أخبار عربية – بيروت
قال سعد الحريري، الخميس، إنه لم يكن يعلم بوجود كميات ضخمة من مادة نترات الأمونيوم شديدة الخطورة في مرفأ بيروت قبل انفجار الرابع من أغسطس، على الرغم من ترأسه عدة حكومات خلال احتجاز السفينة التي كانت تحمل تلك المواد منذ العام 2013.
وأضاف في حديث لقناة “إم تي في” المحلية: “أعتقد أن السبب الأساسي في انفجار مرفأ بيروت هو الإهمال ولو كان عندي علم لخربت الدنيي”، معتبراً أنه “لا يجوز تحميلي المسؤولية عما حصل في المرفأ لأنني لم أكن أعلم ولو كنت لقلت لأني لا أخاف”، بحسب قوله.
واعتبر رئيس الوزراء السابق الذي أطاحت بحكومته احتجاجات حاشدة اندلعت في أكتوبر من العام الماضي، أنه مرشح محتمل لرئاسة حكومة جديدة “تهدف إلى وقف الانهيار الاقتصادي” في لبنان.
وتابع قائلاً: “حكماً أنا مرشح. سعد الحريري لن يقفل الباب أمام الأمل الوحيد الموجود أمام لبنان لوقف هذا الانهيار”.
وحصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشهر الماضي على تعهد من جميع الأطراف السياسية في لبنان، بدعم تشكيل حكومة سريعاً في إطار خريطة طريق لإخراج لبنان من الأزمة، لكن الجهود باءت بالفشل حتى الآن، لاسيما بعد اعتذار رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب.
ولبنان غارق في أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود، ولا يزال يعاني من جراء الانفجار الهائل في مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي الذي أودى بأكثر من 200 شخص وأدى إلى إصابة آلاف آخرين، ودمر أجزاء كبيرة من العاصمة.
ومن المقرر أن يجري ميشال عون، رئيس الجمهورية، مشاورات نيابية لتكليف رئيس وزراء جديد، الخميس المقبل، بعد اعتذار مصطفى أديب عن هذه المهمة.
وقال الحريري: “أنا مستعد للقيام بجولة من الاتصالات السياسية خلال هذا الأسبوع إذا كان كل الفرقاء السياسيين ما زالوا متفقين على البرنامج” الذي تمت مناقشته مع ماكرون.
وكانت حكومة سعد الحريري استقالت تحت ضغط الشارع في الخريف الماضي، بعد اندلاع احتجاجات حاشدة للمطالبة برحيل الطبقة السياسية المتهمة بالفساد وعدم الكفاءة، والتي يشكل “تيار المستقبل” أحد مكوناتها الرئيسية إلى جانب الأحزاب الأخرى.
كما استقالت الحكومة التي أعقبتها التي ترأسها حسان دياب، بعد الانفجار الضخم في مرفأ بيروت، فيما أعاد اعتذار أديب الوضع السياسي في لبنان إلى المربع صفر.
واصطدمت جهود أديب تحديداً بشروط وضعها الثنائي الشيعي “حزب الله” و”حركة أمل”، بسبب تمسكهما بتسمية وزراء بأعينهم والاحتفاظ بحقيبة المالية.
وأشار الحريري إلى أن ماكرون طلب من الفرقاء السياسيين “تجميد خلافاتهم السياسية لمدة 6 أشهر” من أجل وضع حد للانهيار الاقتصادي في لبنان.
وقال زعيم “تيار المستقبل”: “كل فريق سياسي يستطيع أن يخترع مشكلة في تشكيل الحكومة، لكن إذا كانت الأحزاب السياسية تريد فعلاً وقف الانهيار وإعادة إعمار بيروت، عليها أن تسير بالمبادرة الفرنسية”.