أخبار عربية – بيروت
شهدت منطقة ميرنا الشالوحي في شرق العاصمة اللبنانية بيروت، مساء الاثنين، توتراً كبيراً بين مناصري “التيار الوطني الحر” الذي أسسه ميشال عون، وآخرين من حزب “القوات اللبنانية” برئاسة سمير جعجع.
وبدء التوتر، بحسب وسائل الإعلام المحلية، عقب وصول موكب تابع لمناصري “القوات اللبنانية” وإطلاقه الشعارات أمام مبنى الأمانة العامة لـ”التيار الوطني الحر” في ميرنا الشالوحي.
وقد أُطلق النار في الهواء من قبل عناصر الأمن في “التيار الوطني الحر” الذي يرأسه جبران باسيل، صهر الرئيس اللبناني، في حين وصل الجيش إلى المحلة منعاً لتطور الوضع.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر عسكرية أن الجيش اللبناني يتخذ تدابير لمنع الاحتكاك والاستفزازات بين الطرفين.
أديب التقى عون.. والحكومة لم تبصر النور
وفي وقت سابق من الاثنين، وضع رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب، الرئيس اللبناني ميشال عون في أجواء المشاورات التي يجريها لتشكيل الحكومة، من دون أن يعرض أي تشكيلة.
يأتي هذا بينما توشك المهلة التي حددها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للطبقة السياسية في لبنان من أجل إنجاز التأليف، على الانتهاء.
ويأتي ذلك بعد انتقاد قوتين سياسيتين أساسيتين على الأقل لمسار التأليف، هما “التيار الوطني الحر” برئاسة جبران باسيل، و”حركة أمل” برئاسة نبيه بري، باعتبار أن الطرفين حليفان لـ”حزب الله”، القوة السياسية الأكثر نفوذاً حالياً في لبنان.
وأعلن ماكرون في ختام زيارته إلى بيروت مطلع الشهر الحالي وغداة تكليف أديب تشكيل الحكومة، التزام القوى السياسية بتأليف “حكومة بمهمة محددة” تتولى إصلاحات أساسية واستعادة ثقة الشعب، في مهلة أسبوعين.
بدوره، بدأ أديب الذي توافقت الكتل السياسية الرئيسية على تسميته، مشاورات التأليف في الثاني من سبتمبر، من دون أن يفصح بعد عن مضمونها أو مدى تقدمها.
وذكر مصدر في الرئاسة اللبنانية لوكالة “فرانس برس” إن أديب “لم يعرض أي تشكيلة على الأرجح” على عون، وسيعاود الطرفان “اللقاء متى اكتملت حلقة التشاور”، وأوضح أن “تطورات اليومين الأخيرين استوجبت مزيداً من التشاور”.
وكان رئيس البرلمان نبيه بري، أعلن الأحد عدم رغبة “حركة أمل” بالمشاركة في الحكومة وفق “الأسس” التي يتبعها أديب، مؤكداً أن “المشكلة ليست مع الفرنسيين”، إنما “داخلية”.
وتمارس فرنسا ضغوطاً منذ انفجار المرفأ المروع على القوى السياسية لتأليف حكومة تنكب على إجراء إصلاحات عاجلة مقابل حصولها على دعم دولي لانتشال البلاد من أزمتها الاقتصادية. وقد اتصل ماكرون شخصياً بكل من باسيل وبري خلال الأيام الماضية.
وحذر باسيل، الذي يشكل نوابه مع نواب بري و”حزب الله” أكثرية برلمانية وازنة، الأحد من فشل المبادرة الفرنسية، مع “وجود جهات داخلية وخارجية تريد إفشالها”.
وفي حال إصرار أديب على المضي بحكومة لا تحظى برضى المكون الشيعي القوي، ستكون مهمة التشكيل صعبة، إذ إن التوافق بين المكونات الأساسية كان باستمرار شرطاً لتشكيل الحكومات في لبنان. وقد لا تحظى الحكومة في هذه الحالة بموافقة عون الذي وصل إلى سدة الرئاسة بدعم من “حزب الله”.