أخبار عربية – واشنطن
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، انسحاب بلاده من معاهدة “الأجواء المفتوحة” مع روسيا، ثالث معاهدة لضبط التسلح يلغيها سيد البيت الأبيض منذ وصوله إلى السلطة. فيما نددت موسكو بالخطوة الأميركية ووصفتها بـ”ضربة” لأمن أوروبا.
وقال الرئيس الأميركي إن موسكو لم تفِ بالتزاماتها الواردة في الاتفاقية التي مر عليها 18 عاماً وصُممت لتعزيز الشفافية العسكرية والثقة بين القوى الكبرى.
وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض إن “روسيا لم تلتزم بالمعاهدة. ولذا، سننسحب إلى أن يلتزموا”.
من جانبها، نددت روسيا بـ”الضربة” التي وجهها انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية “الأجواء المفتوحة” لأمن القارة الأوروبية.
ونقلت وكالات روسية عن نائب وزير الخارجية ألكسندر غروشكو قوله إن “انسحاب الولايات المتحدة من هذه الاتفاقية لا يعني فقط توجيه ضربة إلى أسس الأمن الأوروبي، وإنما ايضاً إلى أدوات الأمن العسكري القائمة، وإلى المصالح الأمنية الأساسية لحلفاء الولايات المتحدة أنفسهم”.
وتسمح اتفاقية “الأجواء المفتوحة” بين روسيا والولايات المتحدة و32 دولة أخرى، معظمها منضوية في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، لجيش بلد عضو فيها بتنفيذ عدد محدد من الرحلات الاستطلاعية فوق بلد عضو آخر بعد وقت قصير من إبلاغه بالأمر.
ويمكن للطائرة مسح الأراضي تحتها، وجمع المعلومات والصور للمنشآت والأنشطة العسكرية.
وتكمن الفكرة في أنه كلما عرف الجيشان المتنافسان معلومات أكثر عن بعضهما البعض، قل احتمال الصراع بينهما. لكن الجانبين يستخدمان الرحلات الجوية لفحص نقاط ضعف الخصم.
وتشعر الولايات المتحدة بالامتعاض لأن روسيا لن تسمح برحلات جوية أميركية فوق المناطق التي تعتقد واشنطن أن موسكو تنشر فيها أسلحة نووية متوسطة المدى تهدد أوروبا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جوناثان هوفمان، إن روسيا “تنتهك بشكل صارخ ومتواصل التزاماتها” الواردة في الاتفاقية.
وأضاف: “تطبق موسكو المعاهدة بأساليب تساهم في تهديد الولايات المتحدة والحلفاء والشركاء عسكرياً”.
وأشار إلى رفض روسيا السماح بتحليق الطائرات فوق مناطق حيث تعتقد واشنطن أن موسكو تنشر أسلحة نووية متوسطة المدى، بما فيها مدينة كالينينغراد المطلة على بحر البلطيق وبالقرب من جورجيا.
ومنعت موسكو، العام الماضي، رحلات كان من المقرر أن تراقب مناورات عسكرية روسية، وهو أمر تسمح به المعاهدة عادة.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن ترمب كان غير راض أيضاً بشأن رحلة روسية فوق منتجعه للغولف في بيدمينستر في نيو جيرسي قبل ثلاث سنوات.
وقال هوفمان: “في حقبة المنافسة بين القوى العظمى هذه، نسعى للدفاع عن اتفاقيات تصب في مصلحة كافة الأطراف وتشمل شركاءنا الذين يلتزمون بمسؤولية بتعهداتهم”.
ومنذ وصوله إلى السلطة في يناير 2017، انسحب ترمب من اتفاقيتي تسليح أساسيتين أخريين: الاتفاق النووي الذي أبرم مع إيران في 2015 لمنعها من تطوير برنامجها للأسلحة النووية، ومعاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى مع روسيا التي تعود إلى العام 1988.