أخبار عربية – واشنطن
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إن مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) عثر على دليل يربط تنظيم “القاعدة” الإرهابي بحادث إطلاق متدرب سعودي النار في قاعدة بينساكولا العسكرية بفلوريدا في عام 2019.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين على سير التحقيقات قولهما إن محققي المكتب الفدرالي عثروا على الدليل في هاتف “آيفون” استخده منفذ الهجوم محمد سعيد الشمراني للتواصل عبره مع عنصر من تنظيم “القاعدة” شجعه على تنفيذ إطلاق النار.
وتمكن مكتب التحقيقات الفدرالي من الحصول على الدليل بعد تجاوز ميزات الخصوصية على هاتف الشمراني “دون مساعدة” شركة “آبل” المصنعة.
وكان تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب” أعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه 4 أشخاص مع المهاجم، في قاعدة بينساكولا التابعة للبحرية الأميركية في ولاية فلوريدا ديسمبر الماضي.
وأعلن البنتاغون إثرها أنه سيفرض قواعد جديدة على المتدربين العسكريين الأجانب في الولايات المتحدة وسيمنعهم من حيازة الأسلحة النارية، وذلك إثر هجوم بينساكولا الذي نفذه الطالب السعودي.
الرد في اليمن
إلى ذلك، أشارت تقارير إلى أن غارة أميركية بطائرة بدون طيار، قتلت مسؤولاً كبيراً في “القاعدة في جزيرة العرب” في نفس المنطقة حيث قتل الزعيم السابق للتنظيم قاسم الريمي في يناير 2020.
وأوضحت التقارير أن الضربة الجوية الأميركية حدثت في مأرب باليمن، حيث أبلغت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أنها تستهدف أحد كبار عناصر تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب” يدعى عبد الله المالكي، الذي عمل كنقطة اتصال للشمراني قبل الهجوم الذي وقع بقاعدة بينساكولا الأميركية ، حسبما صرح مدير وكالة التحقيقات الفيدرالية ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالية في مؤتمر صحافي.
وكان تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب” قد نشر فيديو يدعي مسؤوليته عن إطلاق النار في المحطة الجوية البحرية بينساكولا، مما يوفر إرادة منفذ الهجوم محمد الشمراني، الذي كتب في سبتمبر 2019، قبل ثلاثة أشهر من الهجوم.
فيما أوضحت وكالة “أسوشيتد برس” بأن الهجوم تم الإشارة إليه عبر شريط فيديو في فبراير، احتوى على نية الشمراني في تنفيذه، فيما أدعى عنصر تنظيم “القاعدة” الذي سقط خلال الغارة، بأن الشمراني تنقل بين القواعد وذلك لضمان أفضل وأكثر الأهداف خلال العملية الإرهابية.
وأدت المعلومات من هواتف الشمراني غير المقفلة إلى عبد الله المالكي، عضو تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب”، بالإضافة إلى تفاصيل جديدة عما أدى إلى هجوم بينساكولا، حيث كان الشمراني متطرفاً “على الأقل حتى عام 2015″، كما اقترح “تويتر”، وكان على اتصال مع “عدد من النشطاء”.
ومن المثير للاهتمام أن سلسلة إصدارات “القاعدة في جزيرة العرب” التي تضم زعيم المجموعة خالد باطرفي خلال رمضان قد توقفت في نفس الوقت التي أظهرت التقارير عن وفاة مسؤول رفيع المستوى في “القاعدة” في اليمن، ويبدو أن الأمر متصل بمقتل مسؤول إعلامي في التنظيم.
دعوة للعمل مع التحالف العربي
من جهته، دعا وليد فارس، المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترمب، واشنطن إلى إعادة النظر في استراتيجيتها الخاصة باليمن.
ودعا فارس، في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”، الإدارة الأميركية إلى العمل مع التحالف العربي، وفي مقدمته السعودية والإمارات، لتفكيك الشبكة الجهادية التي تعمل في جنوب اليمن ومواجهة الفكر المتطرف وراءهم، في إشارة إلى جماعة “الإخوان المسلمين”.
ويشهد جنوب اليمن منذ فترة مواجهات بين مسلحي المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات الحكومة اليمنية، التي تضم حزباً إسلامياً متحالفاً مع الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وبدأ الصراع حين اتهم المجلس الانتقالي حزب “الإصلاح” اليمني المقرب من “الإخوان المسلمين” بشن هجمات ضد قواته في عدن في أغسطس من العام الماضي، بينما تتهم الحكومة المعترف بها دولياً المجلس بتعطيل عمل مؤسسات الدولة في عاصمة البلاد المؤقتة.
وعاد مجدداً في أبريل الماضي بعد إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي “إدارة ذاتية” في جنوب اليمن عقب تعثر اتفاق الرياض الذي تم توقيعه في يناير الماضي مع الحكومة اليمنية برعاية السعودية.