في ذكراها الأولى.. إضاءة “شعلة الثورة” أمام مرفأ بيروت

أخبار عربية – بيروت

نظم متظاهرون لبنانيون، السبت، مسيرة في بيروت لإحياء الذكرى السنوية الأولى لحركة احتجاج أطاحت بالحكومة لكن طغت عليها بعد ذلك الأزمة الاقتصادية وفيروس كورونا المستجد فضلاً عن الانفجار المدمر في مرفأ العاصمة.

وامتدت المظاهرات التي اندلعت في أكتوبر الماضي لتعم البلاد احتجاجاً على الطبقة السياسية التي حكمت البلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين 1975 و1990. وكانت تلك النخبة السياسية تتولى زمام الأمور عندما حدثت أزمة اقتصادية طاحنة شهدت انهيار العملة المحلية.

وفي حين أدت الاضطرابات إلى استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، فشل السياسيون منذ ذلك الحين في تشكيل حكومة قادرة على مواجهة تحديات البلاد.

وتسبب وباء “كوفيد-19” وانفجار الرابع من أغسطس في مرفأ بيروت، الذي أودى بحياة نحو 200، في مزيد من المعاناة، كما أفقدا الاحتجاجات قوة الدفع.

وقال الذين يحيون الذكرى في بيروت إنهم لم يتخلوا عن مطالبتهم بالثورة وتنحي الرئيس ميشال عون.

وقال الناشط ربيع الزين: “الثورة ما ماتت.. عم نقدر نحاسب هذه السلطة الفاسدة.. الدليل على ها الشي نزلوا حكومتين”.

وسار مئات المحتجين أمام مصرف لبنان (البنك المركزي) وهو هدف لغضب المتظاهرين من أزمة مالية أدت إلى خسارة الليرة اللبنانية نحو 80 في المئة من قيمتها ومبنى البرلمان قبل التجمع قرب المرفأ المتضرر.

وأضاء نصب معدني على شكل حروف كلمة “ثورة” تعلوه ألسنة اللهب في المساء أمام المرفأ.

وبعد إضاءة الشعلة، عاد عدد من المحتجين إلى وسط بيروت وبدأوا برمي الحجارة باتجاه المجلس النيابي، وقاموا بمحاولات للدخول من أحد المداخل.

ومنعت القوى الأمنية المحتجين من الدخول إلى البرلمان وقامت برمي القنابل المسيلة للدموع باتجاههم، فيما قام المحتجون برمي القوى الأمنية بالحجارة والمفرقعات النارية. وتمكنت القوى الأمنية من إبعاد المحتجين من وسط بيروت.

وتأتي الاحتجاجات قبل محادثات بين عون والكتل النيابية لاختيار رئيس وزراء جديد. ويخوض الحريري السباق لتشكيل حكومة رغم استمرار العراقيل.

وقال الممثل الخاص للأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيس، إن المظالم المشروعة للشعب اللبناني ذهبت أدراج الرياح خلال “عام مروع” من الأزمات.

وأضاف كوبيس: “لا يزال التزام الشعب وتوقه لإصلاحات وتغييرات عميقة قوياً، حتى لو تراجعت قوة الدفع.. لقد زرعوا بذور التغييرات المنهجية. وبعد مرور عام، ما زال كفاحهم مستمراً”.

بدوره، أعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، عن تضامنه مع اللبنانيين الذين نزلوا إلى الشوارع في السنة الماضية في مثل هذا اليوم، مطالبين بالإصلاحات، وتحسين الحكم ومحاربة الفساد.

وأشار بومبيو إلى مضي عام على المظاهرات والاحتجاجات التي قام بها الشعب اللبناني في وجه السلطة، معتبراً أن الفساد المتفشي خنق إمكانات لبنان.

وأشاد الوزير الأميركي برسالة المحتجين، لافتاً إلى أنها واضحة، وشدد على أن العمل كالسابق في لبنان غير مقبول بعد الآن.