أخبار عربية – بيروت
لا يكاد يمر يوم إلا وتعيش فيه إحسان فايد من جديد أحداث اليوم الذي قتل فيه زوجها عام 2005 في تفجير أودى بحياة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، انتظاراً للقصاص الذي قد لا يتحقق أبداً.
وتأمل إحسان، التي كانت ابنتاها في السابعة والرابعة من العمر آنذاك، أن يظهر الحكم الذي تصدره يوم الجمعة القادم محكمة أسستها الأمم المتحدة، الحقيقة على الأقل بعد مرور 15 عاماً في التفجير، الذي قلب حياتها والوضع في البلاد رأساً على عقب.
“حق الذين رحلوا”
وقالت إحسان، التي فقدت زوجها، طلال ناصر، رئيس فريق الأمن الخاص بالحريري لوكالة “رويترز”: “ما في شي حيرجعلنا الناس اللي نحن خسرناها.. بس في شي بيرجعلك حقك من جوا، حق الناس اللي ماتت”.
وكانت المحكمة المنعقدة في هولندا، قد وجهت اتهاماتها لأربعة متهمين على صلة بجماعة “حزب الله” الموالية لإيران، في التفجير الهائل الذي سقط فيه أيضاً 21 قتيلاً بخلاف الحريري.
ويُحاكم الأربعة غيابياً، وقتل أبرزهم مصطفى بدر الدين في انفجار غامض قرب مطار دمشق الدولي في مايو 2016.
وقالت إحسان إنها تتمنى أن ترى كل من له صلة بالتفجير “يتعذب.. أكيد بتمنى شوفوا عم يتعذب، شوفوا عم يتعذب كل حياته قدامي.. ما يموت، بس شوفوا عم يتعذب”.
وأضافت أنه رغم مرور السنوات فثمة ما يذكرها كل يوم بما حدث.
من جانبه، رفض “حزب الله” المحكمة مراراً ووصفها بإن لها دوافع سياسية.
“حكم يطفئ النار في القلوب”
وفقدت كليمنس طراف شقيقها زياد في التفجير وكان من حراس الحريري وعمره 32 سنة عندما انفجرت شاحنة ملغومة محملة بما يصل إلى 3 آلاف كيلوغرام من المواد شديدة الانفجار بالقرب من فندق سان جورج في 14 فبراير 2005.
وقالت كليمنس إن من ارتكبوا هذا العمل إرهابيون “وشو ما كان يمكن الحكم، أكيد ما بيبردلك قلبك. بس بالقليلة بتعرفي الحقيقة إنو مين وليش وشو كان ذنبن وليه ليعملوا فيهن هيك. يعني قدي الحقد الكبير اللي بقلبن، يعني حقدن يمكن بحجم المتفجرة اللي حطوها”.
وأضافت بصوت مختنق والدموع في عينيها وهي تقف على قبر شقيقها: “ما ممكن نسامح. لأن أمي خسرت ابن. وولاده خسروا بي (أب) وأنا وأخواتي خسرنا جناح”.
وجاء في قائمة الاتهام أنه تم الربط بين المتهمين والهجوم إلى حد كبير بأدلة ظرفية تم الحصول عليها من سجلات الهواتف. ويقول “حزب الله” إن المحكمة المنعقدة في لاهاي أداة في يد الولايات المتحدة وإسرائيل وإن الاتهامات ملفقة.
وقالت سناء الشيخ التي أصيبت بجرح في الرأس عندما هز الانفجار البنك الذي تعمل فيه: “أهم شي يبينولن Proof (دليل) حقيقي، يعطوهن proof حقيقي للعالم، حتى يصدقوا 100% أو يصير أي شك وياخدوها منحى تاني، إنو سياسية، لا مش سياسية”.
الخوف يلاحق ليليان
أما زميلتها ليليان خلوف التي أصيبت في البنك أيضاً إنها لا تزال ترتجف في كل مرة تسمع فيها صوت سيارة الإسعاف.
وقالت عن الحكم المرتقب: “بترتاحي، بتعرفي مين عمل فيكي هيك. وإذا أخذ جزاته بترتاحي أكتر”.
وقد قال رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، نجل المقتول رفيق الحريري، إنه ينشد العدل لا الثأر، وإنه لا يريد زعزعة استقرار لبنان الذي يواجه الآن أزمة مالية طاحنة.
وكان اغتيال الحريري في 2005 قد زج بلبنان في سلسلة من الأزمات السياسية وأعمال القتل والتفجيرات، دفعت البلاد إلى شفا حرب أهلية أخرى، في وقت كانت تعمل فيه على إعادة البناء بعد صراع أهلي استمر15 عاماً وانتهى في 1990.
وتقول إحسان، التي وجدت نفسها تضع ما اشترته من زهور لزوجها في عيد الحب على نعشه في ذلك اليوم، إنه رغم أن الحكم الذي سيصدر الجمعة ليس كافياً فسيحقق قدراً من العدالة.