أخبار عربية – موسكو/أنقرة
قال رئيس أذربيجان إلهام علييف، الجمعة، إن بلاده أفسحت المجال أمام “الفرصة الأخيرة” لأرمينيا، لحل النزاع حول إقليم ناغورني كاراباخ، الذي تفجرت معارك بين الطرفين بسببه منذ أواخر سبتمبر الماضي وخلفت مئات القتلى.
وجاء حديث علييف بالتزامن مع انطلاق المفاوضات بشأن نزاع إقليم ناغورني كاراباخ في العاصمة الروسية موسكو، وعلى وقع اشتداد المعارك على الأرض.
وقال علييف:”نمنح فرصة لأرمينيا لحل النزاع سلمياً. إنها فرصتها الأخيرة”، مضيفاً: “سنعود بأي حال إلى أراضينا. إنها فرصة (أرمينيا) التاريخية”، وفقاً لوكالة “فرانس برس”.
وأكد إنه لا يمكن إجراء محادثات إذا أصرت أرمينيا على اعتبار الإقليم جزء من أراضيها.
وأضاف أن استخدام أذربيجان للقوة غير الحقائق على الأرض وأنه أثبت أن هناك حلاً عسكرياً للنزاع.
أرمينيا مستعدة للتفاوض
وكان رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، قد أكد استعداد بلاده لاستئناف مفاوضات السلام مع أذربيجان برعاية دولية لحل النزاع المتواصل منذ عقود بشأن الإقليم.
وبدأت المفاوضات بين أرمينيا وأذربيجان بشأن الإقليم في موسكو، بناءً على دعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويأتي اجتماع موسكو بعد يوم من إطلاق فرنسا وروسيا والولايات المتحدة مبادرة للسلام في اجتماع عقد في جنيف.
وتقول الحكومة الأرمينية إن المحادثات ستركز على وقف الأعمال العدائية والقتالية وتبادل الجثث والأسرى، وفقاً لوكالة “رويترز”.
تركيا تواصل “صب الزيت على النار”
من جانبها، ذكرت تركيا، الحليفة المقربة من أذربيجان، إنها تريد أيضاً حلاً دبلوماسياً للصراع لكن خطوات السلام لن تنجح إلا إذا ضمنت انسحاب القوات الأرمينية من الإقليم، حيث اندلع القتال في 27 سبتمبر الماضي.
وفي تصريحات تبدو كأنها “صب للزيت على النار”، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الجمعة، أن العمليات لن تتوقف في أذربيجان قبل إنهاء “الاحتلال الأرميني”، بحسب تعبيره.
والمطلب الرئيسي لأذربيجان للموافقة على وقف إطلاق النار هو أن تحدد أرمينيا إطاراً زمنياً للانسحاب من إقليم ناغورني كاراباخ، وأراض حوله تابعة لأذربيجان.
وتستبعد أرمينيا الانسحاب من منطقة تعتبرها موطناً تاريخياً لسكانها.
تجدد الاشتباكات
وعلى الأرض، تجددت الاشتباكات بين أذربيجان وقوات الإقليم الذي تدعمه أرمينيا، الجمعة.
وذكرت وزارة الدفاع في أذربيجان إن اشتباكات عنيفة مع قوات الإقليم دارت اليوم على طول خط التماس بين الجانبين في الإقليم، وإن العديد من المناطق في عمق أذربيجان تعرضت للقصف.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع في ناغورني كاراباخ إن خانكندي، التي يعتبرها ذوو الأصول الأرمينية عاصمة الدولة المعلنة من جانب واحد، تتعرض للقصف.
وذكرت وكالة “رويترز” أن حصيلة قتلى المواجهات المسلحة منذ اندلاعها في 27 سبتمبر الماضي ارتفعت إلى أكثر من 400.
مقتل مزيد من المرتزقة السوريين
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 26 مسلحاً من المقاتلين السوريين في الإقليم خلال اليومين الماضيين.
وبذلك، يرتفع مجمل القتلى في صفوف المرتزقة الذين جلبهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقتال إلى جانب قوات أذربيجان إلى أكثر من مئة.
وأضاف المرصد إن تركيا تستعد لنقل دفعة جديدة من المرتزقة السوريين تضم 400 مسلح إلى أذربيجان في غضون أيام معدودة.
وانُتهك وقف إطلاق النار على نحو متكرر منذ نهاية الحرب التي اندلعت بين 1991 و1994 وأسفرت عن مقتل نحو 30 ألف شخص.
وكلما تصاعد العنف في المنطقة تزداد المخاوف بشأن تأمين خطوط الأنابيب في أذربيجان التي تنقل النفط والغاز إلى أوروبا.
ووفقاً للقانون الدولي يتبع الإقليم أذربيجان لكنه انشق في حرب تزامنت مع انهيار الاتحاد السوفيتي، ويقطنه ويديره سكان من أصل أرمني.