أخبار عربية – برلين
أكد تقريران ألمانيان نشرا يوم الجمعة، ارتباط “حزب الله” اللبناني بشحنة نترات الأمونيوم التي انفجرت في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس الحالي، وإرسال الحرس الثوري الإيراني ثلاث شحنات إليه في العام 2013.
التقرير الأول استقصائي نشرته مجلة “دير شبيغل”، كشف أن مالك السفينة “روسس” لم يكن الروسي إيغور غريشوشكن، كما كان يتم تداوله حتى الآن، بل رجل أعمال يحمل الجنسية القبرصية اسمه شرالامبوس مانولي وكان مرتبطاً بمصرف يستخدمه “حزب الله” في لبنان، وأنه “عمل جاهداً” لكي يخفي ما يربطه بالسفينة.
وقد اتهمت الولايات المتحدة المصرف الذي لديه فرع أيضاً في قبرص، بأنه يبيض الأموال لصالح “حزب الله” وكان من بين زبائنه شركة سورية متهمة بالتورط في برنامج الأسلحة الكيماوية.
أما التقرير الثاني، الذي نشرته صحيفة “دي فيلت” الألمانية قبل يومين، يشير إلى حصول “حزب الله” على شحنات من نترات الأمونيوم أرسلت له من الحرس الثوري في الوقت نفسه الذي دخلت فيه هذه السفينة مرفأ بيروت عام 2013.
ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية غربية، أن “حزب الله” تسلم من “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني، الذي كان يقوده قاسم سليماني حينها، 3 طلبيات من نترات الأمونيوم في العام المذكور.
وتعاقب على رئاسة الحكومة اللبنانية منذ العام 2013، أي العام الذي دخلت فيه الشحنة، كل من نجيب ميقاتي وتمام سلام وسعد الحريري، إلا أن الانفجار وقع في فترة حكومة حسان دياب الذي تبين أنه علم بوجود المواد قبل نحو أسبوعين فقط من انفجارها.
وأدى الانفجار الهائل إلى مقتل نحو 180 شخص وجرح أكثر من 6500 شخص وتشريد مئات الآلاف، وتدمير أكثر من ثلث العاصمة اللبنانية.
وتتواصل التحقيقات في هذه القضية من قبل القضاء العدلي، فيما لم يستمع المحقق العدلي حتى الساعة لوزراء الأشغال السابقين، ولوزراء المال والعدل وكبار المسؤولين.
والجمعة، أصدر المحقق في قضية انفجار الميناء القاضي فادي صوان، مذكرتي توقيف، ليرتفع عدد الموقوفين إلى 25 من بينهم مسؤولون عن المرفأ وإدارة الجمارك.
وبعد ورود معلومات مؤكدة عن معرفة كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المستقيل حسان دياب بشحنة نترات الأمونيوم القابلة للانفجار في المرفأ، لم يستمع القضاء لهما، وهو أمر يطالب به معارضون وأهالي المتضررين، متهمين كبار المسؤولين بعلمهم بالشحنة المميتة من دون أن يحركوا ساكناً.
وفيما تشير المراسلات الإدارية والأمنية إلى أن الجميع كان يعلم بخطورة هذه الشحنة، يقول متابعون إن البيروقراطية الإدارية والإهمال ساهما في انفجار مرفأ بيروت.
ونشرت صور على وسائل إعلام محلية من داخل العنبر رقم 12 في المرفأ، ظهرت فيها أكياس نيترات الأمونيوم مخزنة بطريقة غير مطابقة للمواصفات، وتظهر الصور أكياساً ممزقة تحمل أطناناً من المادة المنفجرة التي وضعت داخل العنبر رقم 12 بطريقة عشوائية.
وتتعدد فرضيات الانفجار حتى الساعة، بانتظار نتائج التحقيق الذي يشارك فيه محققون فرنسيون وعناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي.