أخبار عربية – بيروت
عاش سكان بيروت، ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، أجواء من العتمة التامة، حيث غرقت العاصمة اللبنانية في الظلام بشكل كامل بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
وغرقت بيروت في الظلمة منذ أكثر من 24 ساعة، لأول مرة منذ سنوات، بعد تعطل معمل الزهراني الذي يغطي العاصمة كما أوضح وزير الطاقة ريمون غجر، الذي قال إن زيادة الانقطاع في التيار الكهربائي منذ مساء الاثنين “ناتج عن عطل تقني كبير وإصلاحه يحتاج لوقت”، دون أن يحدد تاريخ الانتهاء من الإصلاح.
وقطع عدد من الشبان طرقات عديدة في العاصمة ليلاً، احتجاجاً على الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.
“نقص في المعلومات حول مسيرة الإصلاحات”
وكان رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب قد هاجم، في وقت سابق الثلاثاء، زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى بلاده، معتبراً إنها “لم تحمل معها أي جديد”.
وقال دياب، في كلمته خلال اجتماع المجلس الأعلى للدفاع اللبناني في قصر الرئاسة ببعبدا، إن الوزير الفرنسي “لديه نقص في المعلومات لناحية مسيرة الإصلاحات الحكومية في لبنان”، بحسب تعبيره.
وأضاف أن وزير الخارجية الفرنسي اشترط تحقيق إصلاحات لتقديم مساعدات إلى لبنان، من خلال المرور عبر صندوق النقد الدولي، “ما يؤكد أن القرار الدولي حتى الآن هو عدم مساعدة لبنان”.
وشدد دياب على “أهمية توحيد الموقف اللبناني بالمفاوضات مع صندوق النقد، والانتقال بسرعة إلى المرحلة الثانية للمفاوضات، والعمل على وقف حالات الابتزاز التي يتعرض لها لبنان”.
“أين الأمن؟!”
وأشعل دياب عاصفة من الانتقادات والتعليقات الساخرة بعد تغريدة نشرها أمس الثلاثاء عبر حسابه على “تويتر”، قبل أن يعود ويحذفها بعد ساعات قليلة.
فخلال الساعات الماضية تتالت التعليقات على “شكوى” رئيس الحكومة من غياب الأجهزة الأمنية والقضاء، وعدم فرضهم لهيبة الدولة.
ونبه دياب إلى أن لبنان يواجه تحديات استثنائية، مضيفاً: “هناك تفلت للسلاح واعتداء على مراكز الأمن وكأن الأمور ليست تحت السيطرة”.
وتساءل رئيس الحكومة اللبنانية: “أين الأجهزة الأمنية؟ أين القضاء؟ ما دورهم في فرض هيبة الدولة؟ كيف يمكننا فرض الأمن بمنطقة ولا نستطيع فرضه بمنطقة ثانية؟ ما يجري ليس بحاجة لتوافق سياسي، هو بحاجة لقرار أمني جدي وحازم”.
وسخر العديد من اللبنانيين على مواقع التواصل من تغريدة رئيس حكومتهم الذي يشكو فيها عمل مؤسسات الدولة، التي يفترض أن يكون هو نفسه مع فريقه مسؤولاً عن عملها.
وخرج اللبانيون إلى الشوارع في أكتوبر الماضي بعدما طفح الكيل نتيجة أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ نهاية الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990، وأدت الاحتجاجات إلى إسقاط حكومة سعد الحريري.
وبعد عدة أشهر، تولى دياب رئاسة الحكومة، لكن لا يبدو أن الأمور تحسنت، لا بل إنها ساءت أكثر حسبما يقول الواقع.
وتسببت الأزمة طويلة المدى في فقدان الليرة اللبنانية 80 بالمئة من قيمتها، مما أدى إلى زيادة التضخم والفقر، فيما حُرم أصحاب الودائع إلى حد بعيد من القدرة على السحب من حساباتهم الدولارية.
وبلغ عدد العاطلين في العمل داخل لبنان نحو نصف مليون شخص، فيما بلغت نسبة الذين بلا عمل بين الخريجين إلى 37 بالمئة، طبقاً لأرقام المديرية العامة للإحصاء المركزي في لبنان.