أخبار عربية – القاهرة
قال مهندس في حقل الشرارة النفطي الليبي، الثلاثاء، إن الحقل العملاق أُغلق مرة أخرى بعد أيام من إعادة تشغيله بعد إغلاق طويل، وإن الجهود جارية لإعادة فتحه مجدداً.
وقالت مصادر إن قوات موالية للمشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، تقف وراء هذا الإغلاق الأحدث.
وكانت القوات أغلقت معظم حقول النفط الليبي في يناير الماضي.
تأتي هذه التطورات بعدما نقلت وكالة “رويترز” للأنباء عن مهندس في حقل الفيل النفطي في ليبيا، الأحد، قوله إن الحقل عاد للعمل بعد توقف بسبب الاضطرابات هناك.
ولم يرد بعد تأكيد من المؤسسة الوطنية الليبية للنفط بشأن إعادة فتح الحقل، الذي يقع في جنوب غرب البلاد، وبلغت طاقته الإنتاجية في السابق 70 ألف برميل يومياً، وهو مرتبط بحقل الشرارة الذي عاد للعمل.
وأكدت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط في بيان، الأحد، استئناف بعض الإنتاج في حقل الشرارة النفطي العملاق بجنوب البلاد.
وكان مهندسان في الحقل أبلغا “رويترز”، السبت، أن الإنتاج يعود تدريجياً عقب حصار أغلق الحقل البالغة طاقته 300 ألف برميل يومياً لأكثر من أربعة أشهر.
يأتي استئناف الإنتاج بالحقل بعد التغيرات العسكرية الأخيرة. وكانت قد أغلقت حقول نفط وموانئ منذ يناير، مما أوقف معظم إنتاج ليبيا وحجب إيرادات بمليارات الدولارات.
وقالت مؤسسة النفط إن الإنتاج عاد إلى حقل الشرارة “بعد مفاوضات طويلة قامت بها المؤسسة لفتح صمام الحمادة الذي تم إغلاقه بشكل غير قانوني في شهر يناير الماضي”.
عين أردوغان على النفط
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد صرح في مقابلة تلفزيونية، إن العمليات العسكرية في مدينة سرت الليبية مهمة وحساسة، بسبب وجود آبار النفط والغاز، وإن قوات بلاده تسعى للسيطرة على مدينتي سرت والجفرة الليبيتين.
وأضاف أردوغان أن ما أسماها “النجاحات” التي حققتها حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، جعلت روسيا تبدي انزعاجها.
وقال الرئيس التركي إنه بحث هاتفياً مع نظيره الأميركي دونالد ترمب التطورات الإقليمية، وعلى رأسها الأزمة الليبية.
وشدد على أن الولايات المتحدة تتابع الوضع في ليبيا عن كثب.
وقال إن مرحلة جديدة ستبدأ بالنسبة إلى تركيا بعد الاتصال مع ترمب، وإنه ستكون هناك خطوات أخرى مقبلة، مثل الاتصال مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفيما يتعلق بشرق المتوسط، قال أردوغان إن بلاده لديها اتفاق مع حكومة الوفاق في طرابلس، وإن لديها الآن سفناً للتنقيب في البحر المتوسط.
دعوة للتجاوب مع إعلان القاهرة
من جهتها، أعربت جامعة الدول العربية عن أملها في أن تعلن حكومة الوفاق الليبية، عن موقف إيجابي من إعلان القاهرة، الذي يتضمن وقفاً لإطلاق النار والانخراط في مسار سياسي شامل يخرج ليبيا من أزمتها الحالية.
وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، في تصريحات صحفية، الثلاثاء: “نأمل أن تعلن حكومة الوفاق في ليبيا موقفها من المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، وبدء عملية سياسية شاملة، وأن يسمح هذا الموقف بانخراطها في العملية السياسية”.
وأضاف زكي: “في تقديري، ليس من الضروري القبول الكامل أوالتسليم الكامل بأن هذه المبادرة هي الأساس الوحيد للحل، لكن المطلوب هو نية طيبة ومخلصة للمضي قدماً في الحل السياسي الذي تطالب به جامعة الدول العربية حقيقة منذ اندلاع الأعمال العسكرية في الرابع من أبريل 2019”.
وجدد زكي التأكيد على أن “الجامعة العربية لم تكن تؤمن للحظة واحدة بأن الأعمال العسكرية يمكن لها أن تحسم الموقف في ليبيا، وهذا الموقف أكدته الجامعة العربية مرات عدة”.
وجدد الأمين العام المساعد تأكيد جامعة الدول العربية على أن “المسار السياسي هو الذي يمكن أن يؤدي لإنهاء الأزمة في ليبيا”، مطالباً “جميع الاطراف أن تؤمن بهذا، وأن ينعكس هذا الإيمان بجلوسها معاً كأطراف ليبية باعتباره نزاعاً ليبياً ليبياً في المقام الأول”.
وعن رأيه في ما يقال إن نجاح المبادرة المصرية مرهون بمدى تعاون الأطراف الخارجية المتداخلة في النزاع الليبي، قال زكي: “هذا صحيح، لأن الوضع الميدانى في ليبيا تطور إلى الحد الذي أصبحت التدخلات الخارجية تعطل وتصعب من العودة للمسار السياسي بالمنطق الذي نتحدث عنه، خاصة بعد إعلان القاهرة الذي يقوم على أن الليبيين إخوة وعليهم أن يعودوا إلى المسار السياسي باعتباره المخرج الوحيد لإنهاء الأزمة، وبناء ليبيا الجديدة التى يرغب فيها الشعب الليبي”.
وتابع زكي: “شبح ابتعاد الوضع السوري عن الحل العربي يخيم على الجميع، ولا يرغب أحد في تكرار الأمر في ليبيا”.
وأضاف أن “جامعة الدول العربية بما لها من وزن أدبي وسياسي، وكمنظمة إقليمية تنتمي إليها دولة ليبيا، على استعداد للقيام بدورها، وهذا الدور منوط بتوافق الدول الأعضاء بالجامعة، وهو ما يمكن أن يساعد الليبيين على رأب الصدع الموجود في الفترة الحالية”.
يذكر أن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، كان أعلن السبت، مبادرة سياسية تمهد لعودة الحياة الطبيعية إلى ليبيا، محذراً من التمسك بالخيار العسكري لحل الأزمة.
وجاءت المبادرة تحت اسم “إعلان القاهرة”، داعية إلى احترام كافة المبادرات والقرارات الدولية بشأن وحدة ليبيا، ووقف النار اعتباراً من يوم الاثنين 8 يونيو.