أخبار عربية – الفاتيكان
ضم البابا فرنسيس، الأحد، صوته لمنتقدي قرار تركيا تحويل كاتدرائية آيا صوفيا السابقة في إسطنبول إلى مسجد، معرباً عن “حزنه الشديد” لذلك.
وتوالت الانتقادات من واشنطن إلى باريس مروراً باليونسكو وروسيا واليونان، للقرار الذي أعلنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة.
وقال البابا خلال صلاة التبشير: “أفكاري تتجه إلى إسطنبول، أفكر بآيا صوفيا. إنني حزين جداً”، وذلك أثناء خروجه عن النص المعد مسبقاً.
ويمثل تصريح البابا أول تعليق من الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية على القرار التركي. وكانت صحيفة الفاتيكان “لوسرفاتوري رومانو” نقلت بشكل إخباري الأحداث، موردة أبرز ردود الفعل الدولية من دون تعليق، لكنها شددت على الانتقادات في مقال بعنوان “كنيسة آيا صوفيا من متحف إلى مسجد”.
وآيا صوفيا تحفة معمارية شيدها البيزنطيون في القرن السادس وكانوا يتوجون أباطرتهم فيها. وهي مدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، وتعد واحدة من أهم الوجهات السياحية في إسطنبول. واستقبلت 3,8 ملايين زائر عام 2019.
وبعد سيطرة العثمانيين على القسطنطينية في 1453 وتغييرهم اسم العاصمة السابقة للامبراطورية البيزنطية إلى إسطنبول، حولوا الكاتدرائية مسجداً في العام نفسه.
وبقيت كذلك حتى العام 1935 حين أصبحت متحفاً بقرار من رئيس الجمهورية التركية الفتية مصطفى كمال أتاتورك وذلك بهدف “إهدائها إلى الإنسانية”.
ووافق مجلس الدولة التركي، يوم الجمعة، على طلبات قدمتها منظمات عدة بإبطال قرار حكومي يعود للعام 1934 ينص على جعل الموقع متحفاً.
وبعد صدور القرار، أعلن أردوغان أن الكاتدرائية البيزنطية السابقة في القسطنطينية ستفتح أمام المسلمين للصلاة فيها في 24 يوليو.
ورفض أردوغان، السبت، الإدانات الدولية لقراره، معتبراً أن ذلك من “حقوق بلاده السيادية”.
تحفة هندسية
ودانت مديرة اليونيسكو، أودري أزولاي، القرار “المتخذ بدون حوار مسبق والمتعلق بتحفة هندسية ودلالة فريدة على التقاء أوروبا وآسيا على مر القرون”.
ودانت الحكومة اليونانية “بأشد العبارات” القرار التركي ووصفته وزيرة الثقافة لينا مندوني بأنه “استفزاز للعالم المتحضر”.
وقال رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، إن القرار “لن يؤثر على العلاقات بين اليونان وتركيا فحسب، بل أيضاً على علاقات تركيا بكل من الاتحاد الأوروبي واليونيسكو والمجتمع الدولي بأسره”.
والشهر الماضي، حذر بطريرك القسطنطينية برثلماوس من أن تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد قد “يدفع بملايين المسيحيين في العالم إلى معاداة الإسلام”.
وأضاف المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، فلاديمير ليغويدا: “نلاحظ أن قلق ملايين المسيحيين لم يلق آذاناً صاغية”.
وحذر رأس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل، الاثنين، من “أي محاولة لإذلال أو إهانة التراث الروحي العريق لكنيسة القسطنطينية” التي تعتبر روسيا أنها وريثتها الرئيسية إلى جانب اليونان.
وكان الكرملين أشار إلى أن لآيا صوفيا “قيمة مقدسة” للشعب الروسي، لكنه اعتبر أن مسألة تحويلها إلى مسجد “شأن داخلي تركي”.
وأعربت واشنطن عن “خيبة أملها”، ودانت باريس قرار تركيا، في وقت أعلن المجلس العالمي للكنائس الذي يمثل 350 كنيسة مسيحية أنه بعث برسالة لأردوغان السبت يعبر فيها عن “الحزن والاستياء” إزاء قراره تحويل آيا صوفيا مسجداً.
لكن كل هذه الانتقادات لم تغير موقف أردوغان.
وقال أردوغان خلال حفل افتراضي: “الذين لا يحركون ساكناً في بلدانهم حيال معاداة الإسلام (…) ينتقدون رغبة تركيا في استخدام حقوقها السيادية”.
وأضاف: “اتخذنا هذا القرار ليس استناداً إلى ما سيقوله الآخرون بل في ضوء حقوقنا كما فعلنا في سوريا وليبيا وأي بلد آخر”، بحسب تعبيره.