أخبار عربية – واشنطن
قالت وكالة “بلومبرغ” الأميركية إن تركيا تحاول استعادة المجد العثماني باستعراض عضلاتها ونشر قواتها في عديد من دول المنطقة، ما تسبب في ارتفاع ميزانيتها العسكرية، وتراجع اقتصادها.
واستعرض التقرير الذي نشرته الوكالة أمس الجمعة، المناطق والدول التي أرسل إليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوات عسكرية بشكل رسمي تحت مظلة دولية، أو من خلال خطوات أحادية لأغراض توسعية.
ليبيا
وتقول الوكالة إن “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أرسل قوات بحرية وبرية، وطائرات دون طيار مسلحة، إلى ليبيا” لدعم حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.
وتضيف أن “تركيا تهدف بذلك إلى إنقاذ عقود تجارية تقدر بمليارات الدولارات، يمكن ألا تنفذ على الأرض، بسبب الصراع الليبي الذي طال أمده”.
سوريا
وتؤكد “بلومبرغ” أن “التدخل العسكري التركي في سوريا يعد إحدى أكبر عملياتها الخارجية منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى”.
وخلقت أنقرة ميليشيات موالية لها في شمال سوريا، وتعتزم إنشاء منطقة عازلة لإيواء اللاجئين السوريين الذي فروا من بلادهم إلى تركيا.
العراق
كثيراً ما ترسل تركيا طائرات حربية وقوات عبر الحدود إلى شمال العراق لاستهداف مخابئ حزب العمال الكردستاني، كما أنها تحتفظ بقواعد عسكرية أُنشئت في الأصل لبعثة حفظ سلام في التسعينيات، وهي مصممة لفرض وقف إطلاق النار بين الأحزاب الكردية المتنافسة في المنطقة بوساطة دبلوماسيين أميركيين وبريطانيين.
وفقاً للوكالة، تؤكد تركيا، أن “استمرار وجودها يشكل رادعاً لحزب العمال الكردستاني وضبطاً لتطلعات الأكراد في الاستقلال عن العراق”.
قطر
زادت تركيا من وتيرة وجودها العسكري في قطر، بعد وقوفها إلى جانب الدوحة إثر قطع الرباعية العربية (الإمارات والسعودية والبحرين ومصر) علاقاتها مع قطر في 2017 على خلفية دعمها للإرهاب.
وأصبح لتركيا قاعدتين عسكريتين في الدولة الخليجية، هما “الريان ” و”طارق بن زياد”.
السودان
وافقت تركيا في وقت سابق على إنشاء مراكز تدريب عسكرية في السودان إبان حكم الرئيس المعزول عمر البشير.
ووقع أردوغان اتفاقيات مع الخرطوم لزيادة الاستثمار والتجارة التركية، بعد موافقة حكومة البشير في 2017 على تأجيرها جزيرة سواكن لمدة 99 عاماً، في خطوة كان من شأنها أن تسمح لتركيا ببناء قاعدة في الجزيرة، وتوسيع نطاق نفوذها العسكري إلى البحر الأحمر.
الصومال
في 2017، افتتحت تركيا أكبر قاعدة خارجية في مقديشو، يدرب فيها المئات من الجنود الأتراك الجنود الصوماليين في إطار خطة تركية أوسع للمساعدة في إعادة بناء بلد دمرته عقود من الحروب العشائرية وتمرد “حركة الشباب”.
وتعمل تركيا على تعزيز موطئ قدمها في الدولة الواقعة في القرن الأفريقي منذ زيارة أردوغان في 2011، ما يساعد على إحياء خدمات مثل التعليم والصحة والأمن، بحسب وكالة “بلومبرغ”.
وتضيف الوكالة أن أنقرة حصلت في 2020 على عرض من الصومال للمشاركة في التنقيب عن النفط قبالة سواحلها.
أفغانستان
توجد القوات التركية في أفغانستان في جزء من تحالف بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) يضم أكثر من 50 دولة لدعم قوات الأمن الأفغانية ضد حركة “طالبان”.
أذربيجان
توجد القوات المسلحة التركية في قاعدة عسكرية بأذربيجان، كما لديها حق استخدام قاعدة جوية في هذا البلد.
كما أجرت الدولتان تدريبات عسكرية مشتركة هذا الشهر، بعد مناوشات في وقت سابق بين أذربيجان وأرمينيا، التي تبعدها خلافات عميقة عن أنقرة.
قبرص واليونان
ومن جهة أخرى، تُسير البحرية التركية دوريات في البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجه، وتكشف صراحةً عن تمسكها بالرغبة في السيطرة على الطاقة والأراضي في المتوسط، وسط تصاعد التوترات مع دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، مثل اليونان وقبرص.
البلقان
يشارك الجيش التركي في مهام حفظ السلام بقيادة حلف الناتو في كوسوفو والبوسنة والهرسك منذ الحرب في التسعينيات.
ولكن الوكالة تؤكد أن أنقرة تعمل على خدمة مصالحها الخاصة، تحت ستار المساعدة في حماية المجتمعات التركية العرقية هناك.