ترمب وبايدن يتبادلان الانتقادات الحادة قبل ساعات من انتخابات الرئاسة

أخبار عربية – واشنطن

تبادل الرئيس الأميركي الجمهوري دونالد ترمب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، الاثنين، انتقادات لاذعة، وحث كل منهما الناخبين على المشاركة في الاقتراع في ولايات تحتدم فيها المنافسة، في آخر جولة في السباق الانتخابي.

وفي آخر أيام الحملة، سجل الأميركيون رقماً قياسياً في التصويت المبكر حيث أدلى نحو 96 مليوناً بأصواتهم في الانتخابات. ويشكل هذا الرقم القياسي 70 بالمئة من إجمالي المشاركين في التصويت في انتخابات عام 2016، ونحو 40 بالمئة من كل الأميركيين الذين لهم حق التصويت.

وفي فايتفيل بولاية نورث كارولاينا، وهي المحطة الأولى ضمن خمسة مؤتمرات انتخابية في أربع ولايات، رفض ترمب نتائج استطلاعات الرأي التي تظهر أنه يخسر السباق وسرد تحذيرات مخيفة في حال تولي بايدن الرئاسة.

وقال ترمب: “التصويت لبايدن يعني منح السيطرة على الحكومة (لأنصار) العولمة والشيوعيين والاشتراكيين والمنافقين الليبراليين الأثرياء، الذين يريدون إسكاتك وفرض الرقابة عليك وإلغاءك ومعاقبتك”.

وفي كليفلاند بولاية أوهايو، عاد بايدن إلى الموضوعات الرئيسية التي تحرك حملته، وتعهد بمعالجة جراح الأمة وهاجم أسلوب تعامل ترمب مع جائحة كورونا. وقال بايدن: “غداً لدينا فرصة لكتابة النهاية لرئاسة تسببت في انقسام هذه الأمة”، واصفاً ترمب بأنه “ضعيف” و”وصمة عار”.

ويريد ترمب (74 عاماً) تجنب أن يصبح أول رئيس يخسر إعادة انتخابه منذ خسارة الجمهوري جورج إتش. دبليو. بوش في عام 1992.

وعلى الرغم من استطلاعات الرأي على المستوى الوطني التي تظهر تقدم بايدن على نطاق واسع، فإن السباق في الولايات المتأرجحة متقارب إلى حد كبير، وهو ما يسمح لترمب بجمع 270 صوتاً اللازمة للفوز وفقاً لنظام المجمع الانتخابي. وسافر ترمب أيضاً إلى بنسلفانيا وويسكونسن وميشيغان، وكلها ولايات فاز بها بفارق ضئيل في عام 2016، لكن استطلاعات الرأي تظهر أنها ربما لن تحسم لصالحه هذا العام. بدوره، قضى بايدن (77 عاماً) بقية يومه في ولاية بنسلفانيا بعد إلقاء خطاب في ولاية أوهايو.

وأدلى الأميركيون بالفعل بما يقرب من 60 مليون صوت عبر البريد. وقد يستغرق فرز هذه الأصوات أياماً أو أسابيع في بعض الولايات، مما يعني أنه قد لا يتم إعلان الفائز في الساعات التي تلي انتهاء الاقتراع ليلة الثلاثاء.

“ترهيب الناخبين غير قانوني”

وحذر ثمانية من المدعين العامين، يمثلون ولايات إيلينوي وميشيغان ومينيسوتا ونيفادا ونيو مكسيكو ونورث كارولاينا وبنسلفانيا وويسكونسن، الاثنين من أنهم لن يتسامحوا مع ترهيب الناخبين.

وقال المدعي العام لولاية نورث كارولاينا جوش شتاين في بيان: “ترهيب الناخبين غير قانوني في كل الولايات، سواء حدث وجهاً لوجه أو من داخل سيارة.. على من يشهد أي سلوك مقلق إبلاغ سلطات إنفاذ القانون به على الفور”.

واختتم ترمب حملته في غراند رابيدز بولاية ميشيغان، وهو المكان نفسه الذي اختتم فيه حملته الرئاسية لعام 2016. بينما يحشد بايدن أعضاء النقابات والأميركيين من أصل أفريقي في منطقة بيتسبرج قبل أن تنضم إليه المغنية ليدي غاغا في موكب مسائي في بيتسبرج.

وعقد الرئيس السابق باراك أوباما، الذي شغل بايدن منصب نائبه لمدة ثماني سنوات، تجمعاً حاشداً في أتلانتا بولاية جورجيا الاثنين، قبل أن يختتم حملته في المساء بتجمع حاشد في ميامي.

وركز بايدن على ولايات فاز بها ترمب في عام 2016، وانتقد أسلوب تعامل الرئيس مع وباء “كوفيد-19″، الذي هيمن على المراحل الأخيرة من السباق الانتخابي. ويتهم بايدن ترمب بالتقاعس عن مكافحة الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 230 ألف أميركي، وكلف الملايين وظائفهم. وتظهر استطلاعات الرأي أن الأميركيين يثقون في بايدن أكثر من ترمب في محاربة الفيروس التاجي.

وقال الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، إن الجرعات الأولى من لقاح فعال لفيروس كورونا المستجد من المرجح أن تصبح متاحة لبعض الأميركيين المعرضين لمخاطر عالية في أواخر ديسمبر أو أوائل يناير.

ترمب يشكك مجدداً في نزاهة الانتخابات

وشكك ترمب مرة أخرى في نزاهة الانتخابات، قائلاً إن إحصاء الأصوات الذي سيستمر بعد يوم الانتخابات سيكون “أمراً مروعاً”، وأشار إلى أن محاميه قد يتدخلون.

وقال ترمب للصحافيين: “لا أعتقد أنه من العدل أن نضطر إلى الانتظار لفترة طويلة بعد الانتخابات”. وفي بعض الولايات، بما في ذلك ولاية بنسلفانيا، لا يبدأ فرز الأصوات عبر البريد حتى يوم الانتخابات، مما يؤدي إلى إبطاء العملية.

وفي كليفلاند، قال بايدن للناخبين إن ترمب ليس بمقدرته منعهم من ممارسة حقوقهم. وأضاف: “الرؤساء لا يقررون من سيصوت.. يقرر الناخبون من سيكون الرئيس”.

وقال ترمب مراراً دون دليل إن التصويت عبر البريد عرضة للتزوير، على الرغم من أن خبراء الانتخابات يقولون إن هذا نادر الحدوث في الانتخابات الأميركية. والتصويت عبر البريد هو سمة قديمة للانتخابات الأميركية، وأدلى شخص من كل أربعة بأصواتهم بهذه الطريقة في عام 2016.

وروج الديمقراطيون للتصويت عبر البريد كوسيلة آمنة لكي يدلي الناس بأصواتهم خلال جائحة كورونا، بينما يعتمد ترمب والجمهوريون على إقبال شخصي كبير في يوم الانتخابات.