أخبار عربية – بيروت
عقد رئيس لجنة الاقتصاد والتخطيط والرئيس التنفيذي لشركة “فونيكس”، النائب اللبناني نعمة افرام، بمشاركة وزير الصناعة عماد حب الله ووزير الصحة حمد حسن، الأربعاء، مؤتمراً صحفياً للإعلان الرسمي عن الانتهاء بنجاح من فترة التجارب على جهاز التنفس الاصطناعي من إنتاج شركة “فونيكس” اللبنانية من مجموعة “إندفكو” الصناعية، وبداية العمل لنيله شهادات مطابقة للمواصفات الأوروبية والدولية.
وشهدت قاعة نادي الصحافة التي استضافت المؤتمر، حشداً من الرسميين اللبنانيين والديبلوماسيين الأجانب، فحضر إلى جانب وزيري الصناعة والصحة العامة سفيرا ألمانيا وسويسرا ورؤساء بعثات ومسؤولون ديبلوماسيون ورؤساء الجامعات الأميركية والروح القدس – الكسليك والقديس يوسف والأميركية – اللبنانية واللويزة شخصياً أو عبر ممثلين عنهم.
كما شارك رؤساء نقابات الأطباء والممرضات والممرضين والصيادلة وجمعية الصناعيين اللبنانيين شخصياً أو عبر ممثلين عنهم، ومدراء عامون ومستشارون وأطباء لا سيما منهم من أشرف على التجارب، ومعنيون ساهموا في تأمين المواد الأولية للإنتاج، وأسرة شركة “فونيكس” وحشد صحافي، ليشهدوا على المبادرات الصناعية اللبنانية الخلاقة في حمل مسؤوليتها الاجتماعية في هذا الظرف العصيب وخصوصاً أمام جائحة كورونا.
وبعد الترحيب بالحضور، قال النائب افرام: “المشوار بدأ مع الذات بسؤال بسيط لكن صعب: هل نستطيع أم لا؟ وبمجرد الإجابة بدأ التغيير. قلنا لن نستسلم ولن نموت قبل أوان الموت. نعم نحن قادرون. وها نحن هنا وأمامكم لنقول لشعبنا نعم نحن نستطيع. نحن آمنا بالقدرة على تغيير قدرنا، أخذنا القرار وتحدينا، واليوم أصبح لنا جهاز تنفس اصطناعي، جاهز للاستعمال وصنع بكل فخر في لبنان”.
أضاف: “شكري وفخري أوجهه إلى فريق العمل في شركة فونيكس، وإلى الجامعات والمستشفيات التي تعاملنا معها، إلى الأطباء والاختصاصيين والتقنيين، وإلى وزارتي الصحة والصناعة، وإلى الجانب الألماني الذي أعطى الأولوية للبنان رغم الضغوط التي كان يواجهها بسبب جائحة الفيروس”.
وختم افرام قائلاً: “بفرح كبير أعلن عن دخول لبنان الصناعة الطبية من خلال (فونيكس مديكال)، والجهاز الذي تشاهدونه ليس الوحيد في هذه الصناعة، وهو ليس لمعالجة المصابين بكورونا فقط، بل لكافة الحالات الطبية المتطلبة أو الصعبة ولغرف العناية الفائقة، وهو من المستويات الأعلى في العالم”.
بعدها، شرح المهندس فادي الشيتي من شركة “فونيكس” لعمل الجهاز وتقنياته ومواصفاته وخدماته المتعددة.
من جهته، قال وزير الصحة اللبناني حمد حسن: “واضح أن الأيام الصعبة التي نمر بها في الوطن امتحنت الإنسان اللبناني، وأظهرت أنه موجود ليتحدى وليبادر ويخوض التجارب بمسؤولية وجدية من أجل صحة المواطن. أهنئ النائب افرام وشركة فونيكس على هذا الجهد الجبار الذي يقدم نفساً وقت الاختناق ليحمي الإنسان اللبناني، في زمن يعاني العالم من نقص فيه”.
وأضاف: “أنوه بالمناسبة بتطوع الشباب اللبناني وبمبادرات أكثر من صرح أكاديمي جامعي لتقديم صناعات تخدم المصاب بكورونا وغيره. لكننا اليوم أمام خاتمة سعيدة. ولا أخفي عليكم أننا قد طلبنا واشترينا أجهزة تنفس اصطناعي من الخارج ولم تصلنا حتى الآن. نحن بفضلكم يا فريق عمل فونيكس في أمان”.
وأوضح حسن استرتيجية وزارة الصحة إزاء الجائحة التي ارتكزت على ثلاث مسلمات، هي: استباق الصيف وانتظار ظهور لقاح أو دواء لكورونا وتأمين أجهزة تنفس. و”بتعاون المجتمع والوزارات ذات الصلة والنظرة الثاقبة في دوائر وزارة الصحة استطعنا احتواء الفيروس، واليوم تتوج هذه الجهود بهذا الجهاز رغم كل التحديات”.
بدوره، قال وزير الصناعة عماد حب الله: “نعم نستطيع أن نغير والواقع تم تغييره. أهنئك سعادة النائب على الفكرة والرؤية والمتابعة والجرأة على خوض هذا المسار، وأهنئ فريق عملك في شركة فونيكس من مجموعة إندفكو ومبروك”.
وأضاف: “سروري كبير في وجودي إلى جانب أصحاب العلم والإبداع والإنجاز والاتقان. إنه نجاح من الفئة الصناعية المتطورة ونحن كلنا فخر. للأمانة أعلن إعجابي بمجموعة إندفكو الصناعية وهي دعاية مستحقة، وقد أبدعت وبمواصفات تنافسية عالمية عالية. ومن نداءات الشابات والشباب وإبداعاتهم استلهم اليوم للقطاع الصناعي القدرة على النمو والازدهار”.
وختم: “الفخر للبنان وللفكر الصناعي. هذا هو لبنان الذي يواجه الصعوبات والتحديات ويدخل غمار الصناعة الطبية والاستشفائية. ونحن في وزارة الصناعة كنا قد أطلقنا النفير، وأسسنا في المركز الاستشاري العلمي مهام متابعة ومراقبة الجودة والمقاييس العلمية. لبنان يتحول إلى بلد إنتاجي بوتيرة متسارعة، وأنتم الركن الأساس لهذا الخيار”.
يذكر أن لشركة “فينيكس” جهوزية تامة لإنتاج عشرة أجهزة في اليوم الواحد، في حين أن حاجة السوق المحلي هي لحوالي 120 جهاز تنفسي. والجهاز الذي تم إطلاقه اليوم سيعود إلى مستشفى سيدة لبنان في جونية، كما سيتم تخصيص جهاز آخر لمستشفى الجامعة الأميركية، إضافة إلى وضع أربعين جهازاً لصالح التصدير إلى الخارج وتحديداً إلى الدول العربية والولايات المتحدة الأميركية.
وكان سبق لشركات مجموعة “إندفكو” في لبنان وكل في إطارها، أن عملت ضمن إطار مواجهة فيروس كورونا على تصنيع محلي لألبسة خاصة وقائية وكمامات ومعقمات ومطهرات فائقة النوعية والفعالية، وبأسعار تنافسية.