أخبار عربية – بيروت
أكد رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب، السبت، أنه لن يستقيل “لأنني إذا استقلت لن يكون سهلاً إيجاد بديل وستصرف (الحكومة) الأعمال لمدة أشهر”.
ولفت دياب، بعد لقائه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في الديمان، إلى أن موضوع الحياد سياسي بإمتياز ويحتاج إلى وضوح من أجل معرفة أبعاده كما إلى حوار من قبل الأفرقاء السياسيين، مشيراً إلى أن الحديث عن “حكومة حزب الله” أصبح “أسطوانة مكسورة”.
وأضاف: “هناك موجة قوية من الداخل والخارج تضر بلبنان وليس بالحكومة أو في سبيل إسقاطها”، داعياً إلى محاسبة الحكومة على عملها “فليست هي من أوصل البلد إلى ما نحن عليه بل الحكومات المتعاقبة ونحن نعمل على تنظيف الركام”، وفق قوله.
وإذ أكد ان التفاوض مع صندوق النقد الدولي إيجابي، قال دياب: “بدأنا نتنفس كحكومة اعتباراً من الأول من مايو إذ قبل ذلك كانت هناك كورونا والخطة الإصلاحية وقرار عدم دفع سندات اليوروبوندز، وقد طبقنا الكثير من الإصلاحات التي قد لا يعرفها الجمهور وهذا تقصير منا”.
وخرج اللبانيون إلى الشوارع في أكتوبر الماضي بعدما طفح الكيل نتيجة أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ نهاية الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990، وأدت الاحتجاجات إلى إسقاط حكومة سعد الحريري.
وبعد عدة أشهر، تولى دياب رئاسة الحكومة، لكن لا يبدو أن الأمور تحسنت، لا بل إنها ساءت أكثر حسبما يقول الواقع.
وتسببت الأزمة طويلة المدى في فقدان الليرة اللبنانية 80 بالمئة من قيمتها، مما أدى إلى زيادة التضخم والفقر، فيما حُرم أصحاب الودائع إلى حد بعيد من القدرة على السحب من حساباتهم الدولارية.
وبلغ عدد العاطلين في العمل داخل لبنان نحو نصف مليون شخص، فيما بلغت نسبة الذين بلا عمل بين الخريجين إلى 37 بالمئة، طبقاً لأرقام المديرية العامة للإحصاء المركزي في لبنان.
“لبنان دولة فاشلة”
وقال وزير الاقتصاد اللبناني راؤول نعمة في مقابلة مع “سكاي نيوز” إن “الانتكاسة الاقتصادية التي تعرض لها لبنان جعلته دولة فاشلة”.
وأضاف نعمة أن لبنان يعيش في خضم أزمة غير منظورة من جانب العالم، لكن أكد أنه “سيتم في نهاية المطاف الاتفاق على خطة إنقاذ مع صندوق النقد الدولي”.
وتابع قائلاً: “هناك ضوء في نهاية النفق. واثق 100 بالمئة من أنه سيتم الاتفاق قريباً على خطة إنقاذ دولية لمساعدة لبنان”.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان من الإنصاف وصف لبنان بأنها دولة فاشلة ، قال: “بالطبع إنها كذلك، فالأزمة الاقتصادية أدت إلى انهيار الأشياء الأساسية”.
وقال الوزير اللبناني: “الحكومة تفعل في رأيي كل ما هو مطلوب للخروج من هذه الأزمة “، مضيفاً: “نحن ندفع ثمن الإدارة السيئة للاقتصاد والجانب المالي من اختلالات الموازنة وميزان المدفوعات لمدة 30 عاماً. الكثير من الناس الذين كانوا ميسوري الحال باتوا الآن على حافة الفقر”.
وتعليقاً على أزمة الكهرباء، قال نعمة إنها “مشكلة في الإمداد وليست مشكلة تمويل”، واصفاً الأمر بـ”الفظيع” ومتحدثاً عن سلسلة الإمدادات التي تعرضت إلى الانهيار.