أخبار عربية – واشنطن
يعد المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن أقوى منافس للرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترمب، حيث يعد تهديداً كبيراً لحلم ترمب بالفوز بفترة رئاسية ثانية ويزحف بخطى ثابتة نحو منصب رئيس الولايات المتحدة.
وظهر بايدن في عدد كبير من استطلاعات الرأي متفقوقاً على ترمب، حيث تمكن من استغلال عدد من الأزمات التي واجهت الرئيس الأميركي خلال الشهور الماضية أبرزها جائحة كورونا والمظاهرات ضد عنف الشرطة التي اجتاحت أغلب أنحاء أميركا في أعقاب مقتل جورج فلويد.
فمن هو جو بايدن؟
ولد جو بايدن عام 1942 في ولاية بنسلفانيا ويبلغ من العمر 77 عاماً، ما سيجعله في حالة فوزه أكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة.
وانتخب بايدن لأول مرة بمجلس الشيوخ الأميركي عام 1972، حين كان عمره 30 عاماً، ما جعله أصغر سيناتور في تاريخ أميركا آنذاك.
استمر كعضو لمجلس الشيوخ لـ6 دورات انتخابية ما جعله أحد أكثر الأعضاء نجاحاً في تاريخ الولايات المتحدة، لكنه استقال من المجلس ليتقلد منصب أكبر وأهم، حين تقلد منصب نائب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
وتولى بايدن ثاني أهم منصب في البلاد لمدة 8 أعوام بين عامي 2009 و2017، أي خلال الولايتين الرئاسيتين لباراك أوباما. وكان يوصف بأنه “الذراع الأيمن” لأوباما طوال فترة رئاسته التي امتدت لثمانية أعوام.
وخلال تاريخه السياسي الطويل، كان لبايدن عدد من المواقف التي تباينت فيما بينها كان أبرزها معارضته دخول أميركا في حرب الخليج عام 1991، لكنه صوت لصالح دخول بلاده إلى أفغانستان عام 2001 وكذلك لقرار دخول العراق عام 2003، قبل أن يعارض إرسال المزيد من القوات الأميركية إلى العراق عام 2007. كما عارض التدخل العسكري في ليبيا عام 2011.
واعتبر السياسي المخضرم قراره بتأييد دخول بلاده إلى العراق بأنه كان قراراً خاطئاً وأنه لم يكن ينبغي لبلاده القيام بذلك.
ويؤيد بايدن الخيار الدبلوماسي مع إيران، بينما يرفض التقارب مع روسيا.
وترشح جو بايدن للانتخابات الأميركية مرتين في انتخابات ترشيح ممثل الحزب الديمقراطي، الأولى كانت عام 1988 لكنه تراجع لعارض صحي أصابه، وكاد أن يصبح أصغر رئيس في تاريخ أميركا في حالة فوزه حينها. كما ترشح عام 2008 لكنه فشل في الظفر بترشيح الديمقراطيين بعد تفوق هيلاري كلينتون وباراك أوباما عليه، قبل أن يتفق مع أوباما على أن يصبح نائباً له حال فوزه، وهو ما حدث فعلاً.
وفي العام 2017، أعلن عزمه خوض الانتخابات الرئاسية الأميركية لينجح في الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي، ليصبح وجهاً لوجه أمام الرئيس ترمب.
واشتهر بايدن وترمب بحدة التنافس بينهما أكثر من أي منافسة رئاسية أخرى في تاريخ الولايات المتحدة، حيث شهدت المناظرات الرئاسية بينهما العديد من تراشق الألفاظ والاتهامات المختلفة والتعليقات الساخرة والمهينة أحياناً.
ووصف بايدن الرئيس دونالد ترمب بأنه أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة وأنه لن يحتمل فكرة فوزه بفترة رئاسية ثانية، بينما يصفه ترمب بـ”جو النعسان”.
وانتقد جو بايدن إدارة ترمب للبلاد، حيث وصفه بالمتسبب في جر الولايات المتحدة إلى العديد من المشاكل طوال فترة رئاسته، أبرزها تزايد حدة الخلافات مع الصين وإيران.
كما أدان تقارب ترمب “غير المبرر” مع روسيا حيث خسرت أميركا الكثير من قوتها السياسية، بحسب قوله. كما انتقد طريقة تعامله مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون وتصريحاته الودية بشأنه رغم اعتبارها تمثل تهديداً للولايات المتحدة.
لكن أكبر انتقاد وجهه بايدن لترمب كان بسبب إدارته لتفشي وباء “كوفيد-19” في البلاد حيث وصفه بالمتسبب في مقتل عشرات الألوف من الأميركيين بسبب تعامله “الغير جدي” مع الفيروس التاجي.
وتعد الولايات المتحدة أكثر دولة تفشى فيها فيروس كورونا المستجد، حيث أصاب ما يزيد عن 9 مليون أميركي وتسبب في وفاة ربع مليون حتى الآن.
وانتقد بايدن تقليل الرئيس الأميركي في البداية من أهمية انتشار كورونا، بجانب تركيز ترمب على اتهام الصين بالتسبب في الفيروس بدلاً من التركيز على معالجة الوضع الصحي في البلاد.
وتظهر استطلاعات الرأي تراجع ترمب أمام بايدن على مستوى البلاد، بل وحتى في الولايات التي ستقرر نتيجة الانتخابات، غير أن النتيجة لا تزال غير محسومة بأي حال من الأحوال. وفي الانتخابات الماضية عام 2016، كانت استطلاعات الرأي جميعها ضد ترمب، لكنه فاز بلقب سيد البيت الأبيض في النهاية.
ورغم تاريخه السياسي الحافل، إلا أن بايدن يشتهر بزلات لسانه الكثيرة والتي أوقعته في مشاكل كبيرة خلال مسيرته السياسية لكنه كان ينجح في تجاوزها ومعالجتها بشكل أو بآخر.
ويشتهر بايدن بأنه من الطبقة المتوسطة وهو ما جعله يمتلك شعبية كبيرة بين الأميركيين، وعُرف عنه بساطته وعدم ميله إلى البذخ والإنفاق الضخم على عكس سياسيون آخرون.
كما اشتهر باستقلاله للقطار بشكل يومي حتى أنه تم تكريمه من شركة القطارات بعد قيامه بأكثر من 7 آلاف رحلة على متن الشركة.
أما الجانب الشخصي في حياة بايدن كان مؤلماً بعض الشيء، فقد تزوج من زوجته الأولى نيليا هانتر عام 1966 وأنجب منها بو وهانتر وناعومي، لكنه فجع بوفاة زوجته وابنته ناعومي في حادث سيارة عام 1972. كما توفي ابنه الأكبر بو عام 2015 متأثراً بإصابته بالسرطان.
وفي العام 1977، تزوج بايدن من زوجته الثانية جيل، وأنجب منها ابنة وحيدة هي آشلي.