أخبار عربية – باكو/يريفان
قالت وزارة الدفاع في أرمينيا، الاثنين، إن القتال مع القوات الأذرية استمر طوال الليل واستؤنف في الصباح.
وقتل الاثنين 32 مسلحاً أرمينياً جراء المواجهات المستمرة مع أذربيجان في ناغورني كاراباخ، بينما ذكرت وزارة الدفاع في أذربيجان أن قوات أرمينية أطلقت النار على بلدة ترتر الأذرية، حسبما ذكرت وكالة “رويترز”.
كما أعلنت أذربيجان مقتل 6 أشخاص وجرح 19 آخرين في اشتباكات بإقليم ناغورنو كاراباخ.
دعوة أميركية لوقف العنف
وتعليقاً على الاشتباكات، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الولايات المتحدة ستسعى إلى وقف أعمال العنف التي اندلعت بين أرمينيا وأذربيجان اللتين خاضتا حرباً فيما بينهما في التسعينات.
وقال ترمب في مؤتمر صحافي، مساء الأحد: ” لدينا قدر كبير من العلاقات الجيدة في هذا المجال. سنرى ما إذا كان بإمكاننا وقفه”.
وكان مساعد وزير الخارجية الأميركي ستيفن بيغان قد اتصل بالطرفين من أجل “حضهما على وقف الأعمال العدائية فوراً، واستخدام قنوات التواصل المباشر القائمة لتجنب مزيد من التصعيد، وتجنب المواقف والأفعال غير المفيدة”، وفق بيان للخارجية الأميركية.
وتابع بيان الخارجية الأميركية: “تعتبر الولايات المتحدة أن مشاركة جهات خارجية في العنف المتصاعد ستكون غير مفيدة ولن تؤدي إلا إلى تفاقم التوترات الإقليمية”.
الأمم المتحدة “قلقة”
وكانت الأمم المتحدة قد دعت، إلى جانب فرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي، إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “بالغ قلقه” إزاء استئناف الأعمال العدائية من جديد على طول خط التماس في الإقليم المتنازع عليه.
وأدان غوتيريش، عبر بيان نشره المتحدث الرسمي ستيفان دوجاريك، استخدام القوة وعبر عن أسفه جراء الخسائر في الأرواح، خاصة في صفوف المدنيين.
ودعا الأمين العام الجانبين إلى وقف فوري للقتال، وتهدئة التوترات والعودة إلى مفاوضات هادفة دون تأخير.
كما ذكر غوتيريش أنه سيتحدث إلى كل من رئيس أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا.
وكرر الأمين العام دعمه الكامل للدور الهام الذي يؤديه الرؤساء المشاركون لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وحث الجانبين على العمل بشكل وثيق معهم من أجل استئناف عاجل للحوار دون شروط مسبقة.
تحذير من التدخل التركي
ودعا رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الأحد، المجتمع الدولي لضمان عدم تدخل تركيا في أزمة ناغورنو كاراباخ الحدودية مع أذربيجان.
وصرح باشينيان أن “من شأن سلوك تركيا أن يكون له عواقب مدمرة على منطقة جنوب القوقاز والمناطق المحيطة”.
واتهم المسؤول الأرميني أذربيجان بـ”إعلان الحرب” على شعبه مع تجدد المواجهات العنيفة بين البلدين اللدودين في منطقة ناغورنو كاراباخ الحدودية.
وقال في خطاب متلفز إن “النظام السلطوي في أذربيجان أعلن مجدداً الحرب على الشعب الأرميني”، مضيفاً: “نحن على شفا حرب واسعة النطاق في جنوب القوقاز قد يكون لها تداعيات لا يمكن توقعها”.
أردوغان يحرض الأرمن على قيادتهم
من جانبه، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مواطني أرمينيا، الأحد، إلى التمسك بمستقبلهم في مواجهة ما وصفه بـ”قيادة تجرهم إلى كارثة ومن يستخدمونها كدمى”.
وقال أردوغان على “تويتر”: “بينما أدعو شعب أرمينيا للتمسك بمستقبله في مواجهة قيادته التي تجره إلى كارثة وأولئك الذين يستخدمونها كدمى، ندعو أيضاً العالم بأسره للوقوف مع أذربيجان في معركتها ضد الغزو والوحشية”، مضيفاً أن تركيا سوف “تواصل على الدوام” تضامنها مع باكو.
كذلك، سارع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، للتعليق على الاشتباكات الدائرة بين القوات الأرمينية والأذرية في ناغورنو كاراباخ، حيث قال: “العقبة الكبرى أمام السلام والاستقرار في القوقاز هي الموقف العدائي من جانب أرمينيا وعليها أن تكف فوراً عن هذه العدائية التي ستلقي بالمنطقة في النار”، مشدداً على أن “أنقرة ستدعم باكو بكل ما لديها من موارد”.
سقوط 6 قرى أرمنية
وكانت أذربيجان قد أعلنت، الأحد، أن قواتها دخلت 6 قرى خاضعة لسيطرة الأرمن، خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت عند خط التماس بين الطرفين في ناغورنو كاراباخ.
وأفاد متحدث باسم وزارة الدفاع الأذرية لوكالة “فرانس برس”: “حررنا 6 قرى، 5 في منطقة فيزولي وواحدة في جبرايل”.
وردت وزارة الدفاع في إقليم ناغورنو كاراباخ بأنها دمرت 4 مروحيات أذرية، و15 طائرة مسيرة، إضافة لـ10 دبابات.
واندلع قتال بين أرمينيا وأذربيجان، الأحد، حول منطقة ناغورنو كاراباخ الانفصالية. وقالت وزارة الدفاع الأرمينية إنها أسقطت طائرتي هليكوبتر تابعتين لأذربيجان.
الصراع على ناغورنو كاراباخ
ويثير إقليم ناغورنو كاراباخ الذي أعلن استقلاله في 1991 خلافاً بين أذربيجان وأرمينيا منذ وقت طويل، علماً أن المنطقة تقطنها أغلبية من الأرمن.
وفي عام 1994، تم الاتفاق على وقف إطلاق النار، إلا أن الجانبين يتبادلان الاتهامات بشن هجمات من حين لآخر.
وعلى الرغم من وساطة دولية بدأت قبل سنوات طويلة، لم يتمكن البلدان من التوصل إلى حل للنزاع حول الإقليم الذي تهدد باكو باستمرار باستعادة السيطرة عليه بالقوة.
وتتمتع المنطقة المتنازع عليها بحساسية كبيرة، حيث تنتمي أرمينيا لتحالف سياسي عسكري تقوده موسكو، ويتمثل بمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، في حين تحظى أذربيجان بدعم من تركيا.