أخبار عربية – بيروت
اعتبر رئيس “التيار الوطني الحر” في لبنان، جبران باسيل، أن بلاده تشهد محاولة لإسقاط الحكومة الحالية في سياق مؤامرة اقتصادية يتعرض لها لبنان، مشيراً إلى أن المعركة الحالية وجودية لأنها تتعلق بمصير الدولة.
وقال باسيل، وهو صهر الرئيس اللبناني ميشال عون، إن المنظومة السياسية والمالية المتحكمة في لبنان منذ تسعينيات القرن الماضي، تتصدى لمحاولات التغيير والإصلاح التي يضطلع بها عون والحكومة القائمة برئاسة حسان دياب، وقررت أن تتلاعب بسعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي.
يذكر أن “التيار الوطني الحر” الذي يترأسه باسيل، دخل إلى نظام الحكم في لبنان منذ العام 2005 بالشراكة مع الأحزاب والتيارات الأخرى ضمن ما يسمى “قوى 14 و8 آذار”.
وأكد باسيل، في كلمة تلفزيونية السبت، أن “التيار الوطني الحر” ليس مستعداً لسحب الثقة من الحكومة الحالية، طالما أنها تقوم بالإنجاز وفي ظل عدم توافر البديل، منعاً لوضع لبنان في حالة من الفراغ والمجهول، داعياً إلى تأمين الاستقرار الأمني من خلال التعامل الحاسم مع كل من يحاول تخريب السلم الأهلي وإحداث فتنة داخلية، سواء بين الطائفتين السنية والشيعية، أو بين المسيحيين والمسلمين.
واعتبر باسيل أن تياره يتعرض “لحملة اغتيال سياسي ومعنوي”، وأن التيار “لم يتسن له تحقيق خطط إصلاح الكهرباء والنفط والغاز وغيرها، في ظل العرقلة المتعمدة من قبل فرقاء سياسيين آخرين يعتبرون أن إنجاز أي مشروع من قبل الآخرين هو خسارة سياسية لهم”، على حد تعبيره.
وحذر من مغبة عدم اللجوء إلى صندوق النقد الدولي من أجل حصول لبنان على مساعدات مالية بذريعة أن شروطه قاسية، مشيراً إلى أن رفض اللجوء إلى خيار الصندوق، يعني خسارة لبنان مرجعية تلزمه إبرام الإصلاحات والإسراع بها، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى خسارة أي إمكانية تمويل من الدول الغربية وجلب استثمارات ومشاريع كالكهرباء والبنى التحتية وأي امكانية لاستنهاض القطاع المصرفي والاقتصاد.
وأضاف: “سيترتب على خيار عدم اللجوء إلى صندوق النقد الدولي وتنفيذ الإصلاحات، أننا سنذهب في الأرجح إلى تدهور كبير في سعر الصرف وانهيار الليرة اللبنانية وتضخم سريع بالأسعار ومن ثم طباعة المزيد من العملة الوطنية بكميات كبيرة وبالتالي انهيار متسارع لليرة وتضخم إضافي وصولاً إلى النموذج الفنزويلي”.
ورد باسيل بشكل غير مباشر على دعوة حليفه، الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، التي أطلقها مؤخراً بالتوجه شرقاً نحو دول مثل إيران والصين للحصول على مساعدات ودعم للبنان بدلاً من الولايات المتحدة ودول الغرب، مؤكداً أن لبنان يقوم على الانفتاح والتوازن منذ تأسيسه، وأنه يجب أن يتعامل مع دول الشرق والغرب، وألا يدير ظهره للغرب، متهماً في نفس الوقت بعض الدول الغربية وحلفائها بإجبار لبنان على التوجه حصراً باتجاه الشرق.
وقال: “نحن لا نريد أبداً المواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية، لا بل نريد أن نحافظ على الصداقة معها، غير أن قانون قيصر الذي دخل حيز التنفيذ مؤخراً في شأن سوريا، سيزيد من الأعباء والضغوط الاقتصادية على لبنان بما لديه من حدود مشتركة ومصالح مشتركة مع سوريا والتي تمثل رئتنا مع العالم العربي”.