أخبار عربية – إسطنبول
أعلن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، فصل أكثر من 20 ألفاً بينهم 1243 ضابطاً في الجيش بتهمة تأييد فتح الله غولن، في تطور يكشف عن حالة الارتباك والقلق في أنقرة بسبب حركة الجيش عام 2016.
وفي التفاصيل، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن أنقرة “طهرت” حتى الآن من صفوف الجيش 20 ألفاً و77 “إرهابياً”، بينهم 1243 ضابطاً، في إطار مكافحة حركة غولن.
وأضاف: “لن نسمح لأي خائن بارتداء البزة العسكرية المجيدة لجيش بلادنا”، وذلك بمناسبة ذكرى المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليو من العام 2016.
وفي ليلة صيفية بشهر يوليو 2016، تواترت الأنباء عن محاولة للإطاحة بحكم “الإخوان المسلمين”، ليخرج خلالها الرئيس رجب طيب أردوغان عبر تطبيق “فيس تايم”، داعياً أنصاره للخروج لحماية نظامه.
وانتهى الأمر بعد ساعات، ليخرج أردوغان مجدداً محتفلاً بانتصاره تارة، وشعبيته الزائفة تارة أخرى، ويطلق على إثر ذلك حملات شعواء لاعتقال كافة صنوف المعارضة، بذريعة “الانقلاب”، لتشمل موظفي الحكومة والسياسيين، بينما كان النصيب الأكبر من حملة القمع للمؤسسة العسكرية، والتي أصابت النظام الحاكم في أنقرة بحالة من الهلع، على خلفية دورها التاريخي، الذي تقوم به منذ ثورة مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، والتي ترجع إلى عام 1923، والذي يقوم في الأساس على حماية الهوية العلمانية لبلاد الأناضول.
ويرى محللون أن المحاولة المزعومة لم تكن أكثر من “مسرحية”، وهو الأمر الذى فسرته إجراءات النظام، والذي سعى إلى تصفية المؤسسات الحكومية من أي صوت معارض، حيث أحال آلاف الموظفين، بل وقيادات الجيش، للتقاعد، بحيث يدور الجميع في فلك جماعة “الإخوان المسلمين”.
وأكد الصحافي أحمد دونميز، الذي يعيش في السويد، أنه حصل على وثيقة تضمنت تفاصيل الأحداث التي شهدتها تركيا في تلك الليلة، ولكنها صدرت قبل بدء الأحداث بحوالي 4 ساعات كاملة، في انعكاس صريح للعبة التي أدارها أردوغان ورجاله، والتي حملت في طياتها العديد من الأبعاد التي مازالت تتكشف حتى الآن رغم مرور السنوات.