أخبار عربية – بيروت
اندلعت، الاثنين، احتجاجات متفرقة مناهضة للطبقة الحاكمة في عدة مناطق من لبنان، على وقع انهيار العملة المحلية وارتفاع أسعار المواد الغذائية وازدياد حدة الأزمة الاقتصادية.
وأظهرت فيديوهات تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مرعبة من منطقة عين الرمانة – فرن الشباك في محافظة جبل لبنان، حيث اندلعت مواجهات بين الجيش والمتظاهرين، حوّل المنطقة إلى ما يشبه ساحة حرب، وسط سماع إطلاق نار عنيف.
فقد شهدت المنطقة توتراً بعدما قطع محتجون الطريق بالإطارات المشتعلة، احتجاجاً على الغلاء المعيشي وارتفاع سعر صرف الليرة أمام الدولار، وفق وسائل إعلام محلية.
ولا يبدو المشهد مغايراً في طرابلس شمالي البلاد، التي شهدت مواجهات عنيفة بين المحتجين والجيش اللبناني مساء اليوم عند ساحة النور وسط المدينة.
وعمد عدد من المحتجين الى الاعتداء على عدد من المصارف عن طريق التكسير والإحراق.
كذلك توجه عدد منهم للتظاهر أمام منزل النائب فيصل كرامي في منطقة التل، وقد تحولت التظاهرة إلى مواجهات بينهم وبين قوات الجيش، وقد أطلقت المفرقعات النارية باتجاه قصر كرامي فرد الجيش بإطلاق الرصاص المطاطي.
وأفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية بأن “الإحتجاجات الشعبية في المدينة امتدت إلى منطقة التبانة، حيث عمد متظاهرون إلى قطع الطريق العام في شارع سوريا الذي يتوسط المنطقة ويربطها بالقبة من جهة وبمحافظة عكار من جهة ثانية”.
أما في الوسط التجاري في المدينة فقد عمد المتظاهرون إلى تحطيم واجهة مصرف “الإعتماد اللبناني” الكائن في بولفار الميناء، وسط احتجاجات تندد بارتفاع الأسعار والتلاعب بسعر صرف الدولار.
وأظهرت مقاطع فيديو من المدينة إلقاء مواد حارقة على آلية تابعة للجيش اللبناني عند ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس.
وأفادت قيادة الجيش اللبناني، في بيان مساء الاثنين، بأنه اثناء تحرك احتجاجي في ساحة عبد الحميد كرامي في مدينة طرابلس، أقدم عدد من المندسين على القيام بأعمال شغب والتعرض للممتلكات العامة والخاصة، وإحراق عدد من الفروع المصرفية والتعرض لوحدات الجيش المنتشرة، بحيث استهدفت آلية عسكرية بزجاجة حارقة (مولوتوف) كما استهدفت دورية أخرى برمانة يدوية تسببت بإصابة عسكريَين بجروح طفيفة.
ودعت قيادة الجيش المواطنين والمتظاهرين السلميين إلى المسارعة في الخروج من الشوارع وإخلاء الساحات، محذرة أنها لن تتهاون مع أي مخل بالأمن والاستقرار وكل من تسوّل له نفسه التعرض للسلم الأهلي.
وجاءت التظاهرات في الوقت الذي بدأت فيه الحكومة بتخفيف الإغلاق الممتد منذ أسابيع للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد في البلاد، والذي أبلغ عن 710 حالات و24 حالة وفاة حتى الآن.
كما أدت احتجاجات الاثنين إلى إغلاق الطرق التي منعت الفرق الطبية من الخروج من العاصمة بيروت لإجراء اختبارات فيروس كورونا في جميع أنحاء البلاد.
وقالت وزارة الصحة إن فرقها ستحاول مرة أخرى، الثلاثاء، وحثت المتظاهرين على السماح للمسعفين الطبيين بالعمل لتقييم انتشار الوباء في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة.
يشار إلى أن العملة الوطنية سجلت انخفاضاً قياسياً جديداً خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث وصل سعر الدولار أربعة آلاف ليرة في السوق السوداء، في حين بقي السعر الرسمي للدولار الواحد عند 1507 ليرة.
ومساء الأحد، أصدر البنك المركزي اللبناني تعميماً يأمر محلات الصرافة بعدم بيع الدولار بأكثر من 3200 ليرة.
إلى ذلك، فاقم وباء “كوفيد-19” الناتج عن فيروس كورونا وتدابير الإغلاق من أخطر أزمة اقتصادية ومالية تضرب لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.