أخبار عربية – بيروت
أعلن سعد الحريري، الاثنين، أنه يعتزم إرسال وفد إلى الكتل السياسية البارزة في لبنان للتأكد من استمرار التزامها بالورقة الفرنسية لإنقاذ لبنان، في خطوة جاءت بعد أيام من تأكيده أنه “مرشح حكماً” لرئاسة الحكومة.
ويسبق حراك سعد الحريري موعد الاستشارات النيابية الملزمة التي دعا إليها ميشال عون الخميس المقبل، بعد اعتذار مصطفى أديب أواخر الشهر الماضي عن تشكيل حكومة نتيجة شروط سياسية مضادة.
وقال الحريري في بيان إثر لقائه عون في القصر الرئاسي: “أبلغته أني سأرسل وفداً للتواصل مع جميع الكتل السياسية الرئيسية للتأكد من أنها ما زالت ملتزمة بالكامل ببنود الورقة” الفرنسية.
وأوضح أنه في حال تبين أن “هناك من غير رأيه.. خاصة بالشق الاقتصادي فيها وشق الاختصاصيين، مع علمه المسبق أن ذلك يفشلها، فليتفضل يتحمل مسؤوليته أمام اللبنانيين ويبلغهم بهذا الأمر”.
وفشلت القوى السياسية الشهر الماضي في ترجمة تعهد قطعته أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتشكيل حكومة في مهلة أسبوعين وفق خارطة طريق فرنسية نصت على تشكيل حكومة “بمهمة محددة” تنكب على إجراء إصلاحات ملحة للحصول على دعم المجتمع الدولي.
وإثر اعتذار أديب، منح ماكرون في 27 سبتمبر القوى السياسية مهلة جديدة من “أربعة إلى ستة أسابيع” لتشكيل حكومة، متهماً الطبقة السياسية التي فشلت في تسهيل التأليف بـ”خيانة جماعية”. وقال الحريري في بيانه: “هدفي هو تعويم مبادرة الرئيس ماكرون، لأنها الفرصة الوحيدة والأخيرة لوقف الانهيار وإعادة إعمار ما دمره انفجار مرفأ بيروت”.
الأحزاب عائدة و”لن تموت”
وأضاف رئيس الوزراء اللبناني المخلوع: “المبادرة الفرنسية قائمة على تشكيل حكومة اختصاصيين لا ينتمون للأحزاب، تقوم بإصلاحات محددة بجدول زمني محدد، لا يتعدى أشهراً معدودة”، لافتاً إلى أن “عدم وجود أحزاب بالحكومة هو لأشهر معدودة فقط، أي أننا كأحزاب لن نموت”.
وشدد على أن “تشكيل مثل هذه الحكومة والقيام بهذه الإصلاحات يسمح للرئيس ماكرون، حسبما تعهد أمامنا جميعاً، بتجييش المجتمع الدولي للاستثمار بلبنان، وتوفير التمويل الخارجي للبنان، وهي الطريقة الوحيدة لوقف الانهيار الرهيب”، بحسب قوله.
كما التقى زعيم “تيار المستقبل” بنبيه بري، زعيم “حركة أمل” الذي كان تمسكه مع حليفه “حزب الله” بالاحتفاظ بحقيبة المال وتسمية الوزراء الشيعة قد أطاح بولادة حكومة أديب.
ولبنان غارق في أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود، ولا يزال يعاني من جراء الانفجار الهائل في مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي الذي أودى بأكثر من 200 شخص وأدى إلى إصابة آلاف آخرين، ودمر أجزاء كبيرة من العاصمة.
ومن المقرر أن يجري ميشال عون، رئيس الجمهورية، مشاورات نيابية لتكليف رئيس وزراء جديد، يوم الخميس، بعد اعتذار مصطفى أديب عن هذه المهمة.
وكانت حكومة سعد الحريري استقالت تحت ضغط الشارع في الخريف الماضي، بعد اندلاع احتجاجات حاشدة للمطالبة برحيل الطبقة السياسية المتهمة بالفساد وعدم الكفاءة.
كما استقالت الحكومة التي أعقبتها التي ترأسها حسان دياب، بعد الانفجار الضخم في مرفأ بيروت، فيما أعاد اعتذار أديب الوضع السياسي في لبنان إلى المربع صفر.