لم يتجاوز السادسة.. شربل أبو حنا صرخ فأبكى بيروت – بقلم: ماريا غانم

أخبار عربية – بيروت

لم يعد أحد يدافع عنكَ!
لمَ يا وطني، يستشهد على أرضك بائع الزهور؟
لمَ يا وطني، يُعتقل بائع الخضار؟ ويُجرح بائع البقالة؟
أليس غريباً يا وطني، أنَّ كلّ الباعة فيكَ مستهدفون!!
يا وطني.. انتهى الزمن الذي كان فيه يخافون أهلنا علينا في الغربة، وأصبح خوفهم علينا يتمركز هنا، على أراضيكَ.

كنا يا وطني نموت كي تحيا!
تحيا لمن؟
مات أبنائك.. فقدوا..
لم تنتفض.. ساكنٌ أنتَ..
أيا ترى ليسوا أهلاً بكَ.. أم أنك لست أهلاً بهم؟
أصحيحٌ أن الوطن للاغنياء؟
لا أعتقد!!
فأنا اليوم لا أجد الوطنية تتجلى إلا عند فقرائك..
أعذرني يا وطني..
أعذرني يا وطني فقد ولدتنا الحياة على جنة أرضك فعشقناها ولكننا ضللنا الطريق وبتنا جياع.
قلب الأم زاوله الفراق فباتت تبكي على نعش ابنها وتغني: يا عريس السماء، أمك مفجوعة حرموك من حضنها..
أعذرني يا وطني فأطفالك باتوا مشردين حملتهم أكثر من طاقتهم وهم بالحياة مبتدئين..
أيّ ذنب اقترف أطفالك، ليكون ربيع عمرهم متزامناً مع خريفكَ؟
أخشى يا وطن أن أخبرك، أنَّ هوية أطفالك ضاعت..
ضاعت وأنتَّ السبب.

بصوت مفجوع متألم وبإحساس نابض مرهف شارك شربل ابن السادسة، نجل الشاعر شربل أبو حنا، وجعه من خلال تلاوة شعر حزين من كتابة والده يحاكي فيه وجع اللبنانيين كافة والأطفال بالأخص. وقد شاركه في ذلك الفنانة إليا طرد في كوفر مميز تلت فيه مجموعة أغاني لبيروت.