مع انتشار صور “البرادات الفارغة”.. عون يحذر من الطائفية في لبنان

أخبار عربية – بيروت

حذر الرئيس اللبناني ميشال عون، الخميس، من فتنة طائفية في بلاده تستغل غضب الناس من تردي الأوضاع الاقتصادية، فيما قال رئيس الوزراء حسان دياب إن مايهم اللبنانيين الآن هو تأمين المتطلبات الحياتية التي عصفت بها الأزمة الأخيرة.

وجاءت تصريحات عون ودياب في افتتاح جلسة ما يعرف بـ”اللقاء الوطني” الذي ينظم في قصر بعبدا الرئاسي قرب بيروت، ويشارك فيه زعماء الأحزاب، في ظل مقاطعة عدد منهم، مثل رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية.

وسيكرس اللقاء لمناقشة الأوضاع السياسية والأمنية بعد أحداث عنف وقعت مؤخراً، وهددت السلم الأهلي.

وشهد لبنان احتجاجات خلال الأسابيع الأخيرة بسبب الانهيار الاقتصادي والمالي، تحولت بعضها إلى أعمال عنف لا سيما في بيروت وطرابلس.

وفقدت الليرة حوالي 75 بالمئة من قيمتها منذ أكتوبر عندما انزلق لبنان إلى أزمة أدت إلى فقدان الوظائف وارتفاع الأسعار، مع فرض قيود على رؤوس الأموال، مما جعل من الصعب على اللبنانيين الحصول على مدخراتهم من العملات الصعبة.

ونشر عدد من المواطنين على شبكات التواصل الاجتماعي صوراً لبرادات فارغة، كانت وكالة “فرانس برس” أوردتها ضمن تحقيق مطول عن الوضع المعيشي في لبنان.

فمع الانهيار الاقتصادي المتسارع الذي أدى إلى تدهور غير مسبوق في قيمة العملة المحلية، وجدت شرائح واسعة من اللبنانيين قدرتها الشرائية تتآكل بسرعة، ما جعل كثيرين عاجزين حتى عن ملء براداتهم بالخضار والألبان واللحوم.

وقال عون إن اللقاء “يحمل عنواناً واحداً هو حماية الاستقرار والسلم الأهلي خصوصاً في ظل التطورات الأخيرة”.

ووجه الرئيس اللبناني حديثه إلى مقاطعي اللقاء، قائلاً: “كنت آمل أن يضم جميع الأطراف والقوى السياسية لأن السلم الأهلي خط أحمر والمفترض أن تلتقي جميع الإرادات لتحصينه، فهو مسؤولية الجميع لا فرد واحد مهما علت مسؤولياته ولا حزب واحد ولا طرف واحد”.

وتابع: “ما جرى في الشارع في الأسابيع الأخيرة، لا سيما في طرابلس وبيروت وعين الرمانة، يجب أن يكون إنذاراً لنا جميعاً لتحسس الأخطار الأمنية التي قرعت أبواب الفتنة من باب المطالب الاجتماعية”.

وزاد عون: “بدا جلياً أن هناك من يستغل غضب الناس ومطالبهم المشروعة من أجل توليد العنف والفوضى، لتحقيق أجندات خارجية مشبوهة بالتقاطع مع مكاسب سياسية لأطراف في الداخل”.

وقال: “لقد لامسنا أجواء الحرب الأهلية بشكل مقلق، وأطلقت بشكل مشبوه تحركات مشبعة بالنعرات الطائفية والمذهبية وتجييش العواطف، وإبراز العنف والتعدي على الأملاك العامة”.

“ليس لكلامنا أي قيمة”

من جانبه، أقر رئيس الحكومة حسان دياب بأن لبنان ليس بخير، وتحدث عن أن “علاج المسألة مسؤولية وطنية، ليس فقط مسؤولية حكومة جاءت على أنقاض الأزمة”.

وتابع قائلاً: “ليس لدينا ترف الوقت للمزايدات وتصفية الحسابات وتحقيق المكاسب السياسية. لن يبقى شيء في البلد للتنافس عليه إذا استمر هذا الشقاق والقطيعة والمعارك المجانية”.

وقال دياب: “أقر وأعترف: ليس لكلامنا أي قيمة إذا لم نترجمه إلى أفعال تخفف عن اللبنانيين أعباء وأثقال يومياتهم”.

وأكد أن “اللبنانيين لا يتوقعون من هذا اللقاء نتائج مثمرة، فربما سيكون هذا اللقاء كسابقاته، وبعده سيكون كما قبله، وربما أسوأ”.

وأضاف: “لا يهتم اللبنانيون اليوم سوى بأمر واحد: كم بلغ سعر الدولار؟ أليست هذه هي الحقيقة؟ يريد اللبنانيون حمايتهم من الغلاء الفاحش وتأمين الكهرباء وحفظ الأمان والاستقرار”.

وقال إن مواطنيه يريدون من مصرف لبنان أن يضبط سعر صرف الدولار أمام الليرة اللبنانية، وحفظ قيمة رواتبهم ومدخراتهم من التآكل.

وتجمع عدد من المحتجين على طريق القصر الجمهوري في بعبدا، تزامناً مع انعقاد “الحوار الوطني” الذي دعا إليه الرئيس ميشال عون.