أخبار عربية – يريفان/باكو
أكدت أرمينيا، السبت، وقوع “معارك شرسة” مع القوات الأذربيجانية ليلاً قرب بلدة شوشة الاستراتيجية في إقليم ناغورني كاراباخ المتنازع عليه.
وبالتزامن، أبدى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي إيمانويل ماكرون، قلقهما من متطرفين مرتزقة ترسلهم تركيا من سوريا للقتال في كاراباخ.
والخميس الماضي، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوصول دفعة جديدة من جثث مرتزقة موالين لأنقرة، إلى الأراضي السورية، ممن قُتلوا في معارك إقليم ناغورني كاراباخ إلى جانب القوات الأذربيجانية في حربها مع القوات الأرمينية.
هذا وبعد أسابيع من الاشتباكات العنيفة حول الإقليم الجبلي، تقترب القوات الأذربيجانية على ما يبدو من شوشة التي تبعد 15 كيلومتراً عن ستيباناكرت، كبرى مدن كاراباخ.
وشوشة منطقة استراتيجية تقع على مرتفعات جنوب ستيباناكرت وعلى طريق رئيسي يربط عاصمة الجمهورية غير المعترف بها، بأرمينيا التي تدعم الانفصاليين المطالبين باستقلال ناغورني كاراباخ.
وذكرت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية، شوشان ستيبانيان، أن “معارك كثيفة وشرسة بشكل خاص” اندلعت ليلاً قرب شوشة، مؤكدة إحباط العديد من الهجمات من أذربيجان.
وأعلنت أذربيجان أيضاً وقوع عمليات قصف منتظمة خلال الليل استهدفت شوشة التي تضم كاتدرائية تاريخية لحقت بها أضرار في قصف الشهر الماضي.
وفي وقت سابق، أكد رئيس أذربيجان إلهام علييف، السبت، أن القوات المسلحة الأذربيجانية سيطرت على عدة قرى في المعارك الدائرة في إقليم ناغورني كاراباخ.
والجمعة، قالت خدمة الطوارئ والإنقاذ في إقليم ناغورني كاراباخ، الخاضع لسيطرة الأرمن، إن ثلاثة من سكان كبرى مدن الإقليم لاقوا حتفهم في قصف شنته قوات أذربيجان، ليل الخميس، وسط احتدام معركة السيطرة على التجمعات السكنية الرئيسية، وفقاً لوكالة “رويترز”.
ونفت أذربيجان التقارير عن القصف في ستيباناكيرت. وقال مراقبان مستقلان إن المعارك تتمدد فيما يبدو في عمق الإقليم مع تصعيد قوات أذربيجان هجماتها على أكبر مدينتين فيه.
وسقط ما لا يقل عن 1000 قتيل، وربما أكثر من ذلك بكثير، خلال ما يقرب من 6 أسابيع من القتال في ناغورني كاراباخ والمناطق المحيطة به. والإقليم باعتراف دولي جزء من أذربيجان لكن يقطنه سكان من العرق الأرميني ويسيطرون عليه.
وأفادت خدمة الطوارئ والإنقاذ أن القصف استهدف المباني السكنية والبنية التحتية في ستيباناكيرت. وأضافت أن القتلى الثلاثة كانوا في منزل واحد.
وذكرت ثلاثة مصادر تعمل في ستيباناكيرت أن المدينة، المعروفة في أذربيجان باسم خان قندي، تعرضت لقصف عنيف في ساعة متأخرة من مساء الخميس.
وأضافت خدمة الطوارئ والإنقاذ أن شوشة، التي تقع على بعد 15 كيلومتراً إلى الجنوب وهي ثاني أكبر مدن الجيب، تعرضت أيضاً للقصف في ساعات الليل واشتعلت النيران في عدة منازل. ولهذه المدينة أهمية استراتيجية لكلا الجانبين.
ووصفت وزارة الدفاع في أذربيجان المزاعم حول قصفها لمناطق مدنية بأنها “معلومات مضللة”. وكانت الوزارة اتهمت في السابق القوات التي يسيطر عليها الأرمن بقصف مدن خاضعة لسيطرتها، ومن بينها ترتر وباردا، وكذلك غانجا، ثاني أكبر مدينة في أذربيجان. وقتل عشرات في تلك الهجمات.
وقال توماس دي وال، وهو محلل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ومؤلف كتاب عن حرب ناغورني كاراباخ، التي اشتعلت في التسعينيات، إن الصراع يتجه على ما يبدو نحو معركة دامية محتملة للسيطرة على شوشة.
وأضاف: “لشوشة أهمية كبيرة بالنسبة للأذريين باعتبارها مركزاً ثقافياً وتاريخياً وهي المدينة التي كانوا يمثلون أغلبية سكانها قبل الحرب”.
وأوضح أن “هذا هو السبب في تحويل مسار عمليتهم العسكرية من لاشين إلى مدينة شوشة، وهي أيضاً ذات أهمية كبيرة للأرمن، فهي تطل على ستيباناكيرت وبها كاتدرائية كاراباخ”.
وقُتل حوالي 30 ألف شخص في الحرب بين عامي 1991 و1994.