أخبار عربية – بيروت
في وقت تزداد حدة الأزمة الاقتصادية في البلاد، عمد محتجون لبنانيون، ظهر الاثنين، إلى قطع الطريق على أوتوستراد زوق مصبح في قضاء كسروان، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية تحت شعار “ثورة الجياع”.
وعملت القوى الأمنية والجيش على فتح الطريق، وقد تسبب التجمع بزحمة سير على الأوتوستراد، وفق “الوكالة الوطنية للإعلام” الرمسية.
كما جرت محاولات ثانية لقطع الطريق من قبل المتظاهرين، إلا أن القوى الأمنية منعتهم من ذلك. ورشق المتظاهرون القوى الأمنية بعبوات المياه، وحصل تدافع وتراشق كلامي بين الجانبين.
من جانبها، أكدت قيادة الجيش اللبناني عبر حسابها على “تويتر” احترامها حق التظاهر، داعية المحتجين إلى عدم قطع الطرق والتعدي على الأملاك العامة والخاصة.
دياب: الفساد متضخم في لبنان
إلى ذلك، أعلن رئيس الحكومة، حسان دياب، في مستهل الاجتماع الوزاري – الإداري لمكافحة الفساد، الاثنين، أن “الكل يعرف أن الفساد متضخم في لبنان، ويتمتع بحماية السياسة والسياسيين، والطوائف ومرجعياتها”.
وأضاف دياب: “لكن، وعلى الرغم من الفساد الذي تسلل إلى كل شريان في الدولة، ليس هناك فاسد تمت محاسبته، إلا من كان مرفوعاً عنه الغطاء تمرد وفتح على حسابه، فتتم محاسبته من باب التأديب على خيانته وخروجه من تحت مظلة الحماية”.
وقال رئيس الوزراء اللبناني: “أدعوكم اليوم لورشة جدية، للمساهمة في إنقاذ الإدارة اللبنانية، عبر تكثيف الجهود في الرقابة والمحاسبة، من دون مظلة على أحد، ومن دون تدخل السلطة السياسية. لم يعد ممكناً الاستمرار في نهج التراخي، فنحن أمام تحديات كبيرة، ولا بد لقطار الإصلاح أن ينطلق”.
تحركات رغم حظر كورونا
يذكر أن متظاهرين قطعوا، مساء أمس الأحد، عدداً من الطرق تنديداً بالوضع الاقتصادي المتدهور، وذلك في إطار تعبئة تأتي رغم حظر التجول وإجراءات الحجر المعتمدة لمكافحة وباء “كوفيد-19” الناتج عن فيروس كورونا المستجد.
وأشارت “الوكالة الوطنية للإعلام” إلى أن عناصر الأمن تدخلوا على وجه السرعة لإعادة حركة السير إلى طبيعتها على الطرق السريعة بعدما أضرم محتجون النار بإطارات لقطع السير.
في منقطة الزلقا شمال شرقي العاصمة بيروت، تلقى ستة جرحى عناية طبية فورية، بحسب ما أكد لوكالة “فرانس برس” مسؤول في الصليب الأحمر دون أن يوفر مزيداً من التفاصيل. كما أحرق متظاهرون إطارات على طريق سريع في منطقة الضبية شمال العاصمة قبل تدخل الجيش وقوى الأمن.
وعلى الطريق السريع في الدامور جنوب بيروت، أضرم شبان النار في إطارات، كما خرج محتجون في طرابلس شمالاً، وفق وكالة الأنباء الرسمية.
يشار إلى أنه طوال الأشهر الماضية، ازدادت حدة الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد بظل أزمة سيولة حادة وتراجع سعر صرف الليرة مقابل الدولار. إلى ذلك، أثار الوضع الاقتصادي المتردي احتجاجات شعبية اندلعت في أكتوبر الماضي، فضلاً عن اعتداءات على بنوك في أنحاء البلاد.