أخبار عربية – مقالات
علي سلامي
قبل 200 عام تقريباً بدأ تاريخ الأزمة السياسية في منطقة القوقاز و تحديداً بعد الحروب الفارسية أو الحروب القاجارية – الروسية، فبعد هذه الحروب انفتحت تلك المنطقة لللعبة السياسية على المستوى الدولي.
كانت تركيا وروسيا طرفي نزاع، حيث لعبتا دوراً كبيراً في منطقة القوقاز التي تُعد مجالاً حيوياً لها إضافة لمناطق عدة، أما بالنسبة لروسيا فكانت شريانها الحيوي للدخول إلى المياه الدافئة.
تشكل هذه المنطقة غنيمة كبيرة على مستوى الطاقة فهي قد تشكل البديل لأوروبا عن روسيا، فروسيا تصدر للعالم سلعة فريدة عملياً ألا وهي الغاز – غير السلاح.
كما وتُعد منطقة القوقاز ثروة طبيعية لاحتوائها على الغاز بنسب عالية مقارنة مع باقي الدول النفطية عدا عن ولاء الأقليات فيها لتركيا وروسيا. و بناءً على ذلك، لهذه المنطقة أهمية استثنائية ورئيسية في الصراع بين روسيا و تركيا.
وتعود جذور الخلاف بين أرمينيا وأذربيجان إلى العام 1923 عندما أعطى الاتحاد السوفياتي منطقة ناغورني كاراباخ رسمياً لأذربيجان، وحصل اتفاق بين الأقاليم التابعة للاتحاد أنهى فيها سنوات من القتال كان للسلطنة العثمانية دور بارز فيه.
وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي عاد الخلاف الأرمني – الأذربيجاني بشأن منطقة كاراباخ إلى الواجهة، فأذربيجان ترى أن المنطقة تقع داخل أراضيها، فيما تستند أرمينيا إلى أن أغلبية سكان تلك المنطقة من الأرمن، مبررةً بذلك أن المنطقة خاضعة لسلطتها.
أدى ذلك الصراع إلى نزوح مئات الآلاف من الأرمن من أذربيجان إلى أرمينيا ونزوح مئات الآلاف من الأذريين من أرمينيا إلى أذربيجان. إضافة إلى سعي كاراباخ بطلب الاستقلال عن أذربيجان لتنضم إلى أرمينيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وبالرغم من تحقيق إعلان الاستقلال فقط كـ”جمهورية مرتفعات كاراباخ” لم تعترف بها أي دولة حتى أرمينيا.
ونتيجة لذلك بدأت حرب “مرتفعات كاراباخ” عندما واجهت مجموعات أرمنية السلطات الأذرباجينية في منطقة كاراباخ. وتم التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار ضمن مساعٍ روسية. بعدها و بين أعوام 2008 و2016 حصلت نزاعات محدودة بين أذربيجان وأرمينيا أسفرت عن عشرات القتلى بين الطرفين دون التوصل إلى أي تسوية تنهي النزاع بشكلٍ كامل. وخلال الأسابيع الماضية، عادت تلك النزاعات بشكلٍ أكثر حدة، و مرةً أخرى دخلت الدولتين عبر مسعى روسي – إيراني إلى وقف إطلاق نار مؤقت.
فما موقف المجتمع الدولي؟ ما هي مقترحات الحل للأطراف حول مشكلة “كاراباخ”؟ و كيف يمكن أن يؤثر الصراع إقليمياً في المنطقة؟