك بومبيو يريد تسريع هذا المسار.
وأشارت المجلة إلى أن هذ الإجراء يأتي في إطار مساعي الإدارة الجمهورية لزيادة الضغط على إيران وحلفائها في الشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة قبل رحيلها، الأمر الذي من شأنه أن يعقد جهود الرئيس المنتخب جو بايدن لإعادة فتح بوابة المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي.
ويقول السناتور كريس مورفي، عضو الحزب الديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إن أي خطوة من هذا القبيل ستكون “محاولة واضحة من قبل إدارة ترمب لعرقلة مفاوضات السلام المستقبلية”.
وأضاف مورفي: “لا شك بأن الحوثيين قادوا حملة عسكرية شرسة أدت إلى تجويع وسجن وقتل العديد من المدنيين”، لافتاً إلى أن “الحوثيين وداعميهم الماليين يخضعون بالفعل للعقوبات الأميركية، لذا فإن الأثر العملي لهذة الخطوة سيكون حصرياً لجعل التفاوض مع قادة الحوثيين أكثر صعوبة”.
وأشار مسؤولون أميركيون وغيرهم من الأشخاص المطلعين على القضية إلى أن الإدارة الأميركية قد تعكف على تصنيف قادة الحوثيين على أنهم إرهابيون عالميون عوضاً عن تصنيف الميليشيا برمتها، مما يعني أنه لن يعرض أي دولة أو منظمة إنسانية تقدم الدعم للمدنيين في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي للعقوبات الجنائية.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” قد نقلت، في سبتمبر الماضي، عن دبلوماسين أميركيين قولهم إن الإدارة الأميركية تنظر في تصنيف الجماعة منظمة إرهابية واعتبار قادتها إرهابيين عالميين، في إطار سعي واشنطن لتضييق الخناق على إيران وعملائها في الشرق الأوسط.
وخلال الأسابيع الأخيرة، ناشد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، الولايات المتحدة للتراجع عن تصنيف الحوثيين، كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للتدخل لدى بومبيو، وفقاً لمصادر دبلوماسية.
والشهر الماضي، حث غوتيريش كيلي كرافت، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، على إعادة النظر في خطط إدراج الحوثيين في قائمة المنظمات الإرهابية. كما ضغطت ألمانيا والسويد على الولايات المتحدة للتراجع عن هذه الخطوة، لكن الجهود تعثرت على ما يبدو، بحسب مصادر المجلة الأميركية.
يذكر أن إدارة ترمب كانت قد نظرت سابقاً في أمر تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية عام 2018، لكن لم تمض قدماً في الأمر، ويرجع ذلك جزئياً إلى المخاوف من أن يتسبب التصنيف في تعقيد إمكانية توصيل المساعدات إلى اليمن.
وبحسب وسائل إعلام أميركية فإن هذه المراجعة هي ذاتها التي أسفرت عام 2019 عن تصنيف الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية أجنبية.
وقال مسؤولون غربيون إن إيران زادت دعمها بانتظام إلى الحوثيين، مزودة إياهم بمزيد من الصواريخ وطائرات الدرون، والمساعدات على الأرض، حيث يعد أحد الأسباب التي ستؤدي لتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية هو علاقتها بالحرس الثوري الإيراني.