لبنان.. استقالة نواب على وقع تظاهرات غاضبة تشيع ضحايا انفجار بيروت

أخبار عربية – بيروت

أعلن رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل، السبت، استقالة نواب الحزب من البرلمان، على وقع تظاهرات غاضبة ضد الطبقة السياسية جراء الانفجار المروع الذي هز بيروت مخلفاً أكثر من 154 قتيلاً.

واعتبر الجميل في كلمة ألقاها خلال جنازة تشييع الأمين العام للحزب، نزار نجاريان، الذي قضى في انفجار مرفأ بيروت الثلاثاء الماضي، أن على حزبه أن يكون على قدر التضحية التي تمر بها البلاد.

وقال موجهاً سهامه إلى رئيس البلاد ميشال عون: “لا ما حدث لم يكن مجرد حادث بل كارثة”، مضيفاً: “نحن منتقلون للمواجهة” لإصلاح الدولة.

إلى ذلك، دعا النواب أيضاً للاستقالة، قائلاً: “أدعو كل الشرفاء إلى الاستقالة من مجلس النواب والذهاب فوراً إلى إعادة الأمانة للناس ليقرروا من يحكمهم دون أن يفرض أحد عليهم أي أمر”.

ومع استقالة نواب “الكتائب اللبنانية” الثلاثة، يرتفع عدد المستقيلين إلى 5 إثر دعوة النائبة بولا يعقوبيان بدورها، اليوم أيضاً، إلى استقالات جماعية من البرلمان، داعية زملاءها إلى تقديم استقالاتهم الاثنين المقبل في المجلس.

وكان أول المستقيلين قبل يومين النائب مروان حمادة، المحسوب على زعيم “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط.

تشييع شعبي.. وتعليق مشانق في ساحة الشهداء

ويستعد الآلاف إلى إقامة “تشييع شعبي” لضحايا الانفجار الهائل الذي حصد عشرات الضحايا وآلاف الجرحى وعشرات المفقودين.

وعُلقت عشرات المشانق في ساحة الشهداء، في إشارة إلى ضرورة محاسبة المسؤولين عن كارثة بيروت.

ويسير الآلاف من أمام شركة كهرباء لبنان وصولاً إلى ساحة الشهداء مروراً بالشوارع المدمرة كلياً في شارع مار مخايل والجميزة.

ويشارك عشرات الجرحى وأهالي المفقودين والمتضررين والضحايا بهذا التحرك.

ويحمل المتظاهرون السلطة السياسية مسؤولية تقاعسها وتقصيرها وسكوتها عن تخزين 2700 طن من مادة نترات الأمنيوم سريعة الاشتعال.

تحذيرات من قمع المتظاهرين

وحذرت منظمات وهيئات حقوقية، السلطات اللبنانية بضرورة احترام الحق في التظاهر السلمي وعدم استخدام العنف المفرط بحق المتظاهرين المطالبين بحقوقهم المشروعة.

وبدا لافتاً الحضور الأمني الكثيف لمكافحة الشغب بمحيط وسط بيروت، وقال متظاهرون إن الأمن يستعد لقمع الناس في ساحات التظاهر.

وانتشرت صور لمئات العناصر من الشرطة في ساحة رياض الصلح، وأظهرت أخرى صور لنقل حواجز أمنية إلى وسط بيروت في إشارة إلى تشديد الإجراءات وخوفاً من اقتحام البرلمان.

اشتباكات أمام البرلمان

وشهد محيط البرلمان اللبناني توتراً بعد ظهر السبت، حيث رشق محتجون تجمهروا في وسط بيروت غضباً بعد انفجار مرفأ بيروت، القوى الأمنية بالحجارة.

وتحاول القوى الأمنية حصر المحتجين في بقعة جغرافية محددة مستخدمة القنابل المسيلة للدموع.

ولفتت وسائل إعلام محلية إلى وقوع مواجهات مباشرة بين المتظاهرين والقوى الأمنية بعد إزالة الأسلاك الشائكة في وسط بيروت.

الجيش والأمن: نتفهم غضبكم

من جهة أخرى، أعربت قيادة الجيش اللبناني عن تفهمها لعمق الوجع والألم الذي يعتمر قلوب اللبنانيين ولصعوبة الأوضاع الذي يمر بها الوطن، وذكرت المحتجين بوجوب الإلتزام بسلمية التعبير والإبتعاد عن قطع الطرق والتعدي على الأملاك العامة والخاصة، كما ذكرت أن للجيش شهداء جراء الإنفجار الذي حصل في المرفأ.

كذلك أصدرت قوى الأمن بياناً قالت فيه إنها “تتفهم الغضب العارم للمتظاهرين وتطلب منهم في الوقت عينه ضبط النفس والتعبير بشكل حضاري وسلمي، بعيداً عن كل أشكال العنف والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وعدم التعرض لعناصرها الذين يقومون بواجبهم للحفاظ على الأمن والنظام”.

وقالت وكالة “رويترز” إنه نحو 5 آلاف محتج تجمعوا في ساحة الشهداء بوسط المدينة، وحاول بعضهم اختراق الحاجز الذي يسد الشارع المؤدي إلى البرلمان.

وردد المحتجون هتاف “الشعب يريد إسقاط النظام” ورفعوا لافتات تقول “ارحلوا .. كلكم قتلة”.

وقال متظاهرون في وسط بيروت: “سننزل إلى الشارع للغضب، إنه ليس وقت التفرج على مدينة مدمرة، بكينا كثيراً في الأيام الماضية واليوم حان وقت الغضب ومحاسبة المجرمين”، حسبما نقلت شبكة “سكاي نيوز”.

وينتقد سكان منطقة مار مخايل المدمرة السلطات الأمنية والسلطات الرسمية بأنها لم تقدم أي مساعدة في تنظيف الشوارع والأحياء والمنازل ورفع الأضرار والأنقاض، وقالوا إنها “تتعمد ممارسة القوة والتفرج على الكارثة”، بحسب رأيهم.

ويطالب لبنانيون باستقالة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان والنواب، واعتبروا أن الجميع مسؤول عن تدمير العاصمة اللبنانية وتشريد مئات الآلاف.

وبدا لافتاً حجم الغضب الشعبي من الجهات الرسمية، حيث طرد الأهالي أكثر من شخصية رسمية حضرت لتفقد الأضرار في المنطقة المجاورة للانفجار.