أخبار عربية – بيروت
أفاد تقرير جديد لموقع “إن بي آر” أن الخبراء قد فشلوا في تقدير مستوى خطورة تهديد عالمي يؤرق البشرية، بالنسبة لوباء “كوفيد-19″، والمبالغة في ردود الفعل العالمية عليه، لتتم مقارنته بالخطأ الفادح الذي ارتكبه المشرعون والبيروقراطيون وحتى وسائل الإعلام في حرب العراق عبر استجابة وصمت عالمي بني على أدلة غير حقيقية لوكالات الاستخبارات التي أشارت حينها لسيناريو وجود “أسلحة دمار شامل” أشعل حرب العراق، وكلاهما كما أفاد الخبراء من أكبر “الأخطاء الفاشلة” للخبراء منذ أجيال.
وأشار التقرير الجديد لـ”NPR”، نقلاً عن موقع “في.أورغ”، إلى أن الاستجابة العالمية لكورونا ربما تم التوصل إليها على أساس معيب، إذ تؤكد الدلائل المتزايدة على أن الفيروس التاجي أصبح أكثر شيوعاً ولكن أقل فتكاً مقارنة بظهوره لأول مرة.
تأتي الأدلة الأخيرة بعد الاختبارات التي تكشف عن إصابة عدد كبير من الأشخاص في الولايات المتحدة بالعدوى ولكنهم بوضع غير خطير.
وتقول كايتلين ريفرز، عالمة الأوبئة في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي: “إن أفضل التقديرات الحالية لمخاطر الوفاة بالفيروس تتراوح بين 0.5% و 1%”، في نسبة تناقض معدلات الوفيات التي تبلغ 5% أو أكثر، وهي أرقام وحسابات مرتبطة بأشخاص تردى وضعهم بشكل شديد بحيث تم تشخيصهم عبر اختبارات تكشف عن وجود الفيروس في أجسامهم.
وكان هناك الكثير من النقاش حول مدى خطورة الفيروس وما يجب أن تكون عليه الاستجابة الجماعية للفيروس. يتصرف الجمهور كما لو كان هذا الوباء هو الإنفلونزا الإسبانية التالية، وهو أمر مفهوم بصراحة بالنظر إلى أن التقارير الأولية قد راكمت معدل وفيات “كوفيد-19” عند حوالي 2-3 في المائة، وهو ما يشبه إلى حد كبير وباء عام 1918 الذي قتل عشرات الملايين من الناس، وفقاً لجيريمي صموئيل فاوست، طبيب طب الطوارئ ومدرب في كلية الطب بجامعة هارفارد. وأضاف: “اسمحوا لي أن أحمل لكم أخباراً جيدة. هذه الأرقام المخيفة من غير المرجح أن تصمد”.
وبالمثل، وبالتحديد في تاريخ 5 مارس الماضي، أفصح خبير اللقاحات بجامعة بنسلفانيا، بول أ. أوفيت، عن اعتقاده بأن معدل الوفيات في منظمة الصحة العالمية، والذي قدر بنحو 3.4%، رقم مرتفع للغاية، مما يشير إلى أنه كان أقل بكثير من 1%. موضحاً أوفيت بأننا “ضحايا أكبر للخوف من الفيروس”.
وأضاف أن العالم يشهد “رد فعل مبالغ فيه” للمرض.
ولكن سرعان ما تم إغراق أصوات مثل أصوات فاوست وأوفيت. أثارت دورة الأخبار على مدار 24 ساعة الخوف والغضب الجماعي من أنه لم يتم عمل المزيد.
وسرعان ما أصبحت التكاليف الاجتماعية والاقتصادية لعمليات الإغلاق واضحة. وشهدت الولايات المتحدة وحدها فقدان 40 مليون وظيفة، كما أن الركود يلوح في الأفق، فقد تم بالفعل محو مئات الآلاف من الشركات. وارتفع الدين الفيدرالي إلى 26 تريليون دولار.
لسوء الحظ، فإن كارثة “كوفيد-19” وحرب العراق المذكورة أعلاه تأخذان نمطاً مألوفاً. فكما لاحظ المؤرخ بول جونسون، فإن معظم أسوأ أحداث القرن العشرين ارتكبها خبراء استخدموا القوة الجماعية لتشكيل الأحداث العالمية في اتجاه يعتقدون أنه مفيد.
وكتب جونسون في كتاب “المثقفون”: “إن أحد الدروس الرئيسية في قرننا المأساوي، الذي شهد التضحية بملايين الأرواح البريئة في مخططات لتحسين الكثير من الجوانب الإنسانية، يتمثل بأنه علينا الحذر من المثقفين (…) ليس فقط في حالة عدم ابتعادهم عن مقومات القوة، بل أنهم يجب أن يكونوا موضع شك خاص عندما يسعون لتقديم مشورة جماعية”.
من جهته، يشير تقرير صادر عن “جي بي مورغان” إلى أن عمليات الإغلاق لم يكن لها تأثير يذكر على انتشار الفيروس التاجي. وأشار ماركو كولانوفيتش، الفيزيائي والاستراتيجي في شركة “جي بي مورجان”، إلى أن غالبية الدول شهدت انخفاضًا في معدلات الإصابة بعد رفع عمليات الإغلاق.