أخبار عربية – باريس
عُرضت في فرنسا، الجمعة، رسوم كاريكاتورية للنبي محمد أعلى فندق في مدينة مونبلييه، ما أثار موجة من الاستياء على مواقع التواصل الاجتماعي في عدد من الدول العربية، وسط دعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسية.
وفي هذا السياق، تابعت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي استمرار نشر “الرسوم المسيئة” للنبي محمد، مستغربة في بيان “الخطاب السياسي الرسمي الصادر عن بعض المسؤولين الفرنسيين الذي يسيء للعلاقات الفرنسية الإسلامية، ويغذي مشاعر الكراهية من أجل مكاسب سياسية حزبية”.
وأعلنت المنظمة أنها “ستواصل إدانة السخرية من الرسل عليهم السلام، سواء في الإسلام أو المسيحية أو اليهودية”. وأكدت شجبها “لأي أعمال إرهابية ترتكب باسم الدين”، في إشارة إلى جريمة ذبح مدرس فرنسي لعرضه على تلامذته رسوماً مشابهة.
من جهته، حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، من التصعيد من قبل مؤسسات فاعلة في فرنسا ضد الإسلام والمسلمين في أعقاب مقتل أستاذ التاريخ الفرنسي.
واعتبر المرصد في بيان له الجمعة، أن هناك حملة منظمة شرسة من التصريحات التي تطلق من مؤسسات وقيادات فرنسية تعمل على شيطنة المسلمين.
وأكد أن تلك التصريحات والخطابات الرسمية تعمل على تكريس الكراهية والعنصرية والتمييز، وتعمل على دعم توجهات التطرف والإرهاب.
وبين أن “الإصرار المؤسسي في فرنسا للهجوم على المسلمين والإسلام وتعميم تلك الاتهامات على كل المسلمين جاء بنتائجه الأولى من استهداف أسرة مسلمة وطعن سيدتين في العاصمة الفرنسية”.
وشدد على أن العنف والإرهاب من قبل اليمين المتطرف لا يقل خطورة عن إرهاب الجماعات الإسلامية التكفيرية.
وشدد المرصد على خطورة مغامرة تحويل الإسلاموفوبيا والعنف ضد المسلمين إلى برامج سياسية ودعاية انتخابية لا تنتهي بمجرد انتهاء يوم الاقتراع، ولكنه عنف يمتد أثره البعيد إلى أبعد من ذلك.
ودعا إلى ضرورة تحكيم العقل في التعامل مع تلك الظروف، والبعد عن خطاب الحشد والتحريض، والرجوع إلى الحوار والتهدئة وليس التصعيد، مؤكداً أن خطاب التحريض لن ينتج إلا عنفاً ولن يضع حلولاً لأي أزمة.
وبعد ظهر يوم الجمعة الماضي، قُطع رأس صامويل باتي، وهو رب عائلة يبلغ 47 عاماً، قرب مدرسته حيث يدرّس التاريخ والجغرافيا في حي هادئ في منطقة كونفلان سانت-أونورين، في الضاحية الغربية لباريس. وما لبثت الشرطة أن قتلت الجاني وهو لاجئ روسي من أصل شيشاني يدعى عبدالله أنزوروف ويبلغ من العمر 18 عاماً.
وقتل المدرس لعرضه على تلاميذه رسوماً كاريكاتورية تمثل النبي محمد أثناء درس عن حرية التعبير.
ونشر أنزوروف رسالة صوتية باللغة الروسية على مواقع التواصل الاجتماعي عقب نشره صورة ضحيته مذبوحاً، وفق ما علمت وكالة “فرانس برس” من مصدر قريب من الملف.