خرج من الباب وعاد من الشباك.. سعد الحريري رئيساً مكلفاً بتشكيل حكومة لبنان بعد عام على استقالته

أخبار عربية – بيروت

كلف الرئيس اللبناني ميشال عون، الخميس، زعيم “تيار المستقبل” سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة، وهو الذي استقال بعد فترة وجيزة من انطلاق التظاهرات في 17 أكتوبر من العام الماضي، التي حملته والطبقة السياسية مجتمعة مسؤولية الفساد المالي والإداري الذي وضع لبنان في أضخم أزمة مالية بتاريخه.

وجاء تكليف سعد الحريري بعد حصوله على غالبية أصوات النواب في الاستشارات النيابية التي أجراها ميشال عون، وفق ما أعلنت الرئاسة اللبنانية.

وتنتظر الحريري الذي استقالت حكومته قبل نحو عام على وقع احتجاجات شعبية غاضبة، مهمة صعبة جراء الانقسامات السياسية ونقمة الشارع على الطبقة السياسية التي يشكل هو وتياره جزءاً رئيسياً منها.

وفي حال نجح سعد في مهمته، ستكون المرة الرابعة التي يرأس فيها الحكومة اللبنانية.

وأعلنت الرئاسة اللبنانية في بيان بعد انتهاء لقاءات عون مع الكتل النيابية: “بعدما أجرى فخامة رئيس الجمهورية الاستشارت النيابية الملزمة وبعد أن تشاور مع دولة رئيس مجلس النواب وأطلعه على نتائجها، استدعى فخامة الرئيس عند الساعة الواحدة والنصف السيد سعد الدين الحريري لتكليفه تشكيل الحكومة”.

ومباشرة بعد إعلان الرئاسة، وصل الحريري إلى القصر الرئاسي في بعبدا للقاء عون.

وأكد الحريري أنه سيسعى لوقف الانهيار الذي يهدد اقتصاد لبنان وأمنه، قائلاً لدى مغادرته القصر الجمهوري: “أطلعني فخامة رئيس الجمهورية مشكوراً، بحضور دولة رئيس المجلس النيابي، على نتيجة الاستشارات النيابية الملزمة التي أفضت إلى تكليفي تشكيل الحكومة الجديدة”.

وأضاف: “أتوجه بالشكر إلى الزملاء النواب، وبخاصة الذين شرفوني بتسميتي لتشكيل حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين، مهمتها تطبيق الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية الواردة في ورقة المبادرة الفرنسية، التي التزمت الكتل الرئيسية في البرلمان بدعم الحكومة لتطبيقها”.

وتابع: “أتوجه إلى اللبنانيين الذين يعانون الصعوبات إلى حد اليأس، بأنني عازم على الالتزام بوعدي المقطوع لهم، بالعمل على وقف الانهيار الذي يتهدد اقتصادنا ومجتمعنا وأمننا، وعلى إعادة إعمار ما دمره انفجار المرفأ الرهيب في بيروت، وأنني سأنكب بداية على تشكيل الحكومة بسرعة، لأن الوقت داهم، والفرصة أمام بلدنا الحبيب هي الوحيدة والأخيرة”، بحسب قوله.

وحاز الحريري، المرشح الوحيد للمنصب، على 65 صوتاً، بحسب الرئاسة. فيما امتنع 53 نائباً عن التسمية.

ويتألف مجلس النواب من 128 عضواً ويرأسه نبيه بري، لكن هناك ثمانية نواب مستقيلون لم يشاركوا في الاستشارات.

وعشية تسميته، حمل عون الحريري، من دون أن يسميه، مسؤولية معالجة الفساد وإطلاق ورشة الإصلاح، ووضع النواب أمام مسؤولياتهم داعياً إياهم إلى التفكير “بآثار التكليف على التأليف وعلى مشاريع الإصلاح ومبادرات الإنقاذ الدولية”.