أخبار عربية – بيروت
أصدرت “هيئة حماية الثورة” في لبنان، الأحد، بيان ردت فيه على ظهور مجموعة مجهولة أطلقت على نفسها اسم “محكمة الثورة المسلحة” تبنت الاعتداء على عدد من المصارف.
وقالت الهيئة إنها “فوجئت في تعميم من مجموعات مجهولة تطلق على نفسها اسم (محكمة الثورة المسلحة) تتبنى الهجمات بالقنابل وتتوعد كبار المصرفيين وعائلتهم”.
وأضافت: “يهم هيئة حماية الثورة أن توضح للرأي العام اللبناني ولجميع ثوار لبنان الأحرار وللأجهزة الأمنية مجتمعة أن هذه المجموعات لا تمت بأي صلة لثورة 17 تشرين لا من قريب ولا من بعيد وأن أي عمل تقوم به هذه المجموعات أمر مدان ومرفوض كما وأن الهيئة تدين الاعتداء على مصرف فرنسبنك في صيدا”.
وتابع البيان: “إن ثورة 17 تشرين هي ثورة بناء الدولة والمؤسسات ومحاربة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة واستقلالية القضاء وتشكيل حكومة أخصائيين من المستقلين وهي بعيدة كل البعد عن لغة السلاح”.
ووضعت الهيئة بيانها في عهدة القوى الأمنية “للتقصي عن هذه المجموعات التي تهدد البنوك والمصرفيين والعمل على توقيفهم ومقاضاتهم كما وأنها تدين أي عمل عنفي خاصة التهديد وللجوء إلى السلاح”.
“لعبة جديدة من الطبقة الحاكمة”
واستنكر ناشطون لبنانيون ظهور مجموعة مجهولة تدعو إلى استخدام العنف، مؤكدين على سلمية الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في 17 أكتوبر من العام الماضي ضد الطبقة السياسية الحاكمة منذ 30 عاماً.
وكتبت الإعلامية زينة منصور عبر حسابها على “تويتر”: “مجموعة الثورة المسلحة تتبنى الاعتداء على فرنسبنك في صيدا. لطالما حذرنا من الأجنحة المخترَقة أو المبرمجة. ومن الاختراقات لحرف الثورة وتجاذبها عبر إدارة خلفية”.
بدوره، علق رئيس تحرير موقع “أخبار عربية” أسعد الأسعد، قائلاً: “الثورة المسلحة تعني خراب الأوطان. آمل ألا ننجر وراء مثل هذه التصرفات الطائشة”.
وأضاف الأسعد: “رأينا ما حدث في ليبيا واليمن وسوريا بسبب الثورات المسلحة. المطلوب إما تغيير سلمي وهو ما نطمح إليه، أو تغيير بالقوة وهذا يقوم به الجيش (اللبناني)”، معتبراً تشكيل مجموعات مسلحة بحجة مواجهة المصارف “لعبة جديدة من الطبقة الحاكمة”.
قنبلة يدوية في صيدا.. و”مولوتوف” بصور
وكان مجهورون قد ألقوا، في ساعة متأخرة من ليل السبت الأحد، 3 قنابل مولوتوف على واجهة أحد المصارف في مدينة صور جنوب لبنان.
وحضرت عناصر من استخبارات الجيش اللبناني والقوى الأمنية لموقع الحادث وفتحت تحقيقاً في القضية.
كما ألقى مجهولون في وقت سابق من مساء أمس السبت قنبلة يدوية باتجاه فرع مصرف “فرنسبنك” في شارع رياض الصلح في مدينة صيدا جنوب لبنان، ما أدى إلى تحطم واجهته الزجاجية والسقف المستعار.
وعقب الحادث، حضرت القوى الأمنية إلى الموقع وطوقت المكان وفتحت تحقيقاً لكشف هوية الفاعلين، حيث تبين وجود شخصين في المكان لحظة وقوع الحادث.
وتبنت جماعة تطلق على نفسها اسم “محكمة الثورة المسلحة” الهجمات على المصرفين.
وكانت تظاهرات عدة قد انطلقت في صيدا جنوب لبنان منذ أيام ضد المصارف والمصرف المركزي احتجاجاً على السياسة المالية والنقدية وحجز المصارف لأموال المودعين.
وألقى ناشطون، الجمعة، مفرقعات نارية على فرع مصرف لبنان المركزي في المدينة مطالبين بإقالة الحاكم رياض سلامة.
وتأتي هذه الحوادث في وقت تحجز المصارف على أموال المودعين، وتزامناً مع جدل سياسي حاد في البلاد حول أداء المصرف المركزي وحاكمه رياض سلامة وموجودات المصرف واحتياطاته من الدولار الأميركي.
ويتهم الشارع اللبناني المصارف بالتواطؤ مع أحزاب السلطة والمساهمة في الدين العام الهائل وإفلاس الدولة.