أخبار عربية – بيروت
أوقفت الشرطة البلدية في بلدة عينبال اللبنانية المدعو “مازن ح”، وهو المشتبه فيه الرئيسي بارتكاب “مجزرة بعقلين” التي راح ضحيتها عشرة أشخاص بينهم طفلان وامرأة وشقيقا الموقوف.
وعُثر على مازن بعد منتصف ليل أمس في حديقة فيلا في عينبال، وكان يجلس هناك بهدوء حيث سلم نفسه من دون مقاومة لعناصر البلدية. واقتادوه عناصر الشرطة القضائية إلى مفرزة بيت الدين.
“شي وصار”
“شي وصار”، كان أبرز تعليق للمشتبه فيه وثقته كاميرات هواتف عناصر البلدية لدى سؤاله عما حصل.
وكشفت المعلومات الأمنية أن مازن زعم أنه ارتكب الجريمة بدافع الشك بخيانة زوجته منال له مع شقيقه فوزي، وهو ما يتطابق مع ما صرح به مصدر أمني لوكالة “رويترز” بأن الجريمة كانت “جريمة شرف”.
وجلس المشتبه فيه، عند الواحدة والنصف فجراً، أمام محققي الشرطة القضائية في مفرزة بيت الدين، ليروي تفاصيل الجريمة التي خطط لها قبل وصول زوجته.
وأبلغهم أنه قتل زوجته في غرفة النوم بأكثر من ثلاث عشرة طعنة، في المساحة الفاصلة بين السرير والخزانة، قبل أن يبدل ملابسه ويغسلها لإزالة الدماء التي كانت تغطيها.
وخرج بعدها لقتل الضحايا الآخرين ببندقية صيد، حيث كان هدفه الثاني شقيقه فوزي الذي يتهمه بخيانته.
صودف وجوده قي المكان.. فقُتل
وبعد أن قتل شقيقه بالقرب من النهر وأخفى جثته، توجه مازن ليقتل شقيقه الأصغر كريم، الذي اتهمه بأنه “يعرف بالخيانة ولم يُخبرني”.
ظهر أمامه العرسالي محمد عودة وشاب سوري، فأطلق عليهما النار وأرداهما. ثم دار باحثاً في الورشة، فأجهز على أربعة أشخاص بينهم طفلان. هنا ظهر شقيقه كريم أمامه، فأطلق عليه رصاصتين وأرداه قتيلاً.
ثم قتل شخصاً عاشراً صودف وجوده أيضاً.
“لا دليل على الخيانة”
ورداً على سؤال عن سبب قتله الباقين إن كان يشك بشقيقيه بالخيانة والتواطؤ لإخفائها، فرد بأنه استشرس ولم يعد يشعر بشيء، لكنه أقر بأنه لا يملك أي دليل على خيانة زوجته وشقيقه.
ورداً على سؤال المحققين، قال إنه لم يواجه زوجته بشكوكه. واعترف بأنه حضّر مسرح الجريمة مسبقاً قبل عودة زوجته إلى المنزل، إذ وضع السكين تحت وسادة سريرهما، وما أن دخلت حتى سحبه وانهال عليها بالطعن ثم أخذ هاتفها وأخفاه في البرية. أما شقيقه فوزي، فقد واجهه باتهامه بالخيانة، قبل أن يطلق عليه النار ويرديه ويأخذ هاتفه أيضاً.
وقبل توقيف المشتبه فيه الرئيسي، لم يكن لدى المحققين سوى طرف خيط واحد تكشّف بعد إفادة والدة الضحية عن وجود خلاف بين منال وزوجها، تسبب بتركها منزلها قبل أيام، لكنه يكن كافياً لرسم صورة كاملة أو كشف دافع الجريمة، في ظل تداول روايات ملفقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
الزوجة غادرت المنزل بعد خلاف.. والقاتل زارها قبل يوم
وأشارت المعلومات إلى أن خلافاً لم تعرف أسبابه وقع بين الزوجين قبل خمسة أيام من الجريمة، ما دفع الزوجة إلى مغادرة المنزل مع طفلتيها إلى منزل والدتها.
وقد زارها زوجها المشتبه في منزل والدتها يوم الاثنين، قبل أن تلحق به إلى منزلهما يوم حصول الجريمة (الثلاثاء).
وأفادت الوالدة أنها تحدثت معها عبر “واتساب” لتبلغها بأنها نسيت شاحن هاتفها لديها، فردت منال بأنها ستأخذه لاحقاً.
تجدر الإشارة إلى أن الكشف على داتا الاتصالات لم يُظهر وجود أي اتصالات ذات قيمة للتحقيق قامت بها الضحية. كما لم يُعثر على أي تواصل بين الزوجة وبين أي من الضحايا الآخرين.
3 أسئلة “مجهولة”
وكشفت مصادر أمنية أنه عُثر على ورقة مكتوبة بخط يد الضحية منال، وأكد ذلك خبراء الخطوط في الشرطة القضائية، عليها ثلاثة أسئلة لم يُعرف لمن كانت موجهة.
وأصدرت عائلة الضحية بياناً نعى فيه “آل تيماني وآل حرب وخلوة مشيخة عقل آل حمادة وعموم أهالي بعقلين والشوف، الشابة المغدورة منال التيماني”، رافضين أي إتهام بحق المغدورة لأنها “أشرف من كل ما قيل أو يقال”.
وأضاف البيان: “من الواجب على كل من لا يعرف أن يلتزم الصمت لأنه يضع في ذمته شابة طاهرة وأولاداً أبرياء”.