أخبار عربية – تايبه/سول
لا تزال الأنباء غامضة عن زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، المختفي أثره منذ 11 أبريل الجاري، على الرغم من مؤشرات متضاربة سواء حول صحته أم مكان تواجده.
وفي هذا السياق، كشف رئيس المخابرات التايوانية معلومات جديدة حول كيم.
“صراع محتمل على السلطة”
وقال مدير مكتب الأمن القومي في تايوان، تشيو كو تشنغ، إن الزعيم الكوري الشمالي “مريض” وإن بيونغيانغ لديها خطط طارئة لصراع محتمل على السلطة إذا مات، وفق تقرير نشرته صحيفة “تايوان نيوز”.
كما قدم تشيو وصفاً غامضاً لصحة كيم عندما تم الضغط عليه في جلسة استماع حكومية حول شائعات عن وفاة الأخير المحتملة، بحسب التقرير، الذي ذكر أنه ضحك ورفض الرد عندما سئل عما إذا كان ذلك يعني أن زعيم كوريا الشمالية على قيد الحياة بالفعل.
وقال للمشرعين: “جوابي هو من المعلومات الاستخباراتية المتوفرة وليست رأياً”، وفق الصحيفة.
إلى ذلك، لفت التقرير إلى أن رئيس الاستخبارات التايوانية رفض التوضيح، مشيراً إلى ضرورة حماية مصادر المخابرات في كوريا الشمالية، مؤكداً للمشرعين أن خطط الطوارئ في بيونغيانغ جاهزة لصراع محتمل على السلطة في المنطقة إذا توفي كيم.
ونقلت الصحيفة عن نائب مدير الاستخبارات التايوانية، هو مو يوان، قوله في وقت لاحق إن استخبارات بلاده “غير قادرة على الحصول على تأكيد حول صحة كيم جونغ أون”، مضيفاً أن “ما نعرفه هو أن كيم ما زال مسؤولاً ويسيطر على الجيش الكوري الشمالي وحكومته”.
الأقمار ترصد يخت كيم
وأفادت أنباء يوم الأربعاء برصد الأقمار الاصطناعية يخت الزعيم الفاخر قبالة “فيلته” في ووسان.
وقال خبراء يتابعون الأوضاع في كوريا، إن صوراً بالأقمار الصناعية توضح تحركات زوارق فاخرة كثيراً ما يستخدمها كيم وحاشيته في الآونة الأخيرة، قرب وونسان، تمثل دلائل جديدة على وجوده في هذا المنتجع الساحلي.
كما لفتت وسائل إعلام في كوريا الشمالية، الخميس، إلى نشاط جديد للزعيم، ولكن أيضاً هذه المرة دون أي صورة له، ما زاد الشكوك بدل أن يخففها.
ولعل التصريح الأكثر مفاجأة، أتى من غريم لكيم، أو منشق عن نظامه. فقد أكد دبلوماسي كوري شمالي سابق منشق أن الزعيم الشاب، الذي أفادت تقارير سابقة أنه خضع لعملية جراحية، وحالته حساسة، “لا يستطيع الوقوف أو المشي بمفرده”.
عاجر عن الوقوف أو المشي
وقال ثاي يونغ هو، الذي أصبح في الوقت الحاضر مسؤولاً سياسياً في كوريا الجنوبية، لشبكة “سي أن أن” إن مسألة خضوع كيم لعملية جراحية غير مؤكدة، لكن الأكيد أنه عاجز عن المشي، أو حتى الوقوف بمفرده.
كما شدد على أن تغيب كيم عن حضور ذكرى جده مؤسس كوريا الشمالية، كيم إيل سونغ، إحدى أهم المناسبات في البلاد الأسبوع الماضي، تؤكد أنه في حالته سيئة.
على الرغم من ذلك، أكد أن من يعرف حقيقة وضع كيم الصحي هم مساعدوه المقربون فقط.
وفاة أخفيت يومين
إلى ذلك، أعاد المعارض الكوري التذكير بأن وفاة الزعيم السابق كيم جونغ إيل ظلت سراً لمدة يومين، وحتى وزير الخارجية في حينها لم يتم إبلاغه إلا قبل ساعة من الإعلان الرسمي.
أما عن تحركات قطار كيم، فاعتبر أنها يمكن أن تكون مجرد تمويه، وهو تكتيك كان يتبع دائماً في السابق، قبيل تحركات الزعيم، حيث يرسل قطار فارغ إلى أجزاء مختلفة من البلاد.
يذكر أن موقع “ديلي أن كاي” الذي يديره كوريون شماليون منشقون، كان ذكر الأسبوع الماضي أن الزعيم الكوري الشمالي خضع في أبريل لعملية جراحية بسبب معاناته من مشاكل في شرايين القلب، وأنه يمضي فترة نقاهة في محافظة بيون غان في الشمال.
وقال النوقع نقلاً عن مصدر كوري شمالي لم يذكر هويته، إن كيم خضع لعلاج بشكل طارئ بسبب مشاكل مرتبطة “بتدخينه الشديد وبدانته وإرهاقه”.
إلا أن مسؤولاً في الجارة الجنوبية أعاد التأكيد يوم الأحد الماضي على سلامة كيم. وقال تشونغ إن مون، مستشار الرئيس الكوري للسياسة الخارجية، إن الزعيم الكوري الشمالي في وضع جيد، مضيفاً: “أعتقد أن الزعيم كيم جونغ أون على قيد الحياة وهو في وضع جيد”.
كما كشف أنه “كان مقيماً في منطقة وونسان منذ 13 أبريل، ولم يتم رصد أي حركات مثيرة للريبة حتى الآن”.
“مختبئ من كورونا”
وفي الأثناء، أعلنت ناشطة كورية شمالية أن كيم “مختبئ، خوفاً من التقاط عدوى كورونا”.
وقالت ييونمي بارك، الناشطة في مجال حقوق الإنسان، ومؤلفة كتاب “في سبيل العيش، مسيرة فتاة من كوريا الشمالية نحو الحرية” في سلسلة تغريدات على حسابها على “تويتر” الاثنين: “بحسب مصادري، كيم ليس متوفى ولا مريضاً حتى، إنما مختبئ خوفاً من التقاط فيروس كورونا المستجد”.
وبين كل هذه الأنباء المتضاربة، لا يزال وضع كيم غامضاً، في حين يبحث العالم، ووسائل الإعلام الدولية عن أي مؤشر يؤكد بالصوت والصورة حالة الزعيم الكوري الشمالي.